فيديو: المفوض الأممي لحقوق الإنسان: المغرب نموذج يحتدى به في مكافحة التطرف
بعد مضي أكثر من أسبوعين على وفاة أيهم نصري شقيق النجمة السورية أصالة نصري، لا يزال الإعلام العربي يتحدث عن رحيل أيهم المفاجئ، وعلاقته بالعائلة وغيرها من التفاصيل المملة التي حفظها المشاهد العربي عن ظهر قلب.
أصالة وشقيقها كانا على قطيعة، هي العبار ة التي رددها كل العرب.
عائلة الراحل مصطفى نصري (والد أصالة) كغالبية العائلات السورية، غرقت في أتون اللعبة السياسية التي اخترقت أبواب البيوت، واستوطنت فيه ففرقت بين الأخوة حتى. غالبية الأسر السورية فيها مؤيدون ومعارضون إلا القليل ممن يحيّدون أنفسهم.
عبر قناة (التحرير) المصرية وتحديداً في برنامج (صح النوم)، أطلّ محمد السيد صديق أيهم المقرّب، وقال إنّه تعرف على أيهم في بداية الأزمة السورية. وتابع: أيهم تلقى تهديدات من جهات معارضة للنظام السوري، وهو المؤيد الشرس للرئيس السوري بشار الأسد، والذي تمسك برأيه خلال سنوات الأزمة، فيما غيرت أصالة رأيها السياسي رغم أنها كانت أصدرت أغنيات تتغنى بها بالرئيسين الراحل حافظ الأسد والحالي بشار الأسد.
محمد السيد لم يكتفِ بما قاله، بل شكك بموت أيهم، ولم يقتنع بأنّ صديقه توفي بسبب جلطة دماغية، بل رجّح أن تكون أصالة بطريقة غير مباشرة هي من تسببت بمقتل أخيها، لأنها عادت الحكومة السورية والجيش السوري. وتابع يقول: أيهم لم يكن معروفاً قبل الأحداث، لكن رأي أصالة المعارض سلّط الضوء على خلافاتها وشقيقها. وقال: الجهة التي هدّدت أيهم هي من فئة المعارضين للنظام السوري..
أمام عظمة التشكيك، يقف الإنسان حائراً، خصوصاً وأنّ السيد سمح لنفسه بأن يتهم أصالة بقتل شقيقها أو بالتسبّب بذلك. السيد لا يملك دليلاً ملموساً ليثبت للرأي العام ما يقوله وهو بذلك دمّر أصالة التي تعيش حالة حزن لم يسبق لها حتماً أن عاشت مثيلاً له. حزن آلـ نصري على فقيدهم نراه من خلال ما يكتبونه على الإنترنت، خصوصاً أصالة، ريم وأنس.
الأشقاء الخمسة انقسموا بين فريقين قبل موت أيهم. ريم وأيهم بقيا مع النظام، أصالة وأنس عارضا وخرجا من سوريا، وحدها أماني لم نسمع عنها أي خبر ولم نعلم أي شيء حتى عن اتجاهها السياسي.
منذ ٤ سنوات وحتى اليوم لم أكن من متتبعي أصالة لا عبر الإنترنت ولم أتابع برامجها حتى أني قطعت عهداً أن لا أسمع أغنية من أغنياتها، ليس لأنها عارضت وأصبحت تحمل رأياً مختلفاً وشتاماً لنصف أهلها وأهل بلدي، بل لأنها آمنت بالجيش الحر الذي هو عبارة عن “أرطة حرامية” ما جلبت لسوريا إلا الويلات. لم أفكر مرّة في كتابة مقال واحد أدافع فيه عن إبنة وطني، لكن أن يتم إتهامها بأنها شاركت في قتل شقيقها لأنه حمل رأياً مخالف، فهذا كلام غير منطقيّ وغير سويّ ومعيب ومقرف. وأمام تصريحات صديق شقيقها الراحل، لا أستطيع إلا أن أدافع عنها، فلا أنا ولا أي مواطن سوريّ موالي يسمح بأن يتم اتهام أصالة بتصفية شقيقها..
ما أوجعها تهمة وما أبشع مُطلقها!
أصالة حتماً ليست قاتلة.. هي معارضة نعم، وربما أخطأت كثيراً في غرقها في ما لا تفهم به وباعترافها، حيث أنّها مرات قالت إنّها لا تفقه في السياسة شيئاً، لكنّ من يتهمها بتصفية شقيقها، فلا مصلحة لديه إلا في تفريق عائلة آلـ نصري التي يبدو أنّ الموت قد يوحدها من جديد، وما هدفه إلا زيادة الشرخ بين أبناء سوريا المشتّتين في بقاع الأرض العربية.
لم يخشَ مطلق الشائعة عظمة الموت والرحيل المفاجىء، ولم يستطع أن يتمنى الصبر والسلوان لأسرة فقدت شاباً في ربيع عمره، ولم يستطع أن يودّع صديقه بصمت حارق، بل أراد أن يخطف ضوءاً من قصة حزينة حتى أني أذرف دموعاً وأنا أكتب، ليطفو على وجه سطح نتن مثله، وكأننا في مزاد علني يحاول الكل نهش الكل، والحصول على أكبر كمّ من الأرباح!
نقلا عن جريدة الجرس