قبل إقرار الملكية الدستورية استن المغرب تقليد البيعة الذي كان يتم تأكيده كل عام في حفل مركزي لتجديد الولاء، وكان السلطان يتقبل تهاني ممثلي القبائل الآتين من كل أركان بلاد المخزن، ولكن قبائل بلاد السيبة لم تكن معنية لا بالبيعة ولا بالولاء لأنها كانت في حالة حرب مع السلطة المركزية.
بعد إقرار الدساتير المنظمة للعلاقات بين السُّلَط ولتداول السلطة، حافظ المغرب على تقليد البيعة كتعبير عن الموروث المشترك ولمكانة البيعة وروابطها في تأصيل دفاع المغرب عن وحدته الترابية يوم كانت الصلاة تقام في تندوف وربوع الصحراء ويتلوها الدعاء إلى سلطان المغرب كتعبير عن الولاء للسلطة المركزية في الرباط.
اليوم ارتفعت أصوات من وَرَثَة بلاد السيبة لتعالج الأمر من زاوية الانتماء للغرب، ولحضارات أخرى غير معنية بثقافة البيعة وتقاليدها ولا يمكن لها استيعابها، الأصوات النكرة والنشاز الذي لا تفهم المغرب ولا تاريخ المغرب تراكم الإحباطات تلو الإحباطات والخسائر تلو الخسائر، لقد جربت كل أسلحتها باسم 20 فبراير التي لم تكن إلا 20 فقاعة أتت وذهبت مع الريح الموسمية الشركي.
الأوصياء الجدد على الشعب المغربي لا يحبون حفل الولاء وتجديد البيعة ونسوا أنهم غير معنيين به لأنهم في غالبيتهم لا يؤمنون ليس بالبيعة بل بالملكية وعبروا عن مواقفهم ضمن مشاة أيام الأحد طوال حَرَكَة الشارع العربي، وهي مواقف لم تنل لا أذان ولا سمع الشعب المغربي الذي اعتبرهم خارج السياق ولفظهم، ولم يهتم بهم ولا بدعواتهم المُنْكِرَة لتاريخ المغرب ولتطوره الديمقراطي.
اليوم يتحركون ومن يتابع بعض كتبتهم من الوجوه البئيسة يظن أن الأمر بالفعل في صلب النقاش المركزي للنخبة المركزية، وأنها قضية حيوية للشعب المغربي. فكم عددهم قيل ثمانية وتاسعهم كلبهم ولو كثر نباحه، وقيل سبعة وثامنهم نابحهم.
فليس من ينبح أكثر هو صاحب مشروعية وككل عام سيقام حفل الولاء وتجديد البيعة في المشور، أما أيام السيبة فقد ولت وإلى الأبد كما ولى معها بوحمارة وصحبه، حتى وإن اختلفت الأزمنة وتبدلت المرجعيات للذين يريدون أن يستبدلوا الذي هو خير بالذي هو أدنى.
فإذا كانوا فعلا يؤمنون بقيم الغرب، لماذا يريدون العودة إلى المغرب فليسافروا حيث تؤكد جوازات سفرهم حقيقة انتمائهم وحقيقة ولائهم إنه ولاء للباسبور لحمر، والبطائق الخضراء، أما المغرب فهو منهم براء، وهو في حل من ولائهم المدسوس لأنه يعرف حقيقة أمرهم.
كل عام والملكية بخير و بوحمارة و صحبه على هامش التاريخ و التطور والمستقبل.
أكورا بريس