فيديو: المفوض الأممي لحقوق الإنسان: المغرب نموذج يحتدى به في مكافحة التطرف
بعث الملك محمد السادس برقية تعزية ومواساة لرئيس جنوب إفريقيا جاكوب زوما وإلى السيدة غراسا ماشيل مانديلا أرملة الراحل نيلسون مانديلا الذي وافته المنية مساء أمس الخميس خامس دجنبر لجاري عن سن 95 عاما.
وجاء في البرقية ” لقد علمت، ببالغ التأثر والأسى، بنبإ وفاة أول رئيس لجمهورية جنوب إفريقيا لفترة ما بعد الميز العنصري، الراحل نيلسون روليهلاهلا مانديلا، تغمده الله بواسع رحمته”.
وبهذه المناسبة الأليمة، أعرب جلالة الملك لأرملة الفقيد، ومن خلالها، لكافة أقاربه وأصدقائه، وأفراد شعب جنوب إفريقيا الشقيق بأصدق عبارات التعازي والمساواة، داعيا العلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته وغفرانه، وأن يلهمهم جميل الصبر والسلوان في هذا المصاب الجلل.
وأشاد جلالة الملك بالخصال الأخلاقية العالية لهذا القائد الفذ، الذي كان رمزا للسلام، وبشجاعته السياسية، حيث سيسجل له التاريخ كفاحه ضد العنصرية والميز، ونضاله من أجل بناء جنوب إفريقيا جديدة.
كما وجه جلالته “تحية إكبار لروح رجل دولة استثنائي، حظي بحب شعبه، وباحترام العالم بأسره، تقديرا لنضاله المستميت ضد جميع أشكال التمييز العنصري والفوارق الاجتماعية”.
وأضاف جلالة الملك “لقد كانت تربط الراحل علاقة متميزة ببلدي، الذي سانده منذ البدايات الأولى لكفاحه ضد نظام الأبرتايد. كما أقام الفقيد لفترات طويلة بالمغرب، في أوائل ستينيات القرن الماضي، حيث نال دعما رائدا لعمله النضالي، على المستويين السياسي والمادي”.
وسجل جلالته أنه بعد إطلاق سراحه، أصر الفقيد على زيارة المملكة في شهر نونبر 1994، للتعبير عن شكره لتضامن المغرب الكامل مع شعب جنوب إفريقيا الشقيق. وبهذه المناسبة، كان والدي المنعم جلالة الملك الحسن الثاني، طيب الله ثراه، قد منحه أعلى وسام في المملكة، تقديرا لكفاحه الاستثنائي في سبيل المساواة والعدل”.
وأكد جلالة الملك أن “هذه الوشائج المتميزة، التي كانت تربط الفقيد مع شعب المغرب وملكه، عرفت المزيد من التطور بعد اعتلائنا العرش، خاصة خلال الزيارة الخاصة التي قام بها إلى الرباط في شهر غشت 2005”.
وأضاف جلالة الملك في هذه البرقية “لقد تمكن الرئيس الراحل مانديلا، بحكمة وتبصر، من الارتقاء عاليا بالقيم الكونية للحرية والعدالة والسلم والتسامح. كما تمكن، بقوة وعزم، من الانتصار للمثل التي كان يؤمن بها، ولمواقفه الثابتة، في سبيل الحفاظ على السيادة الوطنية والوحدة الترابية لجميع الدول الإفريقية الشقيقة”.
وأبرز جلالة الملك أن الراحل أكد “خلال فترة توليه مهام رئاسة بلاده، على احترامه لشرعية المغرب في صحرائه، ولم يقبل أبدا لا بالاعتراف ولا بدعم تقسيم أو تجزئة بلدي”.