لم تنجح الثورات العربية في إسقاط الأنظمة فقط بل هي سارية في العمل على إسقاط كل ما كان يلحق بتلك الأنظمة من فساد ثقافي أو رياضي أو غيره، والنموذج يأتي من تونس بعد خروج “مهدي مبروك” وزير الثقافة مهاجما أسماء ظلت من ثوابت مهرجانات محلية وفي مقدمتها مهرجان قرطاج العريق، فقد حسم الوزير التونسي في الأسماء التي لم يعد لها مكان في مهرجانات بلده وخص بذلك “إليسا”، “نانسي عجرم”، “فضل شاكر”، “شيرين”، “تامر حسني”، “هيفاء وهبي” وغيرهم.. جاء ذلك من خلال حوار أجري معه على إحدى الإذاعات التونسية عندما رد بالحرف عن إمكانية مشاركة أسماء كنانسي وإليسا فقال: “على جثتي”.
في حين ترك الباب مفتوحا لمناقشة أسماء فنية أخرى مثل اللبناني “ملحم بركات”، ومجموعة أخرى من فناني بلده كــ “لطيفة” و”صوفيا صادق”، في حين حسم في اسم العملاق التونسي “لطفي بوشناق” المرحب به جدا على منصة المهرجان الأعرق في تونس.
وفي استفسار طرحه منشط البرنامج حول رفض أسماء بعينها وكأن الرفض نوع من “ديكتاتورية الوزير”، اعتبر الأخير أن موقفه هو بمثابة “ديكتاتورية الذوق السليم” وأن هدفه الرقي بمستوى الفن والثقافة في تونس ولن يكن بالتالي فرصة لأشباه الفنانين الذين حولوا المهرجانات إلى أعراس عمومية.
أكـــورا بريس / خديجة بــــراق