بالأرقام: الحصيلة السنوية للمديرية العامة للأمن الوطني برسم سنة 2024
حسب أحدث تقرير للوكالة الأوروبية فرونتيكس المكلفة بمراقبة حدود دول الإتحاد الأوروبي، احتل المغاربة الرتبة الثانية بعد السوريين على لائحة الجنسيات التي حاول مواطنوها العبور إلى الإتحاد الأوروبي بطرق غير شرعية خلال عام 2013 و النصف الأول من العام الجاري، وطبقا للتقرير بلغ عدد المغاربة الذين حاولوا الهجرة نحو دول الإتحاد الأوروبي 26 ألفا و 256 شخصا، فيما بلغ عدد السوريين 26 ألفا و 355 شخصا من بين 107 ألف مهاجر سري من العالم حاولوا دخول فضاء “شنغن”.
ولد صيكوك فرحان لأن الفرصة جاءت من أجل “ضريب الكمنجة” حول المغريب، رغم أن الجزائر التي يحب عسكرها بلد مصدر للهجرة غير الشرعية فإن ولد صيكوك مر عليه مرور الكرام، ولد صيكوك فرحان لأن 26 ألفا من المهاجرين قالت وكالة فرنتيكس أنهم مغاربة، ولد صيكوك و وكالته نسوا أن الإحصائيات المبنية على تصريحات مرشحي الهجرة السرية هي دائما تصريحات كاذبة، و من أراد التأكد فما عليه إلا أن يراجع سجلات المناطق الحدودية ليتأكد أن كثيرا من المهاجرين السريين يعطون تصريحات كاذبة حتى لا يعودوا إلى بلدانهم، و كل مرة يعطون بيانات كاذبة عن جنسيتهم الأصلية حتى تتعب بلدان اللجوء من محاولات ترحيلهم كل مرة إلى البلدان التي يدعون الإنتماء إليها و تضطر دول اللجوء نظرا لكلفة و مصاريف الترحيل عبر الطائرات إلى التعامل معهم كواقع غير قابل للحل، و تفتح أمامهم مجال الإستقرار و الإندماج داخل المجتمعات الأوروبية.
كثير من الجزائريين رحلتهم السلطات الأوروبية على أساس أنهم مغاربة، و عندما يصلون إلى المراكز الحدودية تضطر السلطات المغربية إلى رفع بصماتهم لتتأكد بسرعة بأنهم غير مغاربة لترجعهم إلى بلدان اللجوء، لكن هذا المعطى فات وكالة فرونتيكس و خبيرها ولد صيكوك الذي تلقف الأشياء كطفل صغير حتى يقول الذي بخاطره: لا استقرار مع الفقر، و يذهب بالفهم الصيكوكي إلى حد اعتبار المغرب كسوريا بدون أن يطرح السؤال الذي يستعصي على خاطره إذا كان ما يقوله صحيحا حول الفقر في المغرب، فلماذا يبحث شباب الجزائر البترولية عن الفردوس خارج الجنة البترولية في الجزائر؟
ولد صيكوك لا يريد أن يطرح الأسئلة الحارقة حول الأوساط الأوروبية التي تضغط على المغرب ليلعب دور الدركي في المنطقة بدون أن تتحمل أوروبا مسؤوليتها. أوروبا تريد من الضفة الجنوبية للمتوسط أن تحمي حدود أوروبا بدون أن تدفع هي فلسا واحدا.
المغرب البوابة الإفريقية لأوروبا عليه أن يتحمل وحده وزر الجغرافيا و يحمي الضفة الشمالية للمتوسط بدون أن تدفع أوروبا فلسا واحدا، إنه منطق الإستعمار الذي لا يريد التنمية خارج جغرافية القارة العجوز.
هذا المنطق مطروح ليس فقط في علاقة أوروبا بالمغرب، بل كذلك في علاقة بعض البلدان الأوروبية مع الإتحاد الأوروبي، كحال إيطاليا التي عانت و لازالت تعاني من رفض أوروبا تحمل مسؤوليتها في التعاطي مع جحافل المهاجرين السريين الذين وصلوا إلى “لامبيدوزا” إنطلاقا من ليبيا البلد البترولي و من تونس الثورة، مما اضطر إيطاليا إلى البحث عن اتفاقيات ثنائية مع بعض جيرانها الأوروبيين حتى يتحملوا معها وزر الجغرافيا كما حدث الأسبوع الماضي مع توقيعها اتفاقية ثنائية مع فرنسا و توقيع اسبانيا لإتفاقية شبيهة مع المغرب الأسبوع الماضي.
الإتحاد الأوروبي يريد فقط أن يكون مؤسسة متقشفة تريد من غير الأوروبيين أن يأخذوا بعين الإعتبار احصائياتها و زابورها المقدس، و أن يأخذوا من ميزانية تنمية بلدانهم ما يؤمنوا به حدود أوروبا لأن حرية التجول و حرية التنقل و كل الحريات الأخرى هي فقط حكر على رعايا القارة العجوز، و الباقي يتكفل به دركي الضفة الجنوبية للمتوسط حتى يتقي المغرب تحاليل الخبير ولد صيكوك.
ولد صيكوك كتب ما كتب في ضيافة المصري وائل قنديل، و لهذا أخذ بواجب الضيافة و لم يكتب حرفا واحدا عن الفقر في أم الدنيا، فالفقر بالنسبة له لازمة خاصة بالمغرب أما مصر فهي ترفل في النعيم مادام أنه في ضيافة ” العربي الجديد”.
كنت أتمنى أن ينتمي ولد صيكوك لنا و أن يكتب عن فقرنا، عن فقرائنا الذين رفضوا المشي في مسيرات التيه و النباح، و تركوا النخبة التي تريد أن تسوق معاناتهم في الشاشات العالمية و تقبض الثمن و تتركهم فريسة للبغدادي و أهله يعبث فيهم بإسم الفوضى الخلاقة، يذبح عندما يريد، و يسبي النساء عندما يريد ، يقطع الرؤوس التي لا يحب، و يهجر الذين لا يحب، و يرفض كل الحريات، يرفض كل شيء و يعلن نفسه خليفة و يزداد فقر الناس فقرا.
فلماذا لا يكتب الخبير ولد صيكوك عن فقر البلدان ذات الخير الوفير الذين ازدادوا فقرا و اكتشفوا الدعاية الكاذبة و زيف شعارات الثورة و الحراك و التغيير، و اكتشفوا أن فقرهم كان نعيما قبل الثورة، إنهم اليوم شهداء على كل الذين نصبوا عليهم من الإعلاميين المزيفين الذين صنعهم الغرب ليكونوا أبواقا لهم، فإذا بالأبواق تخرس اليوم أمام الأرقام الحقيقية، ثلاثة ملايين لاجىء سوري مسجلين لدى الأمم المتحدة لدى دول الجوار خارج سوريا، و مئات الآلاف من غير المسجلين و ملايين أخرى لاجئة بدون أي شيء في الداخل لأنهم لم يتمكنوا من مغادرة سوريا، و ثلث ساكنة لبنان حاليا هي من السوريين و لا يحملون صفة لاجئين، واقع كهذا لا يهم الخبير ولد صيكوك.
فهنيئا لنا بفقرنا، فلماذا تحسدوننا عليه و تعيبون علينا أن نعيش فقرنا بكل طمأنينة؟ ففي أكواخنا كل شيء و أهمه إحساسنا أن أكواخنا هي لنا، و هي أحسن بكثير من الخيام البلاستيكية في دول الجوار نتحول معها كأرقام لدى وكالة غوث اللاجئين لدى الأمم المتحدة، و كصور تتلقفها وكالات الأنباء و القنوات الدولية حتى تكون موضوعا شيقا يتكلم حوله خبراء من طينة ولد صيكوك و يقبضون الثمن قبل نهاية الحلقة، و يعودون من حيث أتوا يطلبون منا أن نصمد ضد البغدادي الذي خلقوه و وَرَّثُوهُ رقابنا، و الأسد فيهم قرر أن يطل عليه من السماء و يرفض أن ينازله على الأرض لأن ذلك اختصاص وَكَّلَهُ لنا وحدنا، فهنيئا لنا بفقرنا فهو فقر يسمح لنا أن نمارس حريتنا بعيدا عن دولة البغدادي و الظواهري و أنصار الشريعة و بوكو حرام، و نرتاد الشواطئ و نأكل ما تيسر لنا. فلماذا لا “تحلوا” عن فقرنا و تستوطنون دول الربيع العربي؟ فليبيا قفراء مفتوحة لكم، و سوريا موطن الفوضى الخلاقة بين أياديكم، اذهبوا حيث ثورتكم و ربيعكم و اتركونا مع فقرنا فهو أحب إلينا من نعيم ثورتكم الدموي.