العام الثقافي قطر-المغرب 2024: عام استثنائي من التبادل الثقافي والشراكات الاستراتيجية
صورة للفنان الطيب عامر بمدينة أصيلا، تصوير : أكورا بريس
ولد الفنان “الطيب عامر” في سوريا عام 1971، حيث ساعدته توجهاته الحديثة نحو التجريدية في احتلال مكانة متفردة في الفن السوري المعاصر، فهو خريج أكاديمية الفنون الجميلة من جامعة دمشق، حاصل أيضا على دراسات عليا، وعضو في نقابة الفنون الجميلة بدمشق، عضو في جمعية الإمارات للفنون التشكيلية.
الفنان الطيب عامر هو فنان متعدد المواهب، حيث يقول أنه ليس هناك شيء مستحيل مادامت تتوفر الإمكانيات، هو رسام ومصمم غرافيك ولديه عشق لتصميم الديكور المنزلي، مصور فوتوغرافي محترف، شارك في العديد من المعارض الجماعية سواء في سوريا أو في الإمارات العربية المتحدة.
أكورا بريس التقت بالفنان “الطيب عامر” في مدينة أصيلة فكان معه هذا اللقاء:
في أول زيارة له لمدينة أصيلة عشق الفنان التشكيلي الطيب عامر هذه المدينة قبل أن يقوم بزيارتها وذلك بسبب كثرة حديث صديقه الفنان “خالد الساعي” عن هذه المدينة الجميلة، فهو ضيف دائم لمهرجان أصيلة يقول الطيب: “عشقت مدينة أصيلة وجمال المغرب من خلال كلام صديقي خالد الساعي لذلك عندما تلقيت هذه السنة دعوة للمشاركة في المهرجان الثقافي الدولي لأصيلة وافقت على الفور كي أكتشف بنفسي سحرها وجمال هذا البلد، أحسست أن المشاركة في مهرجان عريق عمره 34 سنة سيضيف لي الشيء الكثير.. وما أدهشني هو ذاك التفاعل الحاصل بين الفنان والناس المحيطين به خصوصا عندما كنا نرسم الجذاريات، فعن نفسي كنت أرسمها وأنا أتفاعل مع الناس الذين يمرون من أمامي فكانوا يقولون لي “الله يعاون” و “تبارك الله عليك”، كلامهم كان حلو وجميل، أعطاني حافزا كي استمر وكي أطور عملي.
برأيي المهرجانات التشكيلية كمهرجان أصيلة مهم جدا كي تلغى الحواجز شيئا فشيئا بين الفنانين والناس لأن التهمة التي تلحق بالفنانين أنهم يحبون أن يرسموا لوحدهم وهذا غير صحيح.
بالنسبة لتجسيد الثورة السورية في أعماله فقد قال الطيب: ” أنا تفاعلت مع الثورة العربية بشكل كبير، عملت معرض في دبي عن الربيع العربي وعن الثورات التي صارت سواء في تونس أو مصر أو سورية. في رسمي حاولت أن أكون المواطن الذي يطالب بالحرية لأنني أيضا مواطن قبل ان أكون فنان، يعني حق المواطنة، السلام، الحرية، العيش بأمان، هذه كلها حقوق مكتسبة لكل إنسان.
رسمت أول لوحة تحية لبوعزيزي مفجر الثورات العربية، لذلك أتمنى أن أزور تونس كي اقرأ الفاتحة على روحه لأني أحس أن له الفضل لكل عربي انتفض وقام بالثورة. أتمنى أن ينال الشعب السوري حوريته في القريب العاجل لأنه شعب يستحق أن يعيش بسلام وحرية.
وسأظل أستمر في رسم وتجسيد الثورات العربية إلى حين ظهور شيء آخر أعبر عنه لأن الفنان هو مرآة الواقع وقبل الثورات كنت قد رسمت عن الأزمة الاقتصادية.
وعن علاقته باللون الأخضر في رسوماته وعن رسم اليدين والحمام بكثرة في أعماله ودلالتهما فقد قال الفنان الطيب أن علاقته باللون الأخضر هي علاقة عشق لأنه يحب كثيرا هذا اللون وهو قريب إلى نفسه، وبالنسبة لرسم البقع الحمراء بجانب اللون الأخضر في جذاريته بأصيلة فهذا يدل على أن هناك تكامل قوي بينهما، فاللون الأخضر يدل على السلام والأرض واللون الأحمر على الدم لكنه يرمز من خلاله إلى الحب لأن الدم لابد منه كي ينال الإنسان الحرية لذلك فهو لون عشق دم الحرية.
وبالنسبة لرسم اليدين والحمام فقد قال: “إن اليد لوحدها قادرة على وصف المشاعر فمن خلال حركة اليدين أستطيع أن أعرف الحالة النفسية للإنسان يعني هل هو منزعج، غاضب، فرحان إلى غير ذلك، فحركة اليدين تدل بوضوح على الحالة التي هو فيها. أما الحمام فهو رمز السلام، أحسه قريب لنفسي لأنه يعبر عن السلام المنشود داخل كل إنسان.
شعاري في الحياة أنه ليس هناك شيء مستحيل على هذا الأساس رفضت أن أكون فقط فنان تشكيلي يرسم اللوحات، فأنا أحب أيضا تصميم غرافيك ولدي عشق لتصميم الديكور المنزلي، ومصور فوتوغرافي، أحب كل شيء له علاقة بالفن لذلك لا أحب ان أقول انني لا أعرفه لأنني أريد ان أتعلم كل ما لا أعرفه.
فالفنان ميزه الله بالموهبة كي يكون فنان مبدع قادر على أي شيء يطلب منه على هذا الأساس أسعى دائما على تعلم كافة أنواع الفن وقد كنت محظوظا هذا العام للمشاركة في مهرجان أصيلة، فتتلمذت على يد أهم حفارين في العالم، تعلمت تقنية جديدة لم أكن اعرفها من قبل وهي تقنية الحفر على المعدن، تعلمت هنا أشياء كثيرة اخرى.
أكورا بريس: التقته سمية العسيلي