السكاكري النصاب يعيد نشر ‘زابوره’ ظانا أن للمغاربة ذاكرة الأسماك
قصر آل السنوسي في ليبيا
حل الأمير إدريس السنوسي، ولي عهد ليبيا إبان الحكم الملكي، الذي تمت الإطاحة به سنة 1969 بليبيا لأول مرة بعد مقام “مهين” بالديار الإيطالية، إذ دخل ليبيا بواسطة جواز سفر ملكي سُلم له خلال فترة الحكم الملكي بليبيا. وقد دخل الأمير إدريس السنوسي إلى ليبيا حيث يرفرف العلم الوطني لدولة ليبيا خلال الحكم الملكي، وحيث صار يُعزف النشيد الوطني لدولة ليبيا الذي كان يُعزف خلال نفس الفترة.
وقد أخبر الأمير إدريس “دايلي تلغراف” أنه عاد إلى ليبيا بعد فترة منفى دامت لأكثر من نصف حياته معبرا أنها “فرحة عمره بالإضافة إلى الفرحة التي أحس بها بعد ولادة أبنائه”. وقد قضى الأمير يومه الأول في ليبيا في زيارة القصر الذي كانت تعيش به العائلة الملكية قبل أن يطيح بها القذافي سنة 1969، حين كان عمره آنذاك لا يتجاوز الثانية عشرة، ليصير بعدها مواطنا إيطاليا معارضا بشدة لنظام القذافي، حيث تم اتهامه سنة 1991 بإعداد محاولة لاغتيال “القائد الأكبر”، الذي انتقم من هذه المحاولة بأن وضع الأمير إدريس على لائحة المطلوبة رؤوسهم لديه. غير أن الأمير إدريس السنوسي أكّد أن عودته إلى ليبيا لا تحمل أية معاني سياسية، كما أنه لن يدعو إلى عودة النظام الملكي قائلا: “أنا لا أقوم بأية حملة سياسية، سوف أزور أصدقائي وأقربائي قبل أن أنقل أبنائي إلى ليبيا”، مضيفا “أنا أرغب في المشاركة في بناء مجتمع مدني ديمقراطي”.
وفيما يتعلق بالمستقبل السياسي لدولة ليبيا، يعد الأمير بأنه سيستجيب لاختيارات الشعب الليبي، وسيكون وراء في كل ما يقوم به قائلا: “الأهم بالنسبة لي هو أن تعود ليبيا دولة حرة، وسوف يكون من دواعي فخري واعتزازي أن أرى الليبيين أحرارا بعد سنوات من الطغيان”.
وعلى عكس الملك شارلز الثاني، الذي عاد إلى قصر هامبتون بعد الاسترداد سنة 1660، لا يتوفر الأمير إدريس على مكان يعيش به ببلده الأصلي، ذلك أن القصر الملكي القديم صار في ملكية الحكومة، كما أنه ليست لديه نية في المطالبة بإرجاعه لعائلة السنوسي، حيث يقول “ليس الوقت مناسبا للحديث عن مثل هذه المواضيع، فالأولوية الآن هي الحصول على الاستقرار بليبيا”.
وقد فضّل الأمير إدريس،54 سنة، قضاء ليلته الأولى بالفندق مرفوقا بابنته الأميرة علياء وابنه الأمير خالد، حيث يبدو أن عودته كانت متواضعة. غير أن الأمير إدريس قضى فترة طويلة من حياته ينتظر هذه اللحظة وهو ما يعبر عنه بالقول” لقد آمنت دائما بعودتي إلى الديار، حيث كان الناس يظنون أنني مجنون، وكانوا يخبرونني بأن أنسى أمر العودة وأن أركز على ما تبقى لي في هذه الحياة، وهو ما لم أكن أتقبله البتة”.
إلا أن ادعاء الأمير إدريس بكونه ولي العهد أمر يقبل الجدل، ذلك أن شجرة عائلة السنوسي تبيّن أنه ليست له قرابة مباشرة بملك ليبيا الراحل إدريس، الذي توفي سنة 1983. وتفيد الشجرة أنه ابن أخت الملك، حيث يواجه منافسة من طرف محمد السنوسي، 39 سنة، وهو ابن آخر ولي للعهد بدولة ليبيا، لكن تبقى هذه مجرد معطيات، لأن عودة الملكية إلى ليبيا ولو بطريقة صورية يبقى أمرا بعيدا.
يقول الأمير إدريس السنوسي أنه لن يقابل أعضاء من الحكومة الجديدة، كما أنه لن يدخل غمار السياسة، مشيرا إلى أن عودته كانت استجابة لنداء الوطنية قائلا” آمنت دوما أنه سيحل يوم على الليبيين يأخذون فيه كرامتهم ويقاتلون ضد الديكتاتورية”.
ترجمة نبيل الصديقي، The Telegraph