أكد العيادي الزروالي عضو المجلس الوطني “المجمد عضويته” داخل حزب التجمع الوطني للأحرار أنه سيلجأ إلى القضاء وسلك كل المساطر الممكنة لاسترجاع حقه رفقة مجموعة من المناضلين الذين طالهم التجميد، كما اعتبر أن الحزب يقف بمحطة حاسمة في تاريخه السياسي تحتمل وجهان أولهما أن ينقذ الحزب نفسه ويستجمع قواه وثانيهما أن الحزب سيكون مصيره الاندثار ورأى العيادي في حواره مع “أكورا” أن المؤتمر المقبل الذي سيعقده حزب الحمامة سيعرض الحزب لهزات عنيفة بالنظر إلى عملية التحضير التي يعتمده الحزب واحتكار أسماء معينة مصير الحزب ومستقبله.
– باختصار ماذا يحدث داخل حزب التجمع الوطني للأحرار؟
باختصار أيضا، ما يحدث هو أن حزب التجمع الوطني للأحرار بدأ يفقد أطره ومعها يفقد مصداقيته، بل حتى مبادئ الديمقراطية المجتمعية التي تأسس من أجلها الحزب وشكلت جوهره بدأ يفقدها تدريجيا، لأنه اليوم أصبح مسيرا من طرف مجموعة من الأسماء المعدودة على رؤوس الأصابع وهي من تتحكم في مصير الحزب من خلال تعيين منسقين جدد لا علاقة لهم بالهيكل التنظيمي وهذه المجموعة تحاول أيضا إقصاء معظم المناضلين لتؤسس حزب جديد لا يعرفه المغاربة، ومن خلال عملية التجميد وترحيل المناضلين الحقيقيين للحزب والإقالة والإقصاء فإن المؤتمر المقبل سيشهد ميلاد خريطة مشوهة لأناس لا علاقة لهم بالتجمع.
– بنظركم ما هي الاسباب الحقيقية التي أوصلت الحزب إلى هذه المرحلة؟
الأسباب متعددة أنتجت عبر مسار طويل، فالخطاب الذي جاء من خلال الحركة التصحيحية ظل إعلانا عن النوايا ولم يواكبه الفعل وتبين بعد ذلك أن الحزب أفرغ من محتواه، وانطلاقا من هنا تراجع بشكل كبير خاصة وأن الذين تحملوا المسؤولية بعد ذلك أعتبر أنه لا علاقة لهم بالسياسة بل الأكثر من هذا فهم أناس مسيرون بطرق أو بأخرى من طرف أعضاء المكتب التنفيذي الذي يهمهم التحكم في الحزب بواسطة الوافدين الجدد وليس تاريخ الحزب أو مناضليه أو الحفاظ على مبادئه.
– ما هو مشروعكم إذن لاسترجاع حقكم كما حصل مع عبد الهادي العلمي؟
أولا نحن “مناضلون تجمعيون” ولا يمكن لأحد أن ينفي عنا هذه الصفة، وقضينا فترات في هذا الحزب ولا يمكن بعد عشية وضحاها أن نغير لوننا إلا إذا فرضنا علينا هذا طبعا. طبعا هناك من استرجع انتماءه بعد أن تم إقصاءه من الحزب عن طريق حكم قضائي كما هو الحال بالنسبة لعبد الهادي العلمي ومجموعة من المناضلين الآخرين، نحن بدورنا سنلجأ إلى القضاء من أجل إنصافنا وتطبيق قانون الحزب وهذه خطواتنا المقبلة وسنسلك كل المساطر، لأن مطالبنا محددة ومعروفة، نحن نريد تغيير العقليات ونطمح إلى ممارسة جديدة للشأن العام وألا تبقى الأحزاب ملكا لشخص أو لمجموعة محددة بل نريد حزبا يمارس فيه المغاربة طموحاتهم ويجدون فيه كل قناعاتهم وإذا لم يعد هذا حاضرا سنقول على السياسة “السلام.”
– يتحدث البعض عن أن الاتجاه الآن سيكون صوب قلب الطاولة على مزوار هل تؤيدون هذا الطرح؟
بالقطع لا، ما لا نريده هو سلك هذا الأسلوب، لأن الذي يفكر بعقلية الانقلاب الداخلي لا يعرف شيئا عن السياسة، لأن هذه الأخيرة تقتضي الوضوح والمسؤولية، أما أن تعتمد على المناورات والدسائس والانقلابات والإنقلابات المضادة فهذا لن يصبح حزبا وعلينا البحث له عن مسمى جديد. الواضح أن الانقلابات لم تأت بنتيجة ولن يستفد الحزب إن حاول اعتماد سياسة الانقلابات على أمينه العام، الآن نتائج الانشقاقات والانقسامات داخل الحزب بدت واضحة وانعكست سلبا على نتائجه، فمناضليه الآن يتحدثون عن أن أجمل الفترات هي التي قضاها “أحمد عصمان” و”المنصوري” في قيادة الحزب، وبالتالي نرغب في تصحيح الهياكل ونطمح إلى حزب مؤسسات نطرح فيه أفكارنا ومقترحاتنا ونمارس الديمقراطية على أصولها وعندما نصل إلى البرلمان نكون قد وصلنا عن جدارة واستحقاق وليس من خلال استقطاب أسماء للوصول الى البرلمان أو تحقيق الأغلبية دون أن تكون هذه الأغلبية من مناضلي الحزب و مؤسسيه ومن المؤمنين بمبادئه لأن هذه الأساليب ليست أساليب حزب يحترم نفسه وهي أساليب لا تساهم سوى في تمييع المشهد السياسي ببلادنا.
– هل هي بداية النهاية للحمامة؟
بكل صراحة، الحزب اليوم يقف بمحطة تاريخية إما سينقذ نفسه أو سيندثر نهائيا من على الساحة السياسية، وأمامه اختبار حقيقي بمعنى إما أن يبقى حزبا للتجمع الوطني للأحرار ولمناضليه وإما سيصبح جسما غريبا، فبالنظر إلى ما يمارس اليوم من خلال عملية تحضير المؤتمر فالأمور تسير في اتجاه سلبي وسيتعرض الحزب لمجموعة من الهزات بعد هذا المؤتمر إن لم يتم تدارك الأخطاء التي ارتكبت في حق مناضليه.
أكـورا بريس / حـوار خديجة بــراق