تتويجا لنقاشات طويلة استمرت أزيد من سنة ونصف، انطلقت بمدينة مراكش صباح الاثنين فاتح يوليوز الجاري، أشغال المناظرة الوطنية الثانية للصحة حول موضوع “من أجل حكامة جديدة لقطاع الصحة”، الجلسة الافتتاحية التي ترأسها “عبد الإله بن كيران” رئيس الحكومة، و”عبد الله باها” وزير الدولة، “نزار البركة” وزير الاقتصاد والمالية، و”الحسين الوردي” وزير الصحة، إضافة إلى “روبير جوي” سفير الاتحاد الأوربي بالمغرب، وعمداء الجامعات، وممثلي النقابات، والعديد من الفاعلين في القطاع، تميزت بالرسالة الملكية الموجهة للمشاركين، والتي أشادت بالمنجزات التي تحققت في مجال الصحة ببلادنا بعد أول مناظرة للصحة، تلك التي عقدت تحت الرئاسة الفعلية للملك الراحل محمد الخامس في 1959، وفي مقدمة هذه المنجزات، بناء العديد من المؤسسات الاستشفائية العامة والمتخصصة المدنية منها والعسكرية، وبرنامج الأمومة بدون مخاطر… الخ.
الرسالة الملكية اعتبرت أن المنجزات المحققة طيلة 54 سنة، تظل دون طموحات جلالة الملك في مجال الصحة، الذي أكد حرصه الموصول على جعل النهوض بقطاع الصحة من الأوراش الحيوية الكبرى.
وبهذه المناسبة دعا الملك محمد السادس، المشاركين في أشغال هذه المناظرة إلى استحضار ضرورة إدماج البعد الصحي في مختلف السياسات العمومية، حيث قالت الرسالة الملكية: “… كما يتعين خلال مناقشاتكم الهادفة، استحضار ضرورة إدماج البعد الصحي في مختلف السياسات العمومية، في إطار من النجاعة والالتقائية، وذلك ضمن مقاربة ترابية جديدة، قوامها توطيد سياسة القرب، تندرج في صلب الإصلاح المؤسسي العميق للجهوية المتقدمة، التي نحن عازمون على تفعيلها في جميع مناطق المملكة، وفي مقدمتها أقاليمنا الجنوبية العزيزة.”
ويناقش المشاركون في هذه المناظرة على مدى 3 أيام، 5 محاور تتعلق بالحق في الصحة، التغطية الصحية الشاملة، الحكامة الجيدة، اليقظة والسلامة الصحية إضافة إلى النقص الحاد في الموارد البشرية.