لأول مرة في العالم العربي يصدر كتاب يمثل جميع مراحل التربية منذ الولادة إلى سن المراهقة بمقاربة ثنائية، نفسية ودينية، مفسرا جميع مراحل تطور الطفل ولم يهمل أيضا أطفال الطلاق، الأطفال الذين يعانون من إعاقة ذهنية أو جسدية، الأطفال الموهوبين، عنف بعض الأطفال إلى غير ذلك مما يمكن أن يعترض التربية من قبل الآباء والمدرسين باختلاف الأطفال واختلاف احتياجاتهم وتركيباتهم…
بالإضافة إلى محاولة المؤلفة الإحاطة بجميع جوانب التربية وجميع مراحلها وبيئاتها، فهذا الكتاب يتميز أيضا بسلاسته وبساطته لأنه وكما ورد في مقدمة مؤلفته "يكمن الاختلاف من خلال ما سنقدمه هو ذلك المزج المتوازي بين المنهج النفسي والديني وأيضا في كيفية إيصال المفاهيم، إذ سأحاول إن شاء الله تعالى أن أبلغ للأسرة، ثم المدرسة بل لكل فرد مسلم هو مسئول عن النهوض بتربية رجالات ونساء الغد، حلولا سهلة وغير مبهمة، بأسلوب يمكنه أن يصل إلى فهم العامة، في محاولة لشرح المفاهيم العلمية بطريقة سلسلة ولينة لا يستعصى فهمها. فالهدف الأساسي من هذا المشروع البسيط هو محاولة إعادة بناء أسرنا على ركائز سليمة وبأسلوب سهل مبسط دون تعقيد.."
اعتمدت المؤلفة عدة مراجع عربية وأجنبية، بدءا من المراجع الشرعية وعلى رأسها القرآن الكريم والحديث والسنة النبوية من صحيح البخاري، "الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه" إلى كتاب "الحديث النبوي وعلم النفس" لمحمد عثمان نجاتي إلى غير ذلك من المراجع العربية، إضافة إلى عدة مراجع أجنبية كما سبق الذكر مثل كتاب "الآباء الشهداء" لجون بيير ولايتيتيا شارتي، عدة مراجع لفرنسواز دولتو وغيرها من المراجع المهمة في التحليل النفسي.
هذا المؤلف الفريد والذي وكما تقول مؤلفته يهدف بالأساس إلى التعريف بمفهوم التربية ومشاكلها وإيجاد أساليب تربوية سهلة وبسيطة وعميقة في نفس الوقت من أجل تكوين أجيال قوية وسليمة واعدة داخل مجتمعاتها، هو من منشورات مجلة الوعي الإسلامي التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بدولة الكويت، وهو الإصدار الثاني والسبعون لمجلة الوعي الإسلامي التي تهتم لنشر كل ما هو شرعي وعلمي وتهتم بنشر العلم والثقافة الشرعية والكتب بمختلف أنواعها ومناهجها ومستوياتها، شريطة أن تكون نافذة بناءة جادة وهو ما أكده الأستاذ فيصل يوسف العلي، رئيس تحرير مجلة الوعي الإسلامي والمسؤول عن النشر، في تصديره لهذا الكتاب ويضيف أيضا، أنهم بذلك يسعون إلى تسهيل التواصل بين المثقفين شرقا وغربا والمساهمة من خلال هذه المنشورات في تنامي الشعور بالانتماء، وتقوية أواصر الارتباط الثقافي بين شعوب الأمتين العربية والإسلامية ولذلك تجتهد في إخراج الكنوز التراثية وطباعة الرسائل العلمية وتجعل من ذلك أولوية علمية لخدمة الباحث والمثقف من مختلف الأعمار…