أكد عزيز اخنوش، امس الاثنين أن جائزة الفاو التي منحت للمغرب لبلوغه أهداف الألفية للتنمية المتعلقة بمحاربة الفقر والمجاعة، تتويج لحكامة ترتكز على الإصلاحات ومقاربة تجعل من التنمية البشرية ورشا ملكيا.
وقال اخنوش، وزير الفلاحة والصيد البحري في حفل احتضنه مقر المنظمة للإحتفاء بالمملكة المغربية، وكذا بالشيلي والصين، لجهودهم المبذولة في مجال مكافحة المجاعة وسوء التغذية، إن المغرب، ومنذ انعقاد قمة الألفية في شتنبر 2000، عمل بقيادة جلالة الملك محمد السادس، وبالتزام شخصي من جلالته، على وضع استراتيجيات وطنية وقطاعية، لتحقيق الأهداف المحددة.
وأبرز الوزير أمام ممثلي ومندوبي الدول المشاركة في مجلس الفاو (منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة) ال 149، أن العديد من الاستراتيجيات الوطنية ساهمت في بلوغ هذا الهدف، مؤكدا في هذا الصدد على المبادرة الوطنية للتنمية البشرية وكذا استراتيجيات التنمية المستدامة والقطاعية التي أطلقتها وزارة الفلاحة والصيد البحري على التوالي في 2008 و 2009 ومن ضمنها مخطط المغرب الأخضر (الفلاحة) ، وأليوتيس (الصيد البحري).
بناء الاستراتيجيات القطاعية الوطنية تمكن من رفع تحدي ارتفاع واستقرار جاهزية توفير الغذاء
وأوضح أنه “تم بناء الاستراتيجيات القطاعية الوطنية بطريقة تمكن من رفع تحدي ارتفاع واستقرار جاهزية توفير الغذاء ودخل ساكنة العالم القروي”.
وأضاف انه في ما يتعلق بمكافحة المجاعة وسوء التغذية، ارتفعت الجاهزية الطاقية منذ 2008 ب 15 في المئة منتقلة من 3207 إلى 3680 كيلو كالوري (سعرة) يوميا (الحاجيات الدنيا التي تحددها الفاو بالنسبة لكل مواطن مغربي تشمل ما بين 1860 و 2100 كيلوكالوري)، مسجلا أنه منذ 1990، انتقل معدل الساكنة المغربية الموجودة تحت (خط) العجز في السعرات الحرارية من 4,6 في المئة إلى أقل من 0,5 في المئة وهو ما يعادل، مع أخذ الحالات الاجتماعية المعوزة بعين الاعتبار، استئصالا شبه كامل للمجاعة بالمغرب.
وتابع ان العجز في السعرات الحرارية للأشخاص الذين يعانون من سوء التغذية يصل إلى أقل من 200 كيلوكالوري يوميا وهو ما يضعهم في الفئة السفلى للفاو.
تحقيق الإنجازات تم بلوغه بفضل الرفع من الإنتاج الفلاحي
وبعد أن ذكر بأن تحقيق هذه الإنجازات تم بلوغه بفضل الرفع من الإنتاج الفلاحي الذي قفز بأكثر من 43 في المئة خلال السنوات ال 6 الأخيرة، شدد على أنه بالرغم من ارتفاع الساكنة بحوالي مليوني نسمة، فإن الجاهزية الغذائية السنوية لمجمل الأغذية ارتفعت بشكل كبير، موردا مثال 218 إلى 267 كلغ للفرد بالنسبة للخضر والفواكه و 22 إلى 31 كلغ بالنسبة للحوم.
واعتبر أخنوش أن الارتفاع القوي للإنتاج سمح بوجود عرض للغذاء بأثمنة في المتناول، مضيفا أن ارتفاع مؤشر الأسعار الغذائية لم يكن يتجاوز في السنوات الخمسة الأخيرة 13 في المئة في مقابل معدل ب 33 في المئة بالنسبة لباقي العالم.
ومنحت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة المغرب هذه الجائزة مكافأة له على تحقيقه الهدف الأول للألفية ممثلا في القضاء على الفقر والمجاعة سنتين قبل الموعد المحدد.
حضر هذا الحفل سفير المغرب في ايطاليا حسن أبو أيوب.