قال "طارق الثلاثي" رئيس المعهد المغربي للدراسات والأبحاث الاستراتيجية، وأستاذ العلوم السياسية بجامعة الحسن الثاني، إن الزيارة التي كان سيقوم بها الملك محمد السادس إلى جمهورية الصين الشعبية، كان لها بعد اقتصادي بشكل أكبر على اعتبار أن الصين اليوم قوة اقتصادية فاعلة تراهن على المملكة المغربية كشريك من خلال الاستثمارات المتبادلة والتبادل التجاري، ورأى "الثلاثي" خلال حديثه على قناة "فرانس 24" مساء الثلاثاء 25 نونبر الجاري، ألا شيء ألغى الزيارة الملكية إلا إصابة الملك بوعكة صحية، على اعتبار أن المغرب كان يراهن على هذه الزيارة في إطار أفق الوصول إلى المراتب الصاعدة كما أن المغرب كان يراهن على الصين لتنميته وإقلاعه اقتصاديا.
وحول ما إذا كانت هناك أسباب وراء إلغاء هذه الزيارة وعما إذا كانت حالة من الزكام تستدعي إلغاء زيارة بهذه الأهمية، قال "الثلاثي": "إن الزيارة مرتبطة برئيس دولة وليس برئيس الحكومة، وبالتالي فإن رئيس الدولة هو الذي يعطي الطابع الرسمي لإطار العلاقات الثنائية، وبالتالي فان غياب الملك لن يجعل هذه الزيارة ذات طابعا رسميا."
مضيفا ألا شيء أخطر أو غير معلن عنه حول صحة الملك، فملك المغرب كما تبرهن على ذلك القنوات والصحف يشتغل بشكل قوي ويتنقل بشكل مستمر عبر ربوع المملكة، وبالتالي فهو بصحة جيدة، إلا أن هذه الظرفية وتحول المناخ هو مبرر لإصابة الملك محمد السادس بزكام حاد وهي حالات تنتشر طبيعيا بين مختلف المواطنين خلال هذه الفترة الزمنية، وهو مبرر أقوى.
وعن ربط تأجيل الزيارة بالوضع الحالي في مدينة كليميم والنواحي، والاحداث الاليمة التي شهدتها المنطقة جراء الأمطار والسيول التي ذهب ضحيتها جوالي 34 شخصا، أكد "الثلاثي" أن تعليمات الملك محمد السادس كانت واضحة من أجل إنقاذ المواطنين، مضيفا أن المغرب دولة له مؤسسات تشتغل بطريقة تلقائية حسب الأزمات.