قال “محمد كرين” القيادي في حزب التقدم والاشتراكية، إن ترشحه للأمانة العامة لحزب التقدم والاشتراكية ليس مشروعا شخصيا أو “طموح لحلم شخصي كي أصبح قائدا للحزب” على حد تعبيره، بل هو مشروع جماعي لعدد من مناضلي ومناضلات الحزب، الذين طالبوه بحمل بديل للحكامة الحزبية، يعتمد على الممارسات الجادة بالديمقراطيات المتقدمة، وعبر مشروع حزب يشتغل بصفة جماعية ويعتمد المقاربة التشاركية ويشكل فضاء لإبداع وإنتاج الافكار واستقطاب الطاقات والكفاءات الموجودة في المجتمع والتي تقاسمها نفس المشروع المجتمعي، وتابع: “مشروعنا يعتمد على العمل من أجل بناء أحزاب تؤثر طول السنة وليس فقط في المناسبات الانتخابية عبر نضالات المواطنين والمواطنات التي تحملهم المسؤولية داخل أحزابهم هموم المواطنين والمواطنات وتصرفها في مقترحات لصياغة سياسات العمومية، تكون في مستوى دستور 2011 الذي أعطاها دورا كبيرا في تدبير الشأن العام في بلادنا، هذا هو المشروع الذي نحمله.”
وعن حظوظه لخلافة “محمد نبيل بنعبد الله”، قال “كرين” في تصريح لـ “أكورا بريس” على هامش أشغال المؤتمر الوطني التاسع لحزب الكتاب: “الآن حظوظ هذا المرشح أو ذاك مرتبطة بمدى قناعات أعضاء اللجنة المركزية التي انبثقت عن المؤتمر والتي هي مؤهلة طبق للقانون الأساسي لانتخاب الامين العام، وهي حظوظ مرتبطة بقناعاتهم، هل سيقتنعون بهذا المشروع أو بمشروع آخر، الكل بعيد عن الخلافات الشخصية نحن لسنا في صراع حول الكراسي، ولسنا في صراع أشخاص ضد أشخاص، نحن رفاق قضينا سنين طوال في درب واحد وسنقضي سنين أخرى، بعد محطة المؤتمر الوطني كيفما كانت مواقعنا هذا ما علمتني شخصيا وعلمتنا جميعا النظرة الأصيلة لحزب التقدم والاشتراكية، نظرة نكران الذات.. نظرة الدفاع عن المبادئ.. نظرة لا تبحث لا على المناصب ولا على المكاسب.”
وفي نفس السياق، اعتبر “محمد كرين” أن حزبه “يُغلق” الأبواب والنوافذ أمام الصحافة الباحثة عن الإثارة، باعتبار بيئة حزب التقدم والاشتراكية تتوفر على المناعة الكافية لصد كل الفيروسات التي من شأنها أن تؤثر سلبا على جسم الحزب، قائلا: “نحن في عصر التعدد، وفي عصر صراع الأفكار، داخل حزبنا نحترم الاشخاص ونقدر أصدقاءنا و رفاقنا ورفيقاتنا، وهذا مالا تريد أن تفهمه الصحافة التي تبحث عن الإثارة وتبحث عن مرشحين، “مرشح يضرب مرشح آخر”، في حزبنا جميع المرشحين “كيتعانقوا كأصدقاء كرفاق وسنبقى رفاقا من مختلف مواقعنا.”
وعن الأداء الحزبي وما طبعه من صراعات داخلية ومدى تأثيرها على المشهد السياسي في بلادنا، رأى “كرين” أن العمل الحزبي في المغرب، بحاجة إلى إعادة تأهيل لينخرط في عصره، داعيا إلى ضرورة التخلص من الأداء “الشكلي”، المرتبط بهذا الشخص أو ذاك، بل مرتبط بثقافة كانت تعتمد في السابق على منح زعيم “ما” المفتاح ليقود الحزب، وكان يجد الجميع في ذلك نوعا من الارتياح الفكري لأن الجميع لا يتحمل المسؤولية، “المرحلة الحالية تقتضي، أن يتحمل الجميع مسؤوليته كل من موقعه، وهذا نقاش وتطوير للتجربة الحزبية المغربية وحزبنا الذي ناضل طوال 70 سنة من تاريخه وفي كل المحطات التي عرفت فيها بلادنا قفزة نوعية كان يسهم في تطوير المشهد السياسي والعمل الحزبي، والآن المغرب بحاجة إلى إعادة تأهيل الفاعل الحزبي، وسيلعب دوره في هذا المجال.” حسب تعبيره.
وتابع: “الاشخاص راحلون، وهذا تمرين ديمقراطي لنبين أن هناك طريقة أخرى لتدبير الاحزاب السياسية دون أن نتهجم على الآخرين، لان كل منا له تصوره وعلى المناضلات والمناضلين بكل اتزان وبضمير حي اختيار الأصلح، الآن الأمور اصبحت بسيطة، فقد عشنا مراحل الاعتقال ومحاولة الاغتيال ولم نتراجع فكيف نتراجع الآن؟”
وحول ترشح “نزهة الصقلي” لقيادة الحزب، عبر “كرين” عن حلمه بأن تقود إحدى المناضلات الحزب، وقال: “أحلم أن تقود حزب التقدم والاشتراكية امرأة، إنه حلم حياتي.”