المغرب يشارك في أشغال الدورة الأولى لمجلس وزراء الأمن السيبراني العرب بالرياض
منذ عودته من الطواف في أمريكا وزيارة البقاع الأخرى في فرنسا، والناس تنتظر "باروك الرحلة" المقدسة. فالرجل لم يعد مراسلا لAFP التي ٱختارت أن تسرح المراسل المتخصص في الوقفات، والذي يختار مع المحتجين أماكن الإحتجاج ويتدخل حتى في تفاصيل الوقفات ويأخذ موقعه وسط المحتجين ويسلح معه المكلفين بالصورة حتى يلتقطوا له الصورة التي تؤرخ لحظة سقوط المناضل/ المراسل، ويصبح سقوط المراسل أهم من حدث المراسلة.
المراسل الذي لم يعد مراسلا وعاد إلى صف الأساتذة في مدينة سطات التي لها وقع خاص لدى آل بروكسي حين كان كبير العائلة يخدم الوزير القوي أيام سنوات الرصاص، و كان يسأل عن أخبار "عمر لوبوتي" إلى أن ٱطمئن عليه، كان الوالد يعد عمر ليأخذ مكانه في ديوان الوزير القوي ليتخرج عاملا على إحدى عمالات المملكة لكن غياب الرجل القوي الذي ٱنتهى مع مرحلة اختار لها المغاربة تسمية سنوات الرصاص.
ٱختار عمر في إطار التموقع المرحلي أن ينظم إلى أولاد عائلات المخزن القديم الذين كانوا يتصورون أن يرثوا مواقع الذين قضوا نحبهم من وجهائهم، ولم يعجبهم الأمر أن يدشنوا لتجربة همها الأساسي و المفصلي هو تبيان أن أبناء وذوي رجالات سنوات الرصاص وما قبلها لهم تكوين و مؤهلين أكثر من غيرهم لحمل المشعل، ولهذا كان همهم الوحيد والأوحد هو استهداف رجالات ما بعد 1999 في كل المواقع و المؤسسات، لأنهم يعتبرون أنفسهم الأولى لأنهم يحملون في دمهم الأزرق جينات التسيير القيادي و التحكم.
لم يجد أبناء العائلات التي أسقطها حكم التاريخ و التطور الديمقراطي للبلاد من خندق غير خندق الصحافة ولهذا لم يكونوا معروفين في الوسط الصحفي إلا بولد فلان، ولد خو فلان، ولد خت فلان، وولد حبيب فلان لم يعيشوا من موقع المسؤوليات اللحظات التي جدد فيها المغرب جلده و قرر التطور في إطار دولة المؤسسات لكي ينفتح على كل فئات المجتمع و أن تنفتح المؤسسات على الكفاءات التي صقلتها التجربة بدون الإلتفات إلى أصولها الإجتماعية.
لهذا فقد ٱختاروا جميعا أن يواجهوا المخزن بناءًا على تفاصيل بنيته المغرقة في الزمن الماضي المستقاة من حكي الجدات و الأقرباء ووجهاء الزمن الذي ولى، عوض الغوص في مقتضيات الدستور و المراسيم التطبيقية حول التعيينات….
لقد بدأت الأمور في شكل دراسات حول الزمن الماضي بهدف إسقاط تجلياته على الزمن الحاضر بشكل تعسُّفي لا يستقيم مع واقع تطور الأشياء.
لهذا لم يكن مستغربا أن تكون بنية المخزن (القديم) هدفا للكتبة المتخصصين في علم الإجتماع و المقالات الصحفية و لبعض الإصدارات الأخرى بمنطق "حنا حسن منهم".
لقد عرضوا خدماتهم في مرحلة ما بعد 1999 لكن الزمن الحاضر شاء أن يتحمل المسؤوليات جيل من اللذين تعلموا أصول الحرب في الميدان الذين صقلتهم تجربة البحث عن حقيقة الأشياء و تعلموا حشد أسلحتهم بعرق جبينهم، لا يؤمنون إلا بالمغرب و مؤسساته و تركوا ولاد الفشوش الذين يؤمنون بحكي الجدات و تمثلات الزمن الماضي.
فلم أستغرب أن أقرأ اليوم هنا و هناك مكبوتات رجل من زمن حكي الجدات تستأسد بلبن الزمن الماضي زمن "ضبرو علينا فنحن أولى منهم جميعا" نحن نفهم في كل شيء، نحن ورثة أسماء حنطها المغرب و ٱعتبرها من الزمن القديم الذي لا يستقيم مع هوية الدساتير الحديثة.
ولد بروكسي اللي كان خدام مع البصري واللي خدام أستاذ في سطات داير راسو مناضل صحفي، مراسل ديال "مراسلون بدون حدود" حتى يعرف المغاربة أنه ابتداءًا من الآن فالتقرير المقبل الذي سيكتبه المراسل على لسان "مراسلون بدون حدود" هو مردود سلفا كباقي التقارير التي تكتب على لسان منظمات دولية ترتب المغرب في سلاليمها و يكون كاتبها نكرة في المغرب ينتقم لنفسه من المغرب.
ولد بروكسي أصبح خبيرا في علم الإستخبار و قال له صاحبه أن يقول أن فلان بن فلان أصبح معروفا و عليه أن يقدم استقالته، ولد بروكسي الذي لم يسمع صوت مُسْتَهْدَفِهْ ذاكرته قصيرة و انتماؤه لزمن ماما فرنسا لم تسعفه كي يتذكر أن ضيوف القنوات الفرنسية برمتها أيام غزوة كوليبالي و صحبه من آل كواشي كانوا بدون استثناء مسؤولون حاليون أو سابقون للمخابرات الداخلية و الخارجية في فرنسا لأن السرية لا تشمل وجه أو إسم الذي يسير جهازًا لأن التسمية كانت موضوع تغطية رسمية في وسائل الإعلام، أما ما تشمله السرية فهو طرق الإشتغال و مواضيع الإشتغال، التي حاول ولد بروكسي معرفتها في الزمن الماضي و يعرف قبل غيره ضحاياه الذين سحقهم ليكتب مقالات كلها أخطاء منذ زمن تكليفه الأول لكي يدخل القبيلة التي بايع كبيرها و الذي لا يأتمر اليوم إلا بأمره.
لقد تغير المغرب لكن أصحاب ريع الزمن الذي ولى لم يجدوا غير طريق بن عرفة و الباشا البغدادي لكي يحتلوا الواجهة، فلو دامت لأصحاب الريع لدامت لزريعة بونيفاس و صحافة ماس، أما مغرب الرجال فلا يخدمه إلا الرجال و لا مكان لعمر لوبوتي في زمن الدواعش و زعيمهم الذي يقال عنه الخليفة البغدادي.