سنة 2024: التزام قوي ودور فاعل للمغرب داخل مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي
كشفت إحدى الصحف الجزائرية يوم الأحد 2 ستنبر الجاري، أن حركة أنصار التوحيد والجهاد التي أعلنت عن إعدامها لدبلوماسي جزائري يوم السبت فاتح شتنبر، هي حركة تُحسب على جبهة البوليساريو باعتبار زعيمها هو أحد خريجي مدرسة المخابرات الجزائرية في تندوف، وينتمي إلى المخيمات حيث يتلقى المحتجزون هناك تدريباتهم على السلاح ومنهم من يتم اختياره للتدريب في كوبا، في إطار تهيئ شباب المخيمات لمواجهة المغرب عسكريا.
ما لم تضعه الجزائر في حساباتها، هو أن أحد أبناء المخيمات سيصبح في يوم من الأيام زعيما لحركة إرهابية يكون أبناء الجزائر في مقدمة ضحاياها، تماما كما حصل مع الدبلوماسي الجزائري “الطاهر تواتي” التي أعلنت الحركة عبر بيان لها عن إعدامه، كما هددت في بيانها بشن المزيد من الهجمات داخل الجزائر، ودعا البيان بالمناسبة الجزائريين إلى الابتعاد عن مقرات الحكومة والجيش.
وحسب الصحيفة الجزائرية فإن المسمى “سلطان بن بادي” ويدعى “أبو قمقم” هو من يقود حركة التوحيد والجهاد وهو من أصول صحراوية مما يعني أنه تابع لجبهة البوليساريو، وذكرت الصحيفة أنه كان يحترف التهريب وخطف الأوروبيين وبيعهم لتنظيم “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي” من بينهم اختطاف أوروبيين في شهر ديسمبر الماضي.
وانشق “أبو قمقم” الصحراوي عن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وأسس مجموعة منفصلة، تضم إرهابيين من الجزائريين والتونسيين والموريتانيين وعرب مالي والصحراويين، والمقصود بالصحراويين دائما في المفهوم الجزائري، الأسماء التي تربت بين أحضان فكر مرتزقة البوليساريو.
وحسب ذات الصحيفة، فإن الحركة ركزت نشاطها الإرهابي في تهريب السلاح خلال المدة الأخيرة وكذا عملية التفجير التي استهدفت مقر مجموعة الدرك في تمنراست، بداية أبريل من السنة الحالية وعملية تفجير مماثلة في ورقلة وهما مدينتين جزائريتين، ومن خلال متابعة نشاط هذه الحركة يتبين أنها حركة إجرامية تستهدف تحصيل الأموال على غرار مختلف الجماعات في الساحل الإفريقي التي لا مشروع لها من الناحية السياسية .
هذا وتتوالى التقارير، التي تكشف عن خطورة جبهة البوليساريو على المنطقة وامتداد ذلك على دول أوربا وأمريكا، حيث أكد تقرير نُشر برسم سنة 2012 بواشنطن من قبل المركز الدولي للدراسات حول الإرهاب التابع لمعهد بوتوماك تحت عنوان “الإرهاب في شمال إفريقيا وفي غرب ووسط إفريقيا: من 11 سبتمبر إلى الربيع العربي” أن “مخيمات تندوف التي توجد تحت نفوذ ميليشيات البوليساريو تحولت إلى أرض خصبة لتجنيد شبكات إرهابية ومهربين من كل الأصناف وعصابات إجرامية وبالتالي فإن إغلاقها بدأ يكتسي طابع الأولوية”.
تقرير آخر بالغ الأهمية، الذي أصدرته مؤخرا مجموعة التفكير الأمريكية “كارنيجي إندومنت” من أن المصالح المشتركة والتواطؤ الواضح بين تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي وجبهة البوليساريو تعتبر محركا لتنظيم إرهابي ستكون له انعكاسات “لا حصر لها” على استقرار وأمن المنطقة.
وأوضح التقرير أن “الفروع التابعة لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي تعمل بإصرار على تقوية علاقاتها بتجار المخدرات في مخيمات تندوف، الذين تغلغلوا فيها على نطاق واسع من خلال تجنيد شباب يشعر بالإحباط.”
أكورا بريس / خديجة بـــراق