خلال جولة “أكورا بريس” على أبرز اليوميات الصادرة يوميي السبت والأحد 3و4 مارس 2012، وقفت عند مجموعة من العناوين البارزة وعلى رأسها: “العدل والإحسان تشهد على تورطها في أحداث تازة”، و”الحكومة تخفق في إنهاء مناقشة مشروع المالية”، و”التعليم كان يدبر خارج حكومة الفاسي”، و”البام يسعى إلى التحالف مع الاتحاد الاشتراكي”، و”اعتقال عميد شرطة بتهمة النصب على الحجاج”، و”الجزيرة تسخن الطرح عن المغرب”… بالإضافة إلى بعض العناوين والمواضيع الأخرى التي لا تقل إثارة، والتي تضمنتها أبرز الصحف اليومية الصادرة نهاية هذا الأسبوع.
البداية ستكون مع يومية “الأحداث المغربية” التي تنقل لنا كيف أن العدل والإحسان تشهد على تورطها في أحداث تازة، حيث بدأت تتضح حقيقة الواقفين وراء الأحداث التي عرفتها هذه المدينة مع تقدم بحث المصالح الأمنية وإيقاف عدد من متزعمي أحداث تازة، وفي هذا الصدد أكّدت جماعة العدل والإحسان ما راج حول تحريكها للبلبلة بهذه المدينة بعد أن احتجت بشكل كبير على اعتقال أحد أعضائها، الذي لم يكن سوى المنسق العام لتنسيقية المجازين العاطلين بالمدينة، التي شكلت النواة الأولى لما وقع بالمدينة من أحداث شغب بداية اشهر الماضي. وفي تطور لافت بخصوص أحداث تازة، تذكر يومية “المساء” أن حزبي الاستقلال والحركة الشعبية رفضا تشكيلة لجنة تقصي في هذه الأحداث.
وفي أخبار الحكومة، نقرأ عن إخفاق هذه الأخيرة في إنهاء مناقشة مشروع قانون المالية، الذي راهن على خلق أكثر من 26 ألف منصب شغل وتخصيص 13 مليارا لالتزامات الحوار الاجتماعي، وبالتالي تقرر تأجيل مناقشة هذا المشروع إلى الأسبوع المقبل، حسب يومية “المساء”، التي خصصت ملفها الأسبوعي ل”الكريمات” تحت عنوان “فضيحة الكريمات…هل هي بداية سقوط اقتصاد الريع؟”. أما فيما يتعلق بأخبار المعارضة، فإن يومية “الخبر” تكشف حسب مصادر من داخل حزب الأصالة والمعاصرة أن هناك توجها داخل الحزب يراهن على التحالف مع الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، بعد رفض هذا الأخير المشاركة في الحكومة، في حين تعلق مصادر اتحادية على هذا الخبر بالقول إن الأمر يبقى معلقا إلى حين عقد المؤتمر المقبل للاتحاد الاشتراكي، كما نقرأ في نفس اليومية تصريحا لوزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة قال فيه إن “نشر أسماء المستفيدين من الرخص قانوني وخطوة نحو الإصلاح الشمولي”، إذ أكد الوزير خلال مؤتمر صحفي أن هذا الإجراء يندرج ضمن التزام حكومي سابق، كما أنه يندرج في إطار الحق في الوصول إلى الخبر، حسب قول الخلفي.
يومية “الصباح” أوردت حوارا مطولا مع وزير التربية الوطنية، محمد الوفا، قال فيه إن “عهد السيبة قد انتهى”، وتعهّد بفضح الممارسات السيئة التي رافقت المنظومة التربوية وقطاع التعليم خلال السنوات الماضية، كما أشار إلى أن حكومة عباس الفاسي حققت العديد من الإنجازات المهمة في مجالات متعددة لكن قطاع التعليم لا يندرج ضمن القطاعات التي اهتمت بها وزارة عبّاس، مشيرا إلى أنه جاء ليعيد القطاع إلى سكته الصحيحة موضحا أنه لن يتردد في استدعاء قضاة المجلس الأعلى إذا تبين له أن اختلالات مالية شابت بعض المشاريع، حسب تقديم يومية “الصباح” لهذا الحوار المطول. أما فيما يتعلق بنشر لائحة المستفيدين من”الكريمة” تتساءل “الصباح” “ماذا بعد؟” ففي حوار مع أستاذ الاقتصاد عز الدين أقصبي، الذي اعتبر الخطوة إيجابية وطالب بتجفيف كل منابع الريع، أكد هذا الأخير أن هناك العديد من مواطن اقتصاد الريع التي يتعين الكشف عن الجهات المستفيدة منها والجهات التي تمنحها والمعايير المعتمدة لمنح مثل هذه الامتيازات.
وفي أخبار المجتمع نقرأ في يومية “المساء” عن مداهمة ضيعة أستاذة متقاعدة تمارس خلالها الدعارة بابن سليمان، حيث تم ضبط 21 شخصا يمارسون الدعارة ويستهلكون المخدرات والخمور، بالإضافة إلى الأستاذة ومالكة الضيعة، حيث واجه هؤلاء الأشخاص الدرك الملكي بمقاومة شرسة تمكن من خلالها تاجر مخدرات مبحوث عنه من الفرار. نفس اليومية تصف لنا أحدث تقنيات تهريب المخدرات إلى سجن عكاشة بالدار البيضاء، حيث يعمد أناس من خارج السجن إلى قتل فئران وبقر بطونها وملئها بالمخدرات قبل رميها داخل ساحة السجن والاتصال بالمسجون المعني بالأمر ليلتقف “الفأر المحشو بالحشيش”. فيما نقرأ في يومية “الصباح” عن اعتقال عميد شرطة بتهمة النصب على الحُجاج، وهو الذي كان يستدرجهم إلى موظفة بوزارة الأوقاف تدعي القرب من الوزير، في ملف تفجّر قبل أيام ونشرته يومية “الصباح” في صفحتها الأولى.
أما يومية”الخبر” فقد خصصت ملفها الأسبوعي لما سمّته “توبة المتطرفين” وهي نوع من التوبة المعكوسة حيث ينتقل بعض الأشخاص من “الغلو في الدين إلى الغرق في الرذيلة’، كما تسرد “الخبر” في هذا الملف قصصا لمنقبات تنكّرن لأزواجهن طمعا في الدنيا ومتطرفون تحولوا إلى بزناسة…كما أوردت نفس اليومية روبورطاجا مشوقا عن “مغاربة ينشرون غسيلهم على اليوتيوب”، وبعض المواقع الاجتماعية الأخرى التي تحولت إلى ساحة للحرب على الفساد والمفسدين ويوظفونها كأدلة قاطعة على الإدانة. هذا فيما تنقلنا يومية”الأحداث المغربية” إلى معاناة مرضى يفضلون “الموت الرحيم”…لكن على يد الله، وهي قصص لمرضى دامت معاناتهم لسنين ولا أمل في شفائهم ورجوعهم إلى الدنيا معافين، لكنهم يواصلون الصبر ويتشبثون بالحياة.
أما ملف الصباح الأسبوعي، فقد تطرق لما سمته اليومية”الغزو التركي الجديد” وهوس المغاربة بالأتراك اقتصاديا وثقافيا وسياحيا، وهو ما دفع، على سبيل المثال، بعض العائلات المغربية إلى إرسال أبنائها إلى الدراسة بتركيا حسب ما صرح به عالم الاجتماع أحمد شعباني، ليتحول المثل المعروف إلى “اطلبوا العلم ولو كان في تركيا”.
ونهاية أسبوع سعيدة.