هي صحافية وكاتبة مغربية، عضو لجنة تحكيم الفيلم الطويل بمهرجان طنجة، سناء العاجي، التي وقفت أمام الكاميرا في عدة مناسبات، تعشق الأفلام المبدعة التي تحسن إعادة كتابة الحياة بطريقة جمالية، كما تحركها الأفلام التي تصل مباشرة إلى قلب وعقل المشاهد، معبّرة في نفس الوقت عن سعادتها وفخرها باختيارها كعضو في لجنة تحكيم هذه الدورة، دون أن تنسى في نفس الوقت إحساسها بالمسؤولية.
كيف تلقيت خبر اختيارك لتكوني عضوا بلجنة التحكيم في مهرجان سينمائي من حجم مهرجان طنجة للفيلم؟
مبدئيا، فهذا السؤال لا يترك إمكانيات كثيرة للإجابة. هي السعادة والفخر والإحساس بالمسؤولية. الأسماء الموجودة في اللجنة هي أسماء وازنة وأتشرف صادقة بالاشتغال معها لمدة عشرة أيام. إنها مهمة صعبة… أعتقد أن أكبر امتحان هو تجنب الذاتي لمشاهدة الأفلام الثلاثة والعشرين المعروضة في مسابقة الأفلام الطويلة بموضوعية، بغض النظر عن هوية المخرج أو الممثلين أو عن تعليقات الجمهور والأصدقاء والصحافة.
بحكم اشتغالك على موضوع الجنس وحقوق المرأة، هل ترين أن السينما المغربية أعطت للمرأة حقها، من حيث المواضيع وكسر بعض الطابوهات؟
ولماذا نربط الجنس بالمرأة؟ أليس هناك طرفان في العلاقة الجنسية ينتميان، في أغلب الحالات، إلى الجنسين؟ أعتقد أنه علينا تجاوز هذا النظرة الاختزالية للجسد. لماذا يخيفنا الحب في السينما ولماذا يخيفنا الجنس ولماذا نخاف انعكاس صور ارتعاشاتنا على الشاشة؟ العلاقة المتوترة بالجسد، والتي تريده حكرا على غرف النوم، هي التي تجعلنا نختزل عملا إبداعيا كاملا في مشهد قبلة أو في جسد عار. لقد تطرقت لمواضيع كثيرة في كتاباتي: السياسة والمجتمع والنفاق الاجتماعي المرتبط بمجموعة من الظواهر والدين والحب والجنس والعلاقة بالآخر، لكن سؤالك يختزل كتاباتي في المرأة والجنس. هي كذلك علاقتنا بالصورة وبالسينما. نترك النقاش الإبداعي والسينمائي لنركز على الجسد وعلى القبل وعلى الجنس. الفعل الإبداعي هو بالضرورة حرية، والأساسي ليس أن نتطرق للطابوهات أو أن نتحاشاها. الأساسي في السينما أن نبدع. أعتقد كذلك أن المشكل ليس في المخرج أو الممثل الذي يلجأ إلى الجسد كاختيار جمالي. المشكل في المتلقي الذي يعبر عن هوس بالجنس قد يصل حدودا مرضية تجعله يلغي العمل الإبداعي كمكون شامل، ليركز على تيمة الجسد والجنس.
نود أن نعرف كيف ستكون مساهمتك في لجنة التحكيم لكونك كاتبة وإعلامية، مع العلم أنه سبق لك أن وقفت أمام الكاميرا ؟
فعلا وقفت أمام الكاميرا في بعض الأفلام والمسلسلات التلفزيونية، وفي الفيلم السينمائي “طيف نزار” للمخرج كمال كمال. فيما يتعلق بلجنة التحكيم، فلا يجب أن ننسى أن السينما صناعة وتقنيات وصورة وصوت، لكنها أيضا تيمة وحبكة درامية وسيناريو وأداء وإخراج وأسلوب معالجة. تعدد المسارات والانتماءات الأدبية والفنية والفكرية في لجنة التحكيم لا يمكن إلا أن يغني تقييمها.
ما هي الأفلام القريبة إلى قلب سناء العاجي؟
ككل عاشق للسينما، تحركني الأفلام المبدعة التي تحسن إعادة كتابة الحياة بطريقة جمالية. تحركني الأفلام التي لا تطرق باب العقل والقلب ولا تطلب إذنا بالدخول. تحركني الأفلام التي تبهرني. التي تزعزعني وتزعزع قناعاتي. تحركني الأفلام التي أخرج منها ولا تخرج مني. التي تظل هاجسا يقيم داخلي لأيام تلي مشاهدتها.
أكورا بريس: حاورها: ن ص