عبرت مذيعة قناة ليبيا، الإعلامية “سناء منصور” أنها أعجبت بالمغرب إلى حد البكاء عندما زارت الأسواق المغربية ومختلف الأماكن الشعبية، ووجدت كيف أن المواطن المغربي يساهم في تنمية بلده ويشتغل في أعمال منوعة، خاصة الحرفية منها مما اعتبرته رمزا وارتباطا بالأرض والثقافة ودعما للاقتصاد والتنمية، متمنية في ذات الوقت أن تكون الكلمات المستعملة في اللهجة الأمازيغية مشتركة وموحدة بين المغرب وليبيا والجزائر أيضا.
– كيف ترسمين لنا لحظات تكريمك في المغرب؟
زيارتي للمغرب علمتني أشياء كثيرة، وولدت لدي أفكار منوعة من خلال مهرجان الفيلم الأمازيغي ومشاريع التواصل بين أصدقاءنا وأخوتنا الأمازيغ في المغرب. عشت لحظات لن تنسى أبدا، فقد تم تكرمينا في مهرجان الفيلم الأمازيغي بمدينة أكادير ولم أتوقع نهائيا أن تتم المناداة علي للمنصة، لا أنسى أيضا عندما حملت علم ليبيا الجديد وما سمعته من هتافات ووقوف الجمهور وتحيته لنا لقد أبكني هذا المشهد، واندهشت لحجم الترحيب الذي وجدته في المغرب، الشعب المغربي شعب رائع فبالرغم من الظروف الاجتماعية والاقتصادية تجدين هذا الشعب يهتم بالثقافة والإبداع وهذا يدل على أن التفكير المغربي عميق وفي نفس الوقت شفاف وأتمنى أن يكون لدينا في ليبيا نفس هذا المستوى، فأنا شخصيا لا أرى أن المواطن الليبي قد يكون مواطنا حريفا أو عاملا في أعمال صعبة، لأن المواطن لدينا تعود على السهل ولم يتعود على العمل الشاق وبالتالي نحن بحاجة إلى ثقافتنا ومنها العمل على بناء ليبيا وليس الاعتماد فقط على النفط، النفط يسبب مطامع ويسبب مشاكل وحتى تكون لدولة ليبيا قيمة غير قيمة النفط فنحن بحاجة إلى ثقافتنا وبناء بلدنا من خلال شعبنا تماما كما لمست في المغرب.
– كمواطنة ليبية هل توقعت أن تقوم ثورة في بلدك وينتهي معها حكم القذافي؟
بعد حديثه عن تونس بالتحديد عندما تم إسقاط بن علي وأسلوب السخرية الذي اعتمده والذي حمل بين كلماته تخوفا واضحا في مستقبله أيضا، كنت أنا والعديد من الليبيين في بريطانيا نقول أن ليبيا قادمة وأن مصير القذافي هو مصير ألعن من بن علي مع أن الكثير من الليبيين كانوا يستبعدون قيام الثورة في بلادنا، لأنه كانت تقام ثورات في ليبيا لكن كانت دائما تقمع.
– خلال ثورة ليبيا اكتشف البعض لأول مرة وجود أمازيغ ليبيا فهل يشكل ذلك ميلاد ثقافة جديدة بعد بناء ليبيا الجديدة؟
أولا أمازيغ ليبيا هم جدا متسامحون، ولن يطالبوا بشيء سوى ألا تمحى ثقافتهم وتدرس لأطفالهم، كما أن دسترة اللغة الأمازيغية في دستور ليبيا الجديد هو تحصيل حاصل، أمازيغ ليبيا لا يرون أن عرب ليبيا هم أناس آخرون أو غرباء أو كائنات قادمة من عالم بعيد عن وطنهم، بل يرون أن ليبيا هي ليبيا واحدة، وأعتقد أن المواطن الليبي العربي عليه بدوره أن يحافظ على الثقافة الأمازيغية لأنها ثقافته هو أيضا.
– هل ترين أن ليبيا الآن في موقف المطالبة بدسترة الأمازيغية أم بحاجة إلى الأمن وأشياء أخرى؟
الآن ليبيا في مرحلة البناء، الشباب الذين شاركوا في تحرير ليبيا هم في الأصل لا علاقة لهم بالجيش كانوا من العرب ومن الأمازيغ أيضا، ولكن تسلحوا للدفاع عن ليبيا وتحريرها من الطاغية القذافي، إذن هم في الأصل دكاترة وطلبة ومهندسين وأساتذة، وقد كانت النسبة الأكبر من المشاركين في تحرير ليبيا هم من الأمازيغ. وأسوق مثالا بمدينة طرابلس “الطفلة المدللة” لدى الشعب الليبي، فمثلا الأمازيغ يعيشون في الجبال والبوادي وفور وصول الخطر إلى طرابلس هرعوا للدفاع عنها، وبالتالي فمطالب الأمازيغية هي تحصيل حاصل، لأن هناك ليبيين يتحدثون اللغة الأمازيغية وهذه حقيقة، وقد أقيم المهرجان الأمازيغي الأول بساحة الشهداء بالعاصمة في 27 من شتنبر 2011، وطرابلس كما هو معلوم ليست مدينة أمازيغية وقد حضر عدد هائل من عرب ليبيا وكانت الكتيبة التي تحمينا على المنصة كتيبة طرابلسية يتحدثون العربية، يكفي أن الشعب الليبي متقبل للأمازيغية.
– هل ترين أن التفريق بين الأمازيغ والعرب في بلدان شمال إفريقيا هو نظرة في اتجاه العنصرية مادام الحضن “وطن واحد”؟
كل الأمازيغ يرفضون العنصرية، أنا متشددة في هذه النقطة فأكره العنصرية كما أرفض التفرقة، لكن يحز في نفسي أن شمال إفريقيا بغناها الثقافي والحضاري طمس مع الفتوحات الإسلامية للأسف، وطبعا الدين ليس له ذنبا في عملية الطمس هذه، وإنما العناصر الذين استعملوا الدين هم من قاموا بطمس تلك الحضارة، الواقع يقول إن شبه الجزيرة العربية كانت متأخرة جدا وأن الحضارة كانت بشمال إفريقيا، وشمال إفريقيا سكانه الأصليون هم الأمازيغ.
أكـورا بريس / حـوار خديجة بـراق