الصورة: مواطنون ورجال القوات المساعدة مختبئون داخل المحطة
الساعة تشير إلى حوالي الثامنة ليلا، بدأت تصل حافلات النقل الحضري التي تقل جماهير الجيش الملكي التي أتت للدار البيضاء لمتابعة لقاء فريقها ضد الرجاء الرياضي والتي قدرت بحوالي 2000 متفرج.
يبدو من خلال النظرة الأولى أن مشجعي الفريق العسكري قاموا بتكسير زجاج الحافلات، كما كانوا يكيلون جميع أنواع السب والشتم للمواطنين الواقفين على جنبات الطريق. ومع اقتراب الحافلات أمام باب محطة القطار الوازيس، بدأ رجال الشرطة يطلبون من المواطنين الابتعاد عن الطريق كي لا تصيبهم قارورة أو حجر طائش.
الخوف من المجهول
تمكّن رجال الأمن من احتواء الموقف وشرعوا يقودون المشجعين إلى داخل المحطة، لكن بعضهم قام بتكسير زجاج الحافلة الأخيرة في صف الحافلات، لينتقل رجال الشرطة ويوقفوا بعضهم ويقودون الآخرين إلى المحطة.
كانت تبدو من وجوه جميع الحاضرين، سواء رجال الشرطة أو المواطنين علامات الخوف من اشتعال فتيل الشغب في أي لحظة، خصوصا أن أحداث الخميس الأسود خلال الموسم الماضي لا زالت عالقة في الأذهان. لكن جميع العناصر الأمنية التي كانت متواجدة في عين المكان قامت بمجهودات تُشكر عليها من أجل ضبط الموقف، حيث تدخلت بحزم في العديد من الأحيان وقامت بالتحكم في مسار عملية إنزال المشجعين وإدخالهم إلى المحطة.
أين القطار؟
وبعد إدخال جميع المشجعين إلى محطة القطار، طفا على السطح سؤال واحد: أين هو القطار الذي سيقلهم إلى الرباط؟ إذ تم تخصيص قطار خاص بهذا الغرض، لكنه لم يكن متواجدا ساعة دخول مشجعي الجيش الملكي إلى المحطة. وقد أكد لنا مصدر مسؤول أن المكتب الوطني للسكك الحديدية لم يرغب في جلب القطار إلى المحطة إلا حين دخول جميع المشجعين إلى المحطة، فيما كان رجال الأمن يرغبون في أن يتواجد القطار لحظات قبل الانتهاء من دخول المشجعين، لكن وبعد انتظار دام حوالي ساعة، أتى القطار المنتظر.
المسافرون يختبئون
وبعد صعود جميع المشجعين على متن القطار، انطلق مسلسل جديد من الرعب، حيث كان رجال الأمن ومسؤولو المحطة يخشون من انطلاق أعمال تخريبية، حيث كان احتمال رشق المحطة بالحجارة والمواد الصلبة جد وارد، لذا تم إخلاء منطقة الركوب من المسافرين، حيث اختبّأ بعضهم داخل المحطة فيما اختبأ البعض الآخر في الممر الأرضي، مخافة تعرضهم لأي مكروه، مع الإشارة إلى أن بعض رجال الأمن وعناصر القوات المساعدة اختبأوا بدورهم مع المواطنين. لكن القطار سيتوقف داخل المحطة مرتين بعد انطلاقته، ليتم اعتقال بعض العناصر، الذين ربما شغّلوا جهاز الإنذار.
وبعد “ساعة في الجحيم”، عاشها المواطنون ورجال الأمن، انطلق القطار باتجاه مدينة الرباط، حاملا على متنه مشجعين، أغلبهم من القاصرين والقاصرات، ليتنفس الجميع الصعداء وتعود محطة الوازيس إلى حركتها العادية، رغم تسجيل تأخر العديد من القطارات عن مواعيدها.