بالأرقام: الحصيلة السنوية للمديرية العامة للأمن الوطني برسم سنة 2024
رئيس الدائرة الاولى بالعيون يحاور المحتجات.
ما إن غادر الوفد الإعلامي صباح الثلاثاء 30 أبريل المنصرم، مقر بلدية العيون، حتى استلمته مجموعة من السيدات وانطلقن بجملة سامة في وجوهنا:”جيتو تشربو تّاي عند ولد الرشيد”، وكأن صحفيو العاصمة والبيضاء لا يستطيعون شرب الشاي في مدنهم، فقرروا قطع آلاف الكيلومترات من أجل ذلك !
سب وشتم لرجال السلطة أمام أعين الصحافة
بعد تهمة “شرب الشاي” مع ولد الرشيد الذي كان حينها بالعاصمة الرباط، دخلت مرحلة سب وشتم رئيس الدائرة الأولى بالعيون، بأسلوب أقل ما يقال عنه استفزازي، إحدى الانفصاليات الراغبات في مساعدة الولاية لها، انطلقت في السب والشتم والاستفزاز، ثم عبرت عن عدم انتمائها للمغرب.
اقتربنا من إحدى السيدات ودخلنا معها في حوار:
لما تحتجين؟
ردت بسرعة: “البوليس بطّني.. عيب البوليس يبطو امرأة”، وكانت تقصد بكلمة “بطّني” = ضربني.”
أين ضربك وكيف هل كنت بشارع السمارة أم بحي معطى الله؟
قالت: “أمام الولاية”
ثم كشفت لنا عن ساقها، مكان الضربة على ساقها لترينا ضربة بسيطة، حيث تدخل حينها رئيس الدائرة الأولى لاحتواء الأمر بالرغم من الشتائم التي تعرض لها، وواجهها بالأمر قائلا: “لم يضربك أحد، أنت سقطي تمثيلا”، غيرت الموضوع وقالت: “بغيتك تعاوني”، فرد عليها:”ياك ديما كتجي عندي وكانعاونك” فصمتت، ثم انطلقت من جديد تجاه الصحفيين، لتؤكد أنها “مابقات كتشوف والو من المساعدات.”
المعنية بالأمر والانفصالي سالم التامك
“أكورا” بعد أن استمعت لروايتها، التي قالت من خلالها أن الدولة المغربية لا تهتم بسكان الاقاليم الجنوبية، وأن احتجاجها نابع من رغبتها في انتزاع حقوقها لأن معاناتها لا حصر لها، حاولنا البحث عن الحقيقة، وتوجهنا إلى أكثر من جهة، حقيقة العنف الممارس ضدها والحرمان والفقر الذي تعيشه، فكانت المفاجأة، لم تكن هذه السيدة سوى “ص.د”، تلك السيدة التي اشتهرت في قضية “علي سالم التامك” والتي وظفت في قضيته كما يوظف بعض الأشخاص في الجموع العامة لكرة القدم، المعروفون بــ “الحيّاحة”، كانت بدورها “كتحيح” خلال الاحتجاجات وتنتقل إلى محكمة البيضاء لحضور المحاكمة.
“ص” التي كانت “محيحة” أمام ولاية العيون وأمام الصحفيين بباب بلدية العيون، صباح الثلاثاء، تنحدر من مدينة آسا، كانت تقيم بمدينة سيدي إيفني، قبل أن تنتقل إلى مدينة العيون، وكغيرها من مجموعة من سكان الأقاليم الجنوبية استفادت في أكثر من مناسبة، من خلال سلكها أسلوب الاحتجاج و”الحيحة” أمام الولاية، واستعمال أساليب السقوط على الأرض، والتظاهر بالإغماء، وحسب مصادر جد مطلعة، أكدت لـ “أكورا” أن هذه السيدة استفادت من بطاقتين للإنعاش، التي يؤدى عن كل واحدة منها في الأقاليم الجنوبية مبلغ 3000 درهم، ثم تم توظيفها كممرضة، والممرضة بالقطاع العام يصل راتبها ما بين 5000 و5500 درهم (سلم 9)، وفي القطاع الخاص (سلم 8) أي حوالي 4000 درهم، وكشف لنا مصدر آخر، أن زوجها استفاد بدوره من بقعتين أرضيتين وقام ببيعهما.
“ص.د” كانت تردد جيبوا لينا والي سرغيني، أو من الدار البيضاء أو طنجة”، لأنها ترفض أن يكون الوالي من أصول صحراوية !
هذا نموذج بسيط، من بعض المحتجين الذين يثيرون الفوضى والشغب لأجل مصالحهم الشخصية، في حين أننا وقفنا على حالات لصحراويين وحدويين يترفعون عن المساومة، ويشتغلون بعزة نفس كبيرة كسائقين لسيارات الأجرة، أو بالتجارة، يحترمون مؤسسات الدولة، ويقدرون المجهود الذي وصفه غالبيتهم بــ “المعجزة”، بعد ما رووه لهم أجدادهم، الذين عاشوا في الصحراء ويعرفون حجم المنجزات التي قام بها المغرب في هذه الأقاليم، وظلوا مثل آبائهم وأجدادهم أوفياء، وهم الأكثر تضررا مما يحدث من أعمال شغب وعنف، دون أن يخفوا أن المنطقة بحاجة إلى المزيد من المشاريع التنموية كغيرها من مدن شمال ووسط وغرب المغرب.
أكورا بريس/ خديجة بـراق