مجلة إسبانية: المغرب في طريق ليصبح ‘وادي سيليكون فالي’ المستقبل
تسلمت الحكومة التونسية الجديدة مهامها بشكل رسمي، ظهر الخميس 14 مارس الجاري، بالتزامن مع جنازة بائع متجول أحرق نفسه الثلاثاء في قلب العاصمة، في حادثة أعادت إلى الأذهان انتحار البائع المتجول محمد البوعزيزي مفجر “الثورة” التي اطاحت مطلع 2011 بالرئيس المخلوع زين العابدين بن علي.
ويوم الأربعاء حصلت الحكومة على ثقة المجلس التأسيسي (البرلمان) بأغلبية الأصوات.
ومن المقرر ان يتسلم علي العريض القيادي في حركة النهضة الإسلامية ورئيس الحكومة الجديدة مقاليد السلطة من حمادي الجبالي الأمين العام للحركة الذي استقال من رئاسة الحكومة في 19 شباط/فبراير الماضي اثر اغتيال شكري بلعيد المعارض اليساري المناهض لحكم الإسلاميين في السادس من الشهر نفسه.
وكان الجبالي استقال احتجاجا على رفض حزبه مقترحا بتشكيل حكومة تكنوقراط غير متحزبة لإخراج البلاد من الأزمة السياسية التي أججها اغتيال شكري بلعيد -48 عاما-.
وتضم الحكومة الجديدة ممثلين عن حركة النهضة وحزبي “المؤتمر” و”التكتل” شريكيها العلمانيين في الائتلاف الحكومي الثلاثي، إضافة إلى مستقلين أسندت إليهم وزارات السيادة -الدفاع والداخلية والعدل والخارجية-.
وكان الائتلاف الثلاثي الحكومي تشكل بعد انتخابات المجلس التاسيسي التي أجريت في 23 تشرين الأول/أكتوبر 2011 وفازت فيها حركة النهضة.
وفشلت المفاوضات التي أجراها علي العريض خلال فترة تشكيل الحكومة في ضم احزاب جديدة الى الائتلاف الحكومي.
ونبهت الصحف التونسية الصادرة الخميس الى ان الحكومة الجديدة “ليس من حقها الخطأ” نظرا لما تعيشه البلاد من تحديات ومشاكل اجتماعية وسياسية وامنية متفاقمة يقول مراقبون انها تستدعي حلولا سريعة.
ويوم الأربعاء قال رئيس الحكومة الجديدة علي العريض لوكالة فرانس برس أن حكومته ستعلن جملة من الإجراءات العاجلة للتخفيف من وطأة البطالة والفقر والحد من غلاء المعيشة الذي “أنهك” المواطنين.
وتقام اليوم جنازة البائع المتجول عادل الخزري (27 عاما) الذي توفي الاربعاء متاثرا بحروق بليغة اصيب بها بعدما اضرم النار في نفسه الثلاثاء في قلب العاصمة تونس.
ولفتت جريدة “الصريح” الى ان هذا الحادث “عاد بنا الف خطوة الى الوراء ونبهنا الى اننا الان لم نغادر منطقة ومنطق محمد البوعزيزي واننا مازلنا في نقطة الصفر (..) وكأن (..) الانتحار حرقا ما زال هو الحل”.
وكانت شرارة الثورة التونسية التي اطاحت مطلع 2011 بالرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، انطلقت عندما اضرم البائع المتجول محمد البوعزيزي (26 عاما) النار في نفسه يوم 17 كانون الاول/ديسمبر 2010 بمركز ولاية سيدي بوزيد (وسط غرب) احتجاجا على مصادرة الشرطة البلدية عربة الفاكهة والخضار التي كان يعيش منها.
والاربعاء اعرب الرئيس التونسي المنصف المرزوقي عن “عميق حزنه والمه” اثر وفاة الخزري التي قال انها حصلت “بنفس الكيفية المؤلمة المرعبة التي توفى بها شهيد ثورتنا (محمد البوعزيزي) وربما لنفس الاسباب، نتيجة فقدانه الامل وانسداد الافق في عيونه كغيره من شبابنا الذين لا يرون من بصيص لحل مشاكلهم ومعاناتهم”.
ورغم ان البطالة كانت من الاسباب الرئيسية للثورة التونسية فان السلطات الجديدة في تونس لم تتمكن من حل هذه المشكلة بسبب تدهور الوضع الاقتصادي والامني في البلاد.
واعلن معهد الاحصاء التونسي (حكومي) مؤخرا ان معدل البطالة انخفض سنة 2012 بنسبة 2،2 بالمائة الى 7،16 بالمائة وان عدد العاطلين تراجع الى 653 الفا فيما تقدر المعارضة ومنظمات اهلية العدد “الحقيقي” للعاطلين بأكثر من مليون ونصف.
وقال علي العريض لفرانس برس ان حكومته تستهدف توفير 90 الف فرصة عمل جديدة منها 23 الفا في القطاع العام قبل نهاية 2013.
واعلنت حكومة حمادي الجبالي انها وفرت في العام الماضي 100 الف فرصة عمل جديدة منها حوالي 25 الفا في القطاع العام فيما تشكك منظمات للعاطلين من خريجي الجامعات باستمرار في صحة هذه الارقام وتتهم الحكومة ب”تضخيمها لغايات سياسية وانتخابية”.