فيضانات إسبانيا: سانشيز يعرب عن شكره للمملكة المغربية على دعمها لجهود الإغاثة في فالنسيا
أتحفتنا يومية le courrier d’algerie بمقال مكتوب من محبرة عسكر توفيق، كله تحامل على المغرب ومؤسساته، ولم يجد الجنرال كاتب المقال من مرجع يستند عليه في تدبيج مقاله الذي يحيل فيه على علماء السياسة مجهولي الهوية وصحافة من الرباط سوى الصوت النشاز صوت لكم.
كل الطراهات من عند صاحب الموقع ويقدمه كمرجع يتحدث باسم الأوساط الديمقراطية، مع العلم أن المغاربة جميعا يعرفون أن الأحزاب الديمقراطية من يمينها ويسارها حضرت الاجتماع التنسيقي الذي تم بالديوان الملكي بحضور رئيس الحكومة والوزراء الوازنين وبعض مستشاري الملك، الذين لهم دراية بإدارة الأزمات والملفات الكبرى بحكم مسؤولياتهم السابقة ومعرفتهم بعقلية كل الأطراف المعنية بقضية الصحراء.
وبعد الاجتماع أتيحت الفرصة لجميع القادة الديمقراطيين الذين حضروه للتعبير عن مواقفهم المتشبثة بخيار الشعب في الدفاع عن وحدة التراب الوطني، ولم يتطوع ولو واحد من الذين حضروا لقول ما قولهم “أنوزلا لكم” حتى يصبح مرجعا لجنرالات الجزائر في حملة التنفيس الداخلي كأن أمر من يترأس اجتماعا تنسيقيا للأحزاب المغربية شأن داخلي جزائري ويهم الجزائر وعسكرها، وأن من كثرة غيرتهم على قضايا المغرب وإيمانهم بوحدة ترابه الوطني وسعيهم لنجاح الإستراتيجية المغربية ودبلوماسية المغرب من أجل إجهاض مخطط البوليساريو، فقد آلمهم أن يعقد الاجتماع التنسيقي في الديوان الملكي بحضور مستشاري الملك.
الحمد لله أن بعض صحافة الجزائر من كتبة الجنرالات يعرفون حلفاءهم في المغرب و يعرفون امتداداتهم داخل الصحافة الصادرة في المغرب حتى لا نقول الصحافة الوطنية، ويعرفون مراجعهم ويعرفون من يكتب وماذا يكتب، وحتى ما عليه أن يكتب حتى يفيد المطلوب في إطار أجندة الإلهاء الداخلي للشعب الجزائري، فالقلم الصغير من المتطوعين لإعطاء مشروعية المادة المرجعية المغربية في البروباغاندا الجزائرية.
الحمد لله الآن فهمنا اللعبة، فهو لا يكتب من أجلنا بل يكتب من أجلهم، لا يكتب من أجل غدنا بل يكتب من أجل غدهم، لا يكتب من أجل قضايا الشعب المغربي بل يكتب من أجل استمرار كبت العسكر للشعب الجزائري.
الصحافي الجزائري مختار بن الديب كان مزهوا وهو يؤثث بين فقرة وأخرى سمومه المعادية للمغرب بعنوان “لكم” و”طراهات لكم”، كان يعدد مزهوا الأخطاء الدبلوماسية للمغرب ويروي أن المغرب ألغى المناورات العسكرية المشتركة مع أمريكا ويعتبر أن هذا قرار بئيس ويتساءل هل يظن المغرب أن أمريكا القوة العظمى ستقبل هذا النوع من المساومة.
ويفترض الصحافي الجزائري أن الدبلوماسية المغربية فشلت، وأن المغرب الفاقد للأمل يراهن مدحورا على فرنسا وعلى وزير خارجية إسبانيا من أجل تعديل الموقف، وتنبأ المقال بأزمة سياسية غير مسبوقة بالمغرب. المقال صدر يوم 23 أبريل 2013 ولأنه مقال مبني على المعطيات الدقيقة التي استقاها الصحافي الجزائري من طابوره الخامس بالمغرب، فإن كل طراهاته لم تصمد يوما واحدا.
ففي الوقت الذي كان الصحافي يدبج المقال قبل نشره مزهوا بتحاليل الديمقراطي الصغير ولد باه، كانت الاتصالات المغربية الأمريكية على أعلى مستوى بقيادة ملك المغرب، وفي نفس اليوم نزل الخبر الصاعقة على الصحافي الجزائري ومحلله لقصيور، الولايات المتحدة الأمريكية تسحب مشروع توصيتها ويبقى الوضع على ما هو عليه.
إنهار التحليل والمحلل والراوي والحاكي والمحكي، الكل أصبح في عداد الخردة وانكشف المستور، فالذي بين ظهرانينا ويمشي مشيتنا ويتنفس هواءنا ويأكل أكلنا ويلوك الكلام مثلنا، ويتحدث لهجتنا ويرتاد خماراتنا ومسابحنا ومقاهينا ويتلذذ كل مرة بلحمنا النيئ ليس منا، هو منهم فلهم يحيى ولهم يكتب ومن أجلهم يرتاد خماراتنا ومقاهينا، ومن أجلهم يستفرد ببعضنا ومن أجلهم يكتب عنا صباحا ما تكسبه يده ليلا.
الآن وقد انجلى الصبح وكشفت شهرزاد سرها، عَرَفْتُ لماذا لا يكتب عن المغرب الأخضر والمغرب الأزرق، وعن معرض فلاحتنا في مكناس إلا في شكل إعلانات باردة مدفوعة الأجر، وعن مينائنا في طنجة المتوسط وعن استثمارات المغرب في القطاعات الإستراتيجية الأخرى، لأنه لا يحبنا، بل يحب الآخر يعشق روائح الغاز والبترول ولا يحب حضارة فاس، لا يحب المرابطين ولا الموحدين ولا الأدارسة، لا يحب دستورنا لأنه يعشق دستور العسكر ويعشق ديمقراطية العسكر ويعشق جو الحريات في تندوف والعيش تحت سباط محمد عبد العزيز ولجانه الثورية.
الحمد لله أن الإدارة الأمريكية أعطتنا فرصة لم نكن نحلم بها، ففي ظرف أسبوع عرفنا أن الأصيل منا أصيل حتى ولو اختلفت الرؤية معه حول تفاصيل حاضرنا ومستقبلنا، وأن الدخيل دخيل حتى ولو تنكر في واحد منا ودرس في مدارسنا وجامعاتنا وتجول في أحيائنا وشوارعنا وعارض مع معارضينا الأصيلين منا فهو ليس منا، هو لهم وكلنا منه براء ولن نقول له ارحل فليعش بين ظهرانينا ما شاء من الدهر حتى يحصد الانتكاسات الواحدة تلوى الأخرى وحتى تنهار العسكرتارية في الجزائر كما انهارت كل الديكتاتوريات ويصبح الشعب الجزائري سيد نفسه ويعيش معنا عرس فضح الأقزام منا انتصارا للتاريخ.
حمو واليزيد الأكوري