صهيب أبو عمران
حزب البيجيدي هو حزب ذو مرجعية إسلامية احتكم إلى صناديق الاقتراع وحاز ثقة الناخبين، في الصفوف الخلفية توجد الحركة الأم “حركة التوحيد والإصلاح”، التي تنزل إلى الشارع وتدافع عن الدين ولا تدافع عن الديمقراطية وتنتقد الأوضاع وتترك للحزب أن يقدم البديل أي بديل. عبد الإله بن كيران تربى وربى الناس داخل الجماعة الإسلامية قبل خلق حركة التجديد والإصلاح وحركة التوحيد والإصلاح.
بعد وصول البيجيدي، أي الإسلاميين إلى الحكومة، وصل القطار إلى محطته الأخيرة، وهو قطار بدأ منذ السبعينيات مع الشبيبة الإسلامية ومر بمراحل متعددة كانت آخرها مرحلة 1996 مع خلق الحزب الإسلامي، فعبد الإله بن كيران وغيره من قادة الأقطار الأخرى وصلوا إلى الحكم باسم الإسلام، والآن هناك من الذين لهم نفس المواصفات التي دخل بها أهل بن كيران الساحة، أول مرة تنبهوا أن بالشعبوية يمكنهم أن يزايدوا على حكومة بن كيران ويسقطوا عنها حتى صفة إسلامية ويدعون رئيسها إلى التوبة والعودة إلى الإسلام، كما حدث مع صُهَيْبْ أبي عمران من بلجيكا، الذي كَفَّرَ كل أعمال حكومة بن كيران.
وما حدث هو نتيجة طبيعية لاستغلال الدين في السياسية واللعب بنقاوة الإيمان في نهر السياسية المُلَوّث، الذي يحتمل الشيء وضده، والأخلاق ونقيضها، وحيث يساس الناس بلغة التدبير للمجال المالي والاقتصادي المحكوم بشروط الربح والخسارة التي لا دخل للإسلام فيها.
الإسلام من ثوابت الأمة وإدخاله إلى متاهة المجالات التي يحكمها المتغير هو مغامرة محفوفة بالمخاطر، فالذين صوتوا يوم 25 نونبر 2011 صوتوا لحزب اسمه العدالة والتنمية وبرنامجه، ولم يصوتوا للإسلام، والذين لم يصوتوا لهذا الحزب لم يصوتوا ضد الإسلام… وإنما صوتوا لبرنامج له تصور آخر لتدبير الشأن العام الاقتصادي والاجتماعي، والإسلام كان وسيبقى دين الجميع.
إن الشعبوية سيف ذو حدين، وإنه من الشعبوية استغلال الدين في السياسة، لأن هناك من هو أكثر شعبوية من الآخر وينال ثقة قاصري العقول.
“بَاشْ اقْتَلْتِي بَاشْ تْموت يا مَلَكَ المَوْتْ”
أكورا بريس