بعد نجاحه الكبير على مستوى العديد من المسلسلات المغربية والعربية، اختار الفنان “ياسين أحجام” خوض تجربة سياسية من خلال حزب العدالة والتنمية الذي اعتبره الحزب الأقرب إليه سياسيا لتوفره على ديمقراطية متميزة ولقربه من هموم ونبض الشارع المغربي وكان لتميز قادته بالمصداقية والنزاهة – حسب تعبيره- الدافع الأكبر لاختياره دخول غمار السياسة من خلال حزب المصباح، وأكد “البرلماني الفنان” في حواره مع “أكورا بريس” أن الوقت حان لإخضاع الأفلام المدعمة بأموال الدولة إلى المحاسبة والرفع من مستوى الفن والثقافة المغربية وجعلها رسالة للتوعية والتهذيب.
بداية هل أبعدك المقعد البرلماني عن كاميرا التصوير والعمل الفني؟
طبعا التزاماتي السياسية والحزبية دفعتني للاعتذار عن العديد من المسلسلات والأعمال الفنية، ولكن وسط كل هذا استطعت اقتناص بعضا من الوقت حيث أنا الآن بصدد تصوير فيلم “سيف الظلام ” وهو فانتازيا مغربية صورت منه 3 حلقات من إخراج إبراهيم الشكيلي سيعرض على شكل حلقات نموذجية على قنوات عربية متعددة وهو العمل الذي يشارك فيه مجموعة من الفنانين من مختلف الأقطار العربية حيث أقوم فيه بدور الملك “آيير” وأتمنى أن ينال إعجاب المشاهد المغربي.
من موقعكم هل جاء البرنامج الحكومي بما يخدم الحقل الثقافي والفن بالمغرب؟
البرنامج الحكومة ينص صراحة على دعم المبدع والمبدعين وجعل الثقافة كمجال أساسي يساهم في التنمية البشرية وكقطاع يساهم في الانتعاشة الاقتصادية للبلاد، جاء أيضا بمقترحات جديدة فيما يخص تقريب الثقافة من المواطن وتدعيم الفنان المغربي ومساعدته في عمله عن طريق تشريع قوانين تضمن له الحماية. البرنامج تحدث كذلك عن الخطوط العريضة، ولكن فيما بعد سيتم استغلال هذه المؤشرات الموجودة في البرنامج الحكومي من طرف الفنانين ومن طرف الهيئات والنقابات الممثلة في طرحها على الجهات المعنية كوزارة الثقافة ووزارة الاتصال، خاصة وأن وزير الاتصال “مصطفى الخلفي” أبدى رغبته في الحوار مع الفنانين والمثقفين الذين لديهم علاقة طبعا بالمجال السينمائي أيضا وزير الثقافة “محمد أمين الصبيحي” أبدى رغبته في إصلاح ما يمكن إصلاحه فيما يخص الممارسة الثقافية في بلادنا.
الفنان يطالب بمجموعة من الحقوق، في حين أن الشارع المغربي يطالب بالرفع من مستوى عمل الفنان، كيف ستتم معالجة هذه العلاقة بالنظر إلى أن المشاهد تقدم له أعمالا في معظمها تخلق لديه استياء من مستواها الذي يعتبره استخفافا بعقله وذوقه؟
يجب التفريق بين الإنتاج التلفزيوني والمشهد الإعلامي التلفزيوني وبين الإنتاج السينمائي وأداء الممثل لأن هذا الأخير هو أكثر المتضررين وهو الحلقة الأضعف، هو أيضا ضحية لجشع المنتجين وضحية كذلك لعدم تقنين الميدان، قانون الفنان هو قانون فضفاض لا يحمي الممثل المغربي كما أن بطاقة الفنان منحت للعديد من الدخلاء على المهنة وهي في الأخير ليس لها أي قيمة وبالتي وجب تطوير قانون الفنان وجعله كذلك في صالح الفنان المغربي حتى يستطيع العطاء بشكل أفضل، أما الإنتاجات التي تعرض خلال شهر رمضان ليست بكاملها سيئة ولكن الذي يجب أن نتحدث عنه الآن هو “المحاسبة” لأن تمويل هذه الأعمال تأتي من الدولة وبالتالي وجب إخضاعها للمحاسبة ووضع معايير لذلك وما إذا كان هناك استهتار بذوق المشاهد أو ضعف في الإخراج أو الأداء، وجب طبعا محاسبة المنتج على الميزانية التي تخصص له وأنا مع جعل الإنتاج المغربي أداة للرفع من ذوق المتلقي وتثقيفه والمساهمة في توعيته.
المحاسبة تجرنا للحديث عن الأفلام التجارية، البعض يرى أن الأفلام التي تحصل على الدعم هي الأكثر استخفافا بعقلية المشاهد المغربي والأكثر انفتاحا على ثقافة العري والجنس؟
طبعا حان الوقت لأن تخضع الأفلام المدعمة من طرف المركز السينمائي المغربي للمحاسبة، فلا يعقل أن نقدم للمنتج مبلغ 500 أو 700 مليون ويقدم عملا كيفما يشاء ويتعامل مع أشباه الممثلين حسب رغبته ثم يغادر دون أن يخضع للمحاسبة ودون أن يدلي للمركز ببيانات عن كيفية صرف تلك الأموال، هناك أعمال سينمائية في المستوى ولكن هناك أعمال لا تشرف الفن ولا الفنان ولا تحترم عقلية المشاهد المغربي الذي يطمح دائما إلى الجودة، حان الوقت أيضا لأن يخضع المركز السينمائي المغربي لوصاية مباشرة من طرف وزارة الاتصال. السينما أيضا لا يمكن أن تتطور فقط بالدعم الذي تقدمه الدولة لأن هذا الدعم كانت له نتائج سلبية أهمها كسل المنتجين والمخرجين فالفيلم المدعم سلفا لا يبحث فيه المخرج أو المنتج عن الجودة ففي جميع الأحوال يكون الفيلم قد حصل على الدعم الذي لا تلحقه محاسبة وبالتالي فهو لا يسعى إلى إرضاء الجمهور. لا بد من الانتباه إلى أن من بين المشاكل المطروحة هناك حقوق المؤلف والقرصنة التي أدت إلى إغلاق العديد من دور السينما ولتشجيع الاستثمار في القطاع لا بد من دعم البنيات التحتية للسينما المغربية بتوفير قاعات سينمائية وكذا إحداث مجلات تعنى بقضايا السينما ودعم النقد البناء للسينما لأنها كلها عوامل تعطي للمغرب قيمة فنية وثقافية تتناسب وثقافته الغنية.
أكــورا بريس / حوار خديجة بــــراق