بالأرقام: الحصيلة السنوية للمديرية العامة للأمن الوطني برسم سنة 2024
لا زالت ساكنة مدينة سلا، بانتظار الإفراج عن "مشروع مستشفى" يصلح للاستخدام الآدمي، سلا التي تشهد نموا ديمغرافيا يزداد مع ارتفاع عدد المهاجرين من مختلف قرى ومدن المملكة، إضافة إلى عدد من الأفارقة المقيمين في المغرب سواء بطريقة شرعية أو غير شرعية، لم تعد ساكنتها تحتمل ولوج مستشفى بملامح الأطلال، مما يدفعها إلى الهجرة "مضطرة" خارج المدينة نحو المستشفى الجامعي ابن سينا بالعاصمة الرباط.
الباب الرئيسي يزيد المريض علّة
أول مشهد من مشاهد التذمر، يوثقها الباب الرئيسي للمستشفى الذي يدمر نفسية المريض أكثر مما يمنحه أملا في الاستشفاء، أما سيارة الإسعاف فعليها البحث عن مخرج يقودها نحو بوابة المستشفى، بسبب اصطفاف سيارات الخواص بجنبات الطريق.
كما أن من سبق له زيارة المستشفى قبل فترة، سيلاحظ أن الساحة الوسطية لم تتغير حيث ظلت على حالها لسنوات طوال، بل إن الأقسام التي أحدثت بالمدخل الرئيسي لا تليق بجودة الخدمات الطبية التي يتطلع إليها المواطن.
قسم المستعجلات الذي لا يعجّل بعلاج المريض
ما يلفت الانتباه بهذا القسم هو مشهد الاكتظاظ والازدحام داخل قاعة المستعجلات، ويضيف المرضى هناك، أن تصرفات رجال الحراسة الخاصة مشينة، لا ترقى إلى مستوى معاملة إنسانية، كما لا تناسب توصيات وزارة الصحة التي تطالب بحسن استقبال المرضى خاصة في وضعية خاصة كالعجزة والحالات الخطيرة المستعجلة.
قسم المستعجلات، يفتقر إلى قسم الإنعاش وإلى المعدات الاستعجالية الأساسية التي يحتاجها المريض، كما أن هذا النقص، يؤثر أوتوماتيكيا على مردودية الأطر الطبية التي تعمل في حدود الإمكانيات لتقديم الخدمات الطبية لعدد كبير من مرضى المستعجلات.
قسم الفحص بالأجهزة تحت رحمة الأعطاب:
حسب روايات العديد من المواطنين فإن هذا القسم دائما في حالة عطب وازدحام يومي، كما أن هذا العطل في الجهاز يدفع بالعديد من المرضى التوجه نحو المستشفى الجامعي ابن سينا بالرباط.
جناح الولادة بدون قسم للانعاش:
هذا القسم لا يتوفر على قسم للإنعاش، إضافة إلى نقص في المعدات الخاصة بالولادة، أما الطاقم الطبي فهو غير كاف لمدينة تعرف نموا ديموغرافيا كبيرا وتصنف كثاني مدينة بعد الدار البيضاء من حيث الكثافة السكانية.
في هذا القسم أيضا، يعاني المواطنين من استفحال ظاهرة الرشوة، حيث أن العديد من النسوة تعانين من هذا الابتزاز الذي لا يخدم توجهات الوزارة الوصية التي فرضت عقوبات في مثل هذه الحالات، وأكدت استعدادها معاقبة الفاعلين في حال ثبوت الفعل وتبليغ ذلك من قبل المواطنين.
فوضى المواطنين بجناح الجراحة:
يتوفر هذا القسم على 3 غرف للعمليات، إلا أنه وما يسجل على أداء هذا القسم، هو عدم تعاون المواطنين والحراس الخاصين مع الأطر الطبية التي تبذل مجهودات كبيرة للقيام بدورها، فنظرا لعدد المواطنين الكبير فهم يتعاملون داخل هذا القسم بكثير من الفوضى، إضافة إلى تأكيد البعض على أن المحسوبية والزبونية والرشوة "دايرين بزاف."
مصلحة العظام والمفاصل تحت رحمة الرشوة:
تتوفر هذه المصلحة على غرفة واحدة، وكبقية الأقسام، تشهد يوميا ازدحاما للمرضى، ونظرا لقلة الإمكانيات فالجناح يعرف انعدام الأمن، التسيب، الرشوة، المحسوبية.
مستودع آيل للسقوط:
المستودع وبقليل من الملاحظة يمكن اكتشاف أنه مهدد بالانهيار وآيل للسقوط في أي لحظة، الملاحظ أيضا أن المستشفى بجميع أقسامه وغرفه وباستثناء الإدارة وقسم الولادة، هو بناية فوق المستودع.
المطبخ حيث تتعايش الجردان والصراصير:
المطبخ وقاعة الأكل بدورهما آيلان للسقوط، حيث يوجدان في مكان لا يناسب مهمة الطبخ، كما تنتشر الجردان، الصراصير، القطط، الحشرات، إضافة إلى غياب النظافة، في حين أن الشركة الخاصة بالتأمين توجد خارج التغطية، كما صرح أحد المرضى.
الأدوية مهددة بالإتلاف:
الدواء بهذا المستشفى مهدد بالإتلاف أو فقدان جودته، خاصة وأن المخزن الذي يوجد به هذا الدواء بارد وشديد الرطوبة.
المراحيض:
إن أراد المريض قضاء حاجته بمراحيض المستشفى الإقليمي لسلا، فقد يفضل وضع حفاظات خاصة بالأطفال إلى حين عودته بيته، فالمراحيض قد تصيب المريض بالاختناق بسبب رائحتها الكريهة وغياب النظافة: هناك صنبور واحد، البالوعات مختنقة، الإنارة منعدمة، والخلاصة أن المريض قد يأتي للعلاج ثم يصاب بمرض آخر نتيجة انتشار الجراثيم.
ساكنة سلا تطالب بمستشفى يحفظ كرامتها
تتلخص مطالب الساكنة في حقهم في العلاج وسط ظروف تحفظ لهم كرامتهم، مطلبهم هو مستشفى جامعي يستجيب لتطلعات المواطن المغربي، الوزارة الوصية مطالبة إذن بإيجاد سبل لحل هذه المعضلة في جو تصان فيه كرامة الطبيب، والممرض، وموظفي الإدارة، ورجال الوقاية المدنية.