بالصور: تفاصيل احتفاء أسرة الأمن الوطني بأبنائها المتفوقين دراسيا ورياضيا وفنيا
معارضون بالجملة ومناصرون يفوقون المليون، ومجلات دولية تتحدث عن أن مهرجان موازين صار موعدا ثقافيا موسيقيا ضمن خمس مهرجانات في العالم، الأكثر نجاحا.
كلما حل مهرجان “موازين” يطفو الجدل حول الفائدة الحقيقية من حدث ثقافي يقدم طبقا منوعا يستجيب لكل الأذواق التي تمثل كل المدارس الموسيقية العالمية، ويتكرر السؤال فيما يمكن أن يفيد حضور 1500 فنان، بينهم نجوم كبار في عالم صناعة الفن، وآخرون أصليون مغمورون، يرجون عاصمة ألف الناس تصنيفها بمدينة “الكآبة” بامتياز، وقد تحولت لمدينة ترقص طربا كل ليلة على مدى تسعة أيام.
التخمة الفنية ولكل ما نوى
يرى بعض المهتمين بالحركة الموسيقية أن التخمة الفنية التي يتميز بها موازين، عبر خمس منصات منتشرة في الرباط كله من تلاقي النهر والبحر إلى السويسي وتخوم النهضة فيما خصصت سلا للطرب المغربي، كلها فضاءات في الهواء الطلق، دون أن ننسى عروض مسرح محمد الخامس وسينما النهضة. هذا العرض المتخم، يزيل عن موازين فكرة الهوية الأحادية لنمط موسيقي معين، ويرون فيه تبذيرا وإسرافا فنيا، لا معنى له.
بينما يرى مناصرو “موازين” أن قوته في جمعه لكل الأذواق وما وصوله لرقم مليون ونصف زائر، إلا لأنه طبق متعدد الأنواع، يغرف منه كل ما يشاء، موسيقيا طبعا.
منصات لا تقدم فنا متشابها، فالموسيقى الأصلية التي تتدفق هذا العام من ضفاف كبريات الأنهار العالمية من المسيسيبي إلى الدانوب والنيل والفرات وشط العرب انتهاء بأم الربيع الممثل بمجموعة ولاد بنعكيدة، كلها موسيقى أنهار ستغير مجراها موسيقيا صوب موقع شالة الأثري.
ربما “موازين” ضحية لآلته الدعائية الضخمة؟ يتساءل عبد الحفيظ أستاذ مادة الرياضيات في إحدى ثانويات الرباط، خرج لتوه من حفل رائع تغنى ورقص فيه جمهور قاعة سينما النهضة مع روائع المغني الجزائري عبد الحق شعو، يقول الرجل الأربعيني، “كثيرون ينتقدون موازين، لكن ما إن تصل الساعة الثامنة مساء حتى تجدهم يتسابقون نحو المنصات”، ويضيف “صحيح أن العروض كثيرة، وأحيانا نصاب بالحيرة وخلق توافق بين أفراد الأسرة للتوجه إلى حفل معين”.
ويضيف عبد الحفيظ أن موازين ليس فقط ريكي مارتن، بل أيضا فرصة لمشاهدة سعاد ماسي ولرصاد وشعو.
معارضون صباحا.. ساهرون ليلا
في الدورة الثالثة عشر، رويدا رويدا بدأ الحنق من موازين أو عقدة الحضور بالنسبة لمناوئيه في زوال، يوم السبت كان الطريق المؤدي إلى ضفاف نهر أبي رقراق حيث منصة الأغنية الإفريقية مكتظا، أرباب السيارات وجدوا صعوبات جمة في ركنها، وفي صورة مقلوبة للمعتاد تحول رجال الشرطة إلى لعب دور منظم سير الراجلين والتكفل بضمان سلامة الراغبين في التوجه إلى الكورنيش النهري.
في منصة أبي رقراق لا نجوم غالية الثمن أوفرق استغلت لوحات الإشهار في المغرب كله، ورغم هذا كله، بدت الطريق مكتظة جدا بالراجلين.
يقول سائق طاكسي صغير كان يتقدم بنا ببطء متجها صوب المنصة التي تستقبل نجم موسيقى السول الجديد “بين لونكل سول”، “في الرباط اعتدنا أن تخلو الشوارع عند التاسعة والنصف، أما مع موازين فالجميع يسهر”.
سألناه، وهل هناك حقا منفعة من “موازين”، هل تستفيد كسائق التاكسي أم أن الأمر مجرد بذخ واهم يسوق لنفسه كمحفل ثقافي متفرد؟. لم يتردد سائق سيارة الأجرة الزرقاء في الابتسامة بشكل فاضح، ويجيب “أكيد أنتم صحافيون، صح صح؟ أجب بصدق لأحادثك بصراحة”.
بعدما تبين أمرنا، ورسمت بسمة النصر على اكتشاف دوافع أسئلتنا، قال “بعيدا عن حسابات المال، والرواج الذي يظهر لنا الآن، فالأهم هو أن نكتشف مدى الانفتاح الذي نعيشه، أنظر إلى الحشود المختلطة من كل الأعمار التي تخرج الليلة، أعلم أن هناك ناقمين كثر على المهرجان، ولكن صدقني إنها مسألة اعتياد على الغبن، أرجوك سجل ما قلته وركز على الانفتاح والتسامح”.
قبل الدخول إلى منصة أبي رقراق، وبالقرب من ساحة كبيرة، انتشر باعة متجولون، في كل مكان، من بائعي الحلويات والذرة المشوية إلى موزعي القهوة والساندويتشات، مما خلق حركية وكرنفالية بالقرب من التقاء النهر بالمحيط.
تجتذب منصة أبي رقراق جمهورا من نوع خاص، لكن يبدو طغيان العنصر الأجنبي، سياح وموظفو البعثات والسفارات المعتمدة بالرباط، يفضلون الموسيقى الإفريقية.
تجمعات لشباب وشابات يتمايلن يمينا وشمالا، طلبة وأسر حجت كلها إلى حضور حفل “العم سول”، كل هذا تحت مراقبة أمنية ووجود قوي لعناصر الأمن.
رقص الجميع في ليلة مع أنغام موسيقى السول، غناها فرنسي وعزفت عليه فرقة أمريكية من سان فرانسيسكو، فيما ألهب جمهور الرباط الحفل من خلال تفاعله مع الأغاني.
عند منتصف الليل انسحب الجميع في هدوء، فيما جمعت محطة الرباط المدينة زوار موازين من البيضاء والقنيطرة، لم يخلفوا الوعد، ولكن المكتب الوطني للسكك الحديدية خالف الوعد، عندما كتب على سبورته الإلكترونية أن قطارا مرتقبا عند منتصف الليل و35 في اتجاه البيضاء الميناء، لكن الأمر لم يعدو مجرد إشاعة على السبورة.