مواجهة سابقة بين الأمن الجزائري ومتظاهرين بسبب غلاء أسعار المواد الغذائية
بمناسبة زيارة الرئيس الفرنسي للجزائر، خصّصت العديد من اليوميات الفرنسية صفحاتها لبلد المليون شهيد، حيث كتبت يومة “ليزيكو” في افتتاحيتها ليوم الجمعة الماضي أن الجزائر، ومعها السعودية، قد أخلفت موعدها مع التاريخ ألا وهو موعد الربيع العربي. يومية “ليزيكو” تستغرب من هذه الحقيقة خصوصا أن جميع “شروط تغيير النظام متوفرة، حيث إنهاـ مثل مصر والعديد من الدول العربية الأخرى، تواجه ضغطا ديمغرافيا، وهي دولة بوليسية ومجتمع منغلق ولم تشهد أية إصلاحات مهمة، كما قال مؤخرا بروس ريدل من معهد بروكينز وعامل سابق بوكالات الاستخبارات الأمريكية ومستشار سابق للبيت الأبيض.”
افتتاحية يومية”ليزيكو” تربط سبب ابتعاد الجزائريين عن التمرد بما عاشه هذا البلد خلال “العقد الأسود”، حيث كانت الحرب الأهلية بين الإسلاميين والحكومة الجزائرية كفيلة بحصد أرواح 100 ألف جزائري بعد إلغاء انتخابات 1991، التي فازت بها الجبهة الإسلامية للإنقاذ. وفي هذا الإطار، يقول أحد الخبراء الفرنسيين إن “الجزائريين يفضلون الاستقرار” وهو ما يشرح إدماج بعض الساكنة في النظام الحالي من خلال الفوز الواضح للحزب الوحيد “جبهة التحرير الوطنية” خلال انتخابات ماي الماضي.
هناك عامل آخر تشرحه يومية “ليزيكو” ويتمثل في التأطير البوليسي للمجتمع الجزائري بالإضافة إلى بقاء بوتفليقة في الرئاسة منذ 1999، حيث تشير اليومية الفرنسية أن وفاة بوتفليقة من شأنها أن تفتح الباب لفترة من القلق، لأنه ورغم عدم هبوب رياح الربيع العربي عليها فإن الجزائر ليست بمنآى عن اندلاع التظاهرات نظرا لإحساس المواطنين بالظلم والتفقير خصوصا في ظل الاستغلال المفرط للموارد الطبيعية من طرف فئة معينة…
وفي الأخير، تُشير “ليزيكو” أن الجزائر تجنّبت الربيع العربي رغم توفرها على جميع شروط ثورة من شأنها أن تقلب النظام حيث نقرأ في نهاية المقال “لقد تمكّنت الجزائر من شراء “السلم الاجتماعي” بواسطة مداخيل البترول والغاز، لكن لكم من الوقت؟”
أكورا بريس- نبيل حيدر