بقلم: نور اليقين بن سليمان
عندما عين عبد الله بندهيبة واليا لجهة دكالة عبدة، انكب على معاينة واقع اقليم اسفي وأخذ علما بما تحقق من المشاريع وما ينبغي تحقيقه. بعد شهور عقد اجتماعا بعمالة أسفي،وصف أنه لقاء صراحة ومكاشفة،و ذلك من أجل رصد و تقييم نسبة إنجاز الأشغال المرتبطة بمشاريع تنموية و عمرانية بما فيها تلك التي أعطى انطلاقتها الملك محمد السادس منذ سنة 1999.
لقد قدر غلاف هذه المشاريع بحوالي 14 مليار درهم،لكن مسألة انجازها عرف تعثرا كبيرا.و قد أقر الوالي الجديد بهذا التعثر،و التزم بمعالجته. لا أود اليوم مناقشة هذه المشاريع،و مدى نجاعتها،و أسباب تعثر انجازها،بقد ما أريد التنبيه إلى درس أساسي كرسته تجارب الانتقال الديمقراطي ،ويعتمد من طرف قادة و مسيرين، وطنيا و جهويا، في الدول التي تشهد مرحلة المرور إلى الديمقراطية. الدرس يقول أنه لا يسمح بوضع مشاريع على الورق و ملونة في خرائط، أو ترديد وعود و التزامات غير مضمونة التطبيق الفوري أو على مدى متوسط.بمعنى آخر ،لكي تكون المشاريع ذات مصداقية ينبغي أن تكون قابلة للتطبيق و يلمسها أبسط المواطنين عبر الانتفاع بها.
بدون حسرة و لا أسف، هذه القاعدة غير معمول بها في البلد ،وطنيا و جهويا،لذلك إن التعثر الذي تحدث عنه والي جهة عبدة دكالة يمكن أن نسمعه غدا من طرف والي جديد…و هكذا دواليك.
لا أحب في هذه الورقة المختصرة /المناشدة، مناقشة قضايا تتعلق بمسألة التسيير و تدبير الشأن المحلي بهذه الجهة و إقليم أسفي تحديدا.همي في هذه اللحظة هو طرح ما هو مستعجل و يهيمن اليوم بقوة على تفكير الناس بالاقليم.
الأمر يتعلق بموضوع الجفاف الذي أصبح اليوم معطى خطيرا يتطلب من الآن مقاربة لائقة.
لا شك أننا جميعا نتتبع نشرات الأخبار،و نشاهد من جديد أن الكاميرات و الميكروفونات تركز على مناطق بعينها،كما هي عادة الإعلام العمومي.في هذه المناطق المحظوظة هناك لوبيات قوية تتوحد و تتعبأ من أجل أن تلتفت الدولة لفلاحيها و تركز دعمها لهم.
بإقليم أسفي يوجد برلمانيون و منتخبون و مهنيون و جمعيات و فعاليات و سلطات.فعلى هؤلاء ،من الآن،التوحد و تكوين ائتلاف لمواجهة المرحلة الحالية و قهر شبح الجفاف الذي يميزها و يهددها. كل هؤلاء مطالبون برصد المشاكل و الخصاص و الأضرار.مطالبون بتحديد المطالب و الحاجيات للتخفيف على الفلاحين المتضررين و دعمهم بشكل عادل.و مطالبون باقتراح برامج و أوراش من شأنها خلق فرص شغل للقرويين بالإقليم.مطالبون بتفويت الفرصة على الذين يتجارون في “مشاريع التنمية البشرية” و محاسبتهم عن سوابقهم.مطالبون بالضغط على الدولة للإفراج عن المشاريع الكبرى المؤجلة .و مطالبون أكثر بفرض برنامج مستعجل لأوراش شعبية تعبد الطريق للتنمية و تغطي الخصاص المسجل في عدة ميادين.
ليس في جعبتي،اللحظة،وصفة جاهزة، الأوراش كثيرة التي بإمكانها تشغيل أبناء القرى مثلا ،بدءا من التشجير و تعبيد المسالك و الممرات ب “التوفنا” و إصلاح و ترميم الطرقات و بعض المؤسسات كالمدارس و المستوصفات و دور الشباب و ملاعب ومراكز اجتماعية. هناك وفرة من حيث المشاريع والأفكار المرافقة لجيل جديد من الإصلاحات،ولي ثقة في أبناء أسفي و أبناء إقليم أسفي، و في إمكانياتهم وقدراتهم على الخلق و الإبداع،ومن أي مواقع يتواجدون فيها.
الوقت لا يرحم ،فلتتحرك العزائم والإرادات من الآن.