فيديو: المفوض الأممي لحقوق الإنسان: المغرب نموذج يحتدى به في مكافحة التطرف
، أكد هويدي أن هذه الانتخابات “تجري على سبيل التجمل الديمقراطي وهي في حقيقتها تكريسا للوضع القائم”.
البلاد يحكمها الجيش من الاستقلال في عام 1962
ويرى هويدي في مقال تحت عنوان ” بركات في الجزائر” ، نشرته صحيفة (الشرق) القطرية في عددها أمس أن الانتخابات الرئاسية في الجزائر “تكتسب بعض الخصوصية التي تميزها عن الجمهوريات المتعارف عليها في العالم العربي، ذلك أن الجميع يعرفون أن البلاد يحكمها الجيش منذ الاستقلال في عام 1962 “، مضيفا أن من المقولات “التي تشخص هذه الحالة قول البعض إن كل دولة في العالم لها جيش، والجزائر حالة استثنائية لأن الجيش فيها له دولة”.
وأوضح انه منذ جاء الجيش بعبد العزيز بوتفليقة وقدمه رئيسا في عام 1999 “والرجل مستمر في وظيفته، ولأن الدستور الجزائري كان ينص على ولايتين فقط للرئيس، فإن ذلك لم يكن عقبة، لأن النص جرى تعديله، وصار من حق الرئيس أن يترشح لعدة ولايات وليس اثنتين فقط، وبناء على ذلك انتخب بوتفليقة لولاية ثالثة في عام 2009، وها هو الآن يترشح للمرة الرابعة”.
عاد على مقعد متحرك ويجد صعوبة في النطق ولم يتحدث الى الجماهير وهو الخطيب المفوه
وسجل في هذا الصدد أن الانتخابات في الجزائر تتم في ظروف مغايرة إلى حد كبير، موضحا “أن بوتفليقة البالغ من العمر 77 عاما أصيب بجلطة دماغية في العام الماضي اضطرته للسفر إلى فرنسا للعلاج، وبعد أن قضى هناك حوالي ثلاثة أشهر، عاد على مقعد متحرك وغير قادر على التعبير عن نفسه، حيث بات يجد صعوبة في النطق (..) ولذلك فإنه لم يظهر في مناسبات عامة إلا في مرات نادرة، ولم يتحدث إلى الجماهير وهو الخطيب المفوه”. ولذلك ، يرى فهمي هويدي ، “فإن حملة بوتفليقة الانتخابية يباشرها مساعدوه، الأمر الذي يعني أن الرجل الذي أصبح عاجزا عن السير على قدميه قرر أن يخوض المعركة الانتخابية مصرا على أن يستمر في تسيير شؤون الدولة”.
المعارضة تشكك في دوافع القوى المحيطة ببوتفليقة
من هذا المنطق ، لاحظ صاحب المقال انه “بسبب الحالة الصحية لبوتفليقة غير المطمئنة فإن نقاده ومعارضيه أصبحوا يشكون في دوافع القوى المحيطة به، التي تتمثل أساسا في المؤسسة الأمنية كما تتمثل في محيطه العائلي، وبخاصة شقيقه الذي يثار حول دوره لغط كثير”.
وقال إن “حجة مؤيدي بوتفليقة تتمثل في كون الساحة الجزائرية تفتقد إلى قيادة كاريزمية تلتف من حولها الجماهير ( ..) و استخدموا لصالحه المتغيرات السلبية التي حصلت على العالم العربي بعدما هبت عليه رياح الربيع العربي في عام 2011 وحذروا من أن يتكرر في الجزائر ما حدث في مصر وليبيا وسوريا واليمن، حيث ادعوا في هذا الصدد أن التغيير الذي حدث لم يجلب الأمن أو الاستقرار لتلك الأقطار”، ملاحظا ان تلك المقولة لقيت آذانا صاغية في بعض الأوساط خصوصا أن بقايا الجماعات المتطرفة لا يزال لها وجود في جنوب الجزائر.
رغم سلبيات الربيع العربي، فذلك لم يغير من حقيقة شوق الناس الى التغيير
ورغم السلبيات التي شهدتها دول الربيع، يقول هويدي ، “فإن ذلك لم يغير من حقيقة شوق الناس إلى التغيير وجرأتهم على المطالبة بحقوقهم في الحرية والعدل”، مبرزا انه حين أعلن الوزير الأول الجزائري (رئيس الوزراء) عبد المالك سلال عن اعتزام بوتفليقة الترشح لولاية رابعة، “فإن بعض شرائح المجتمع أعربت عن احتجاجها بسرعة في حركة رفعت شعار بركات وهو مصطلح مماثل لكلمة كفاية في مصر”.
وبعد أن ذكر بأن ناشطي حركة ( بركات ) نظموا بعض المسيرات في العاصمة، شارك فيها مثقفون ومواطنون من كل الفئات، واطلقوا أغان بالفرنسية والعامية الجزائرية، “نددت بترشيح بوتفليقة وسخرت منه”، اعتبر هويدي أن ذلك “لن يغير الكثير في النتيجة التي يعرف الجميع أنها محسومة لصالح الرجل الذي تسانده المؤسسة العسكرية والأجهزة الأمنية إضافة إلى الإعلام الرسمي وشبكة المصالح المرتبطة بالنظام المتحكم في السياسة ومصير البلد منذ أكثر من نصف قرن”.