يبدو أن المباراة الحاسمة التي سيجريها المنتخب الوطني المغربي ضد منتخب جنوب إفريقيا برسم الجولة الثالثة من الدور الأول في نهائيات أمم إفريقيا، سيحضر فيها كل شيء، بدءا من السياسة وانتهاء بتسخير كل الوسائل لخدمة البلد المنظم، بعد أن وضع “الطاوسي” نفسه ومعه كل الجماهير المغربية في موقف الحسابات ما خفي منها وما ظهر.
بعد منتخب الدراجات.. جنوب إفريقيا تكرر نفس استفزازاتها لمنتخب القدم
نعود بالذاكرة إلى سنة 2011، حين عمدت اللجنة المنظمة لطواف جنوب إفريقيا وضع مجموعة من العراقيل أمام مشاركة المنتخب المغربي للدراجات منذ وصوله إلى جوهنسبورغ، حيث أُشعر الوفد المغربي حينها بأنه ليس هناك مكان مخصص تستطيع من خلاله العناصر الوطنية القيام بتداريبها إضافة إلى عدم توفر فندق شاغر، اللجنة المنظمة بجنوب إفريقيا عمدت إلى عرقلة المنتخب المغربي للدراجات عن قصد حتى لا يكسب أي نقاط من مشاركته بطواف جوهنسبروغ، خاصة وأن رتبته كانت تؤهله وقتها للألعاب الأولمبية بلندن 2012.
وقبل انطلاق اللقاء الحاسم في كرة القدم، بدأت جنوب إفريقيا مبكرا في ممارسة الضغط النفسي على لاعبي المنتخب الوطني وطاقمه التقني، وعقدت الأمور أكثر مما هي معقدة، بعد أن منع المنتخب من إجراء تداريبه على ملعب موزيس مابيدا، وقررت له أن يجريها بالملعب الملحق الذي يتواجد على ارتفاع كبير عن سطح الأرض وبمنطقة غير آمنة حسب تقريرٍ لمراسلة الجزيرة الإخبارية من جنوب إفريقيا.
التقرير نفسه، تحدث عن تعزيزات أمنية كبيرة رافقت المنتخب المغربي حماية له، وهي الحماية التي تزيد الضغط على لاعبي المنتخب دون شك، بعد أن يشعروا أن حياتهم في خطر.
التحكيم الإفريقي وحسابات السياسة
في أكثر من مناسبة يتحدث لاعبو المنتخب المغربي القدامى، عن تجارب المنتخب مع التحكيم، حيث كان المنتخب المغربي والفرق المغربية، يواجهون 11 لاعبا + الحكم، وأنه في حالات كثيرة حرم المنتخب من ضربة جزاء مشروعة، أو احتسبت ضربة جزاء خيالية للخصم، بعض المحللين الرياضيين المصريين تحدثوا أيضا عن التحكيم الإفريقي، وكيف كان يسخر لخدمة السياسة ويرضخ لصراعات بين بلد أو ذاك، وبالرغم من العقوبات التي أصبحت تفرض على الحكام في التظاهرات الكروية القارية أوالعالمية، بعد انتشار تقنيات الكاميرا، وإمكانية الاعتراض التقني، وتقرير مراقب المباراة، إلا أن التحكيم الإفريقي لا زال يعيش خصوصية الوضع الكروي والسياسي للقارة، وربما يتم تسخير التحكيم في مباراة المغرب وجنوب إفريقيا بشكل تكتيكي في استفزاز لاعبي المنتخب، ويكفي أن يحرم المنتخب من خطأ أو ضربة جزاء ليبدأ “فلتان” الأعصاب، وتفلت معه المباراة من بين أرجل اللاعبين.
الكل يجمع إذن على أن التحكيم في مباراة اليوم الأحد، وفي حالة الخطأ فلن يخطئ لصالح المغرب، ليس لأن جنوب إفريقيا البلد المنظم فحسب، وأن نجاح العرس الإفريقي يرتبط بالحضور الجماهيري الذي يضمنه بدرجة أكبر جمهور البلد المنظم، ولكن لأن هناك حسابات سياسية أيضا، يرى البعض أنها ستحضر في مباراة المغرب وجنوب إفريقيا، فالأخيرة يدعم نظامها مرتزقة البوليساريو، وهو الدعم الذي قد يسخر من “تحت الطاولة” لمنع المغرب من المرور، كما منع المغرب من احتضان كأس العالم 2010 بعد أن دعم “نضال مانديلا” انتزاع الفرصة من المغرب في آخر مرحلة وبفارق صوت وحيد.
قد يحدث هذا، وقد تصدق كل القراءات، إلا أن الواقع يتحدث أيضا، عن وضعية المنتخب المغربي صاحب الأداء الباهت والروح القتالية الغائبة عن عناصره، ودون شك، إذا قدم المنتخب أداء على طريقة مباراة الرأس الأخضر وأنغولا، فلن تتحمل جنوب إفريقيا مسؤولية الإقصاء، لأن كان بإمكانه أن يحسم تأهله بضمان 6 نقط في مباراتين وينهي كل الحسابات السياسية منها والكروية.
أكورا بريس/ خديجة بـراق