ذكرى المسيرة الخضراء: ملحمة خالدة في مسار تحقيق الوحدة الترابية
تهريب بن كيران في طاكسي يوم الأرض
مسيرة القدس ويوم الأرض بالبيضاء كانت مسيرة الشعب المغربي بكل أطيافه السياسية والفكرية، مسيرة حضرتها أغلب الوجوه السياسية من عباس الفاسي إلى خديجة الرياضي، مرورا بأقطاب الإسلام الجهادي أبو حفص وأبو الفضل وأبو مريم والحسن الكتاني، وأقطاب اليسار الديمقراطي كمحمد بن سعيد أيت ايدر وفتح الله ولعلو وعبد السلام لعزيز ومحمد مجاهد.
النيابة العامة في حماية مرؤوسيها
عكس مسيرة الرباط التي سادها منطق الحزب الوحيد والرأي الوحيد والفكر الوحيد والتفرد للاستئثار بالقضية الفلسطينية واستعمالها كأداة للتنفيس الداخلي بعد الأزمة التي عاشتها الجماعة عقب انسحابها من شارع 20 فبراير، فإن مسيرة البيضاء تبقى متميزة بجميع المقاييس من حيث الكم والكيف ولم تأخذ شكل استعراض عسكري وشعارات الجماعة إياها الآتية من دار الخلافة بسلا.
النيابة العامة تغادر صفوف الشعب
مسيرة عسكر الخلافة باسم فلسطين كان لها هدف واحد هو أن تذكر الجماعة الداخل والخارج أنها هنا، وأنها تحتفظ بقدرة شعبوية خاصة بها، ولهذا أخذت المسيرة طابع تضامن الجماعة مع نفسها.
أما في البيضاء فإن حليف الجماعة السابق في شارع 20 فبراير هو الآخر أرادها لنفسه، واختلط عليه شارع فلسطين بشارع 20 فبراير وعوض الإلتزام بخصوصية يوم الأرض كيوم للدفاع عن القدس، التي ترزح تحت الاحتلال، اختارت عناصر النهج الديمقراطي أن تحرف تخليد يوم الأرض عن مساره وتستغل وجود أقطاب الحكومة الملتحية لتخرج المسيرة من شارع فلسطين وتدخلها في آتون شارع 20 فبراير الملئ بالمتناقضات .
تهريب الرميد في سيارة كانكو يوم الأرض
إن رفع أنصار النهج الديمقراطي في يوم الأرض لشعارات من قبيل “بن كيران يا حقير يا عدو الجماهير” وجر جزء من مشاة فلسطين إلى ترديد هذا الشعار ولد ردود أفعال في صفوف مشاة العدالة والتنمية وغيرهم، الذين رددوا شعارات مضادة لعشرين فبراير، وهدد بتحول المسيرة من جادة الدفاع عن القدس وفلسطين إلى متاهة عاش فلان وفلتان على حساب القضية المركزية والمحورية في يوم الأرض.
تحول مسيرة فلسطين إلى مسيرة الفعل والفعل المضاد حول تناقضات الشارع المغربي، مسألة لا تنم عن حيوية الشارع المغربي بقدر ما تعبر عن عقم وتخلف سياسيين وقصور في فهم واحترام قدسية القضية المركزية للشعوب العربية والإسلامية بعيدا عن مهاترات عاش فلان ويسقط فلتان في يوم يجب أن يكون الاحتلال للقدس وفلسطين هو العدو الوحيد، يوم لا يجب أن نقول فيه عاش إلا للشعب الفلسطيني ودولته المستقلة بعاصمتها القدس، فلتعش فلسطين ولتسقط كل الحسابات الصغيرة.
أكورا بريس