أعلنت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أن واشنطن ستدشن “برنامجها العالمي لريادة الأعمال في المغرب في الربيع القادم كجزء من توجيه اهتمام الولايات المتحدة نحو المساعدة في استحداث مزيد من الفرص الاقتصادية لأبناء المغرب وغيرهم في المغرب العربي”.
وقالت كلينتون في حديث لها في الرباط يوم الأحد المنصرم (26 فبراير) إن البرنامج سوف يقيم الصلة و”يربط بين المستثمرين والمفكرين والروّاد” من أجل “استغلال براعة النساء والرجال المغاربة ممن يملكون أفكارا جيدة… وقد يحتاجون لمعرفة كيفية وضع خطة عمل وربما يحتاجون إلى نصح حول كيفية الحصول على ائتمان مصرفي ولكنهم مستعدون للعمل بجد لتحقيق نمو من الأساس إلى أعلى…”.
وكانت وزارة الخارجية قد انتدبت في خريف العام 2011 وفدا من المستثمرين وقادة الأعمال الأميركيين إلى تونس والمغرب والجزائر للاجتماع برواد الأعمال الشباب وإرشادهم. وإلى جانب عمل الوفد على توفير النصيحة والمعلومات وإتاحة فرص المشابكة والتواصل، اختار واحدا من مبتدئي الأعمال الناشئة من كل بلد من البلدان الثلاثة لبعثة حضانة عمل مدتها ثلاثة أشهر في برنامج حاضنة “تك تاون بزنس” (أعمال مدينة التكنولوجيا) في ديترويت في ولاية مشيغان وبعثة ثلاثة أشهر أخرى بموجب منحة دراسية في أحدى الجامعات القريبة لدراسة ريادة الأعمال.
وقالت كلينتون “إننا نولي اهتماما خاصا بالتركيز على الجهود التي من شأنها خلق فرص اقتصادية وتحقق مزيدا من الرخاء لكل المغاربة. فنحن نعزز انتشار ريادة الأعمال لأن الأعمال الجديدة تعني فرص عمل إضافية ونموا أسرع وابتكارا أوسع. ونحن نتصدر مبادرات جديدة للجمع بين المسؤولين الحكوميين وقادة من القطاع الخاص ورواد الأعمال الشباب الذين يملكون الرؤية والاندفاع لتحقيق النجاح في اقتصاد عالم القرن الحادي والعشرين”.
ويذكر أن الولايات المتحدة أطلقت في دجنبر 2010 الشراكة الشمال – افريقية للفرص الاقتصادية (نابيو) بالاشتراك مع معهد “آسبن” وغرضها مساعدة رواد الأعمال الشباب في المغرب والبلدان المجاورة. وتشمل شراكة “نابيو” كلا من الجزائر وليبيا وموريتانيا والمغرب وتونس، وينصب اهتمامها على تدريب الشباب وخلق فرص العمل وريادة الأعمال.
وتشتمل برامج شراكة “نابيو” على توفير فرص المشابكة والبرامج للمستثمرين وحضانة الابتكار والتكنولوجيا والوصول إلى التمويل والتدريب على المهارات وتحسين الاتصال مع كليات الأعمال الأميركية والمؤسسات الاستشارية والباحثين.
وكشفت كلينتون في مقابلة لها مع محطة التلفزيون المغربية (القناة الثانية) عن أن برنامج الشراكة الأميركية من أجل بداية جديدة الذي صمم من أجل خلق ثقافة ريادة الأعمال والشركات الصغيرة في البلدان ذات الأغلبية المسلمة، شهد إحدى أكثر مجموعات أصحاب وصاحبات الأعمال نجاحا من المجموعات التي تم تشكيلها في المغرب.
وقالت إن المجموعة “استضافت لتوها مؤتمرا كبيرا في مراكش في الشهر الماضي. وحضره أكثر من 400 من أصحاب وصاحبات الأعمال ورواد الأعمال الشباب الذين جاءوا من أماكن أخرى في المنطقة. والمغرب يقود الطريق”.
وأضافت كلينتون أنه مع كون الشبان من ذوي الأعمال دون 30 سنة يشكلون قطاعا كبيرا من سكان العالم، فإن الولايات المتحدة تريد المساعدة لضمان حصولهم على التعليم وإتاحة فرص العمل لهم.
وأشارت كلينتون إلى أن العديدين من جيران المغرب أعربوا عن اهتمامهم بتلقي منح من “المؤسسة الأميركية لتحدي الألفية” للمساعدة في تمويل الإصلاحات الاقتصادية واجتذاب الاستثمارات. وأعربوا عن أنهم يريدون عقد اتفاقيات للتجارة الحرة على غرار ما يتمتع به المغرب من امتيازات مع الولايات المتحدة.
إلا أن كلينتون أوضحت أن الحصول على منحة من “مؤسسة تحدي الألفية” ينطوي على “جهود من المنافسة الشديدة…”.
واستطردت قائلة “إنني أريد أن أقول لكم إن كثيرين من جيرانكم دأبوا على القول ’نريد واحدة‘ (منحة) وأنا أقول لهم: حسنا، نحن لم نعطها للمغرب. فالمغرب قد استحقها”.
وواصلت كلينتون حديثها قائلة “الكل يريد اتفاقية للتجارة الحرة ويقولون: حسنا، المغرب له واحدة. وأنا أقول: نالوها عن استحقاق”.
وخلصت وزيرة الخارجية إلى القول “إننا ننظر إلى المغرب في كثير من الأحيان كمثال على كيفية خلق مناخ تلقى فيه شركات الأعمال ترحيبا ويجتذب استثمارات، والناس عاملون… وهذا ما نحاول عمله في البلدان الأخرى عبر القارة…”.
أكورا بريس: الزاهدي أبو ريشة