العام الثقافي قطر-المغرب 2024: عام استثنائي من التبادل الثقافي والشراكات الاستراتيجية
بقلم: جمال الموساوي
مؤتمر اتحاد كتاب المغرب في نهاية الشهر. سيعود الأعضاء لمناقشة مواضيع دخلت في نوع من الطقوسية (rituelle). سفريات أعضاء المكتب التنفيذي، الانتقائية في طبع أعمال الكتاب المغاربة وفي دعوات المشاركة في بعض الانشطة التي ينظمها الاتحاد هنا وهناك، بعد أن يكون قد قام بتعبئة واسعة لشحذ الدعم من جهات مختلفة. بلديات ومجالس إقليمية أو أي جهة يمكنها أن تساهم بما تيسر في إعداد وتنظيم تلك الأنشطة… كما سيتحدث كثير منهم عن الكواليس وما جرى فيها واللوائح المعدة سلفا والرئيس المتوافق عليه وما إلى ذلك.
في ذهني سؤال مزمن حول النقاش المفروض أن يعرفه مؤتمر مثل مؤتمر يجمع من نتواطؤ على اعتبارهم نخبة المجتمع، الذين يفكرون نيابة عن المجتمع ويترجمون انتظاراته وآماله، ويقودونه نحو المستقبل مع ما تتطلبه القيادة من تحصين للمواقع واكتساح مزيد من المساحات. وبديهي جدا أن المواقع لا تعني الكراسي والمناصب، وأن المساحات لا تعني فقط إنتاج المزيد من الكتب والمقالات، بل ذلك يعني بشكل شامل الحفاظ على مكتسبات هذا المجتمع في مجال الديموقراطية والحريات وصونها من العبث والتراجع، والعمل على تعزيزها وتعميقها، وتصحيح ما يعتريها من عيوب الممارسة.
مؤتمر اتحاد الكتاب في نهاية الشهر. مؤتمر يأتي بعد الكثير من الارتجاج والضبابية بعد المؤتمر الأخير، كما يأتي في سياق مختلف جذريا عن كل السياقات السابقة التي اشتغل فيها الاتحاد وعقد فيها مؤتمراته… هناك الكثير من المياه التي جرت تحت الجسر وقوضت الكثير من المفاهيم والتصورات… هناك وعي في المجتمع تنامى في غفلة من صناع القرار، سواء القرار السياسي أو الثقافي، وفي هذا الإطار أرى أنه آن الأوان ليستعيد الثقافي المسافة اللازمة بينه وبين السياسي. أن يتقدمه وأن ينير له الطريق ويسدد خطواته، لا أن يبتعد عنه وينفصل.
مؤتمر اتحاد الكتاب نهاية الشهر. لا فائدة في هذا المؤتمر إذا لم يستحضر أسئلة الوقت، ليس من أجل التكيف معها ومسايرتها بمنطق التهافت، بل من أجل تحويلها إلى توجهات تحصن المواقع التي سبقت الإشارة إليها، وتبقي على درجة الوعي في المجتمع مرتفعة، وهذا المطلب الأخير أكثر إلحاحا من غيره لأنه الضمان لمستقبل كما نتصوره.
من مؤشرات التخلف، أن مطالب الناس خلال الحملات الانتخابية (في الدول المتخلفة عامة) تتضمن الكثير من المطالب الشخصية الضيقة، وأغلبهم لا يفكر في الجماعة… لهذا فالأمل أن يخرج من نتواطؤ على اعتبارهم نخبة المجتمع من تلك المناقشات التي تكتسي طابعا شخصيا وضيقا. أنا لم أسافر. أنا لم تحجز لي غرفة تليق بي…أنا لم يطبع كتابي.