قد يراه كثيرون فنانا محظوظا، بعد أن وصل بسرعة "بولت" إلى مسرح الأولمبيا بباريس، فوقف حيث وقفت "فيروز"، و"ماجدة الرومي" و"كاظم الساهر" وآخرون، ولم ير في الأمر، "سوى حلم تحقق لكن "الآتي أفضل"، ابن العراق وكل عراقي طريقه تحدي، الفنان "همام" الذي يحمل بلد الحضارة همّا بداخله ورسالة إلى كل العالم، حلّ ضيفا على "أكورا"، في حوار الــ 10 أسئلة، أجاب عبرها عن بداياته وطموحه، وختمها بتحية خاصة إلى المغرب ملكا وشعبا.
1 – عُرفت في لبنان وتونس ما الذي حال دون تواصلك مع الجمهور المغربي؟
أقمت في بلدي الثاني المغرب لأزيد من سنة تقريبا، والواقع أني أحببت شعبه وأقمت عدة حفلات في فندق غولف بالاس، صحيح لم يكتب لي الشماركة في أكبر مهرجاناته ولكن حتما ستكون لي حفلات هناك لأعانق الجمهور المغربي عبر فني في المستقبل القريب بإذن الله.
2 – طيب إن أردنا تقريب المسافات بينك وبين الجمهور المغربي من هو همام؟
همام شاب عراقي تحصيله العلمي: دبلوم موسيقى وبكالوريوس إدارة أعمال، من مواليد 1981.
3 – لحد الآن لم تبلغ شهرة واسعة في كل الدول العربية ولم تشارك في عديد مهرجاناتها لكنك قفزت سريعا نحو العالمية من بوابة مسرح الأولمبيا في باريس، كيف تحقق ذلك؟
أتمنى أن توجهي هذا السؤال للقائمين على المهرجانات العربية، ولكن سيكون لي حضور في المهرجانات المقبلة بإذن الله، أما عن مشاركتي في مسرح الاولمبيا العالمي فأقول: "لكل مجتهد نصيب"، وبفضل الله وثقة القائمين على هذا الحفل الكبير توجت مسيرتي الفنية بهذا الحلم لكن، وبإذن الله الآتي أفضل.
4 – هلا وصفت لنا شعورك لحظتها والفرق بين مواجهة جمهور بمسرح عادي وجمهور مسرح الأولمبيا؟
الواقع أن الوقوف أمام الجمهور بمختلف المسارح مسؤولية كبيرة، فكيف إذا كان بحجم مسرح باريس حيث حضر أكثر من ألفيْ متفرج، لا أخفيك سرّا، كان الخوف بداخلي ولكن بتوفيق من الله كانت حفلة من ألف ليلة وليلة، وليلة لن تنسى.
5 – مع انتشار الفن العراقي وبالعودة إلى مرحلة ما بعد الاحتلال الأمريكي للعراق، أصبحت الساحة الغنائية تعج بالعديد من الأصوات التي تتشابه في حمل نفس الهمّ، إلى أي حد هذا الهم أثر في مسيرة همام الفنية؟
العراق بدمي وبكل نبض بداخلي وهموم بلدي وشعبي بأعماق كل العراقيين، ولا يقتصر الموضوع على الفنانين فحسب، على المستوى الشخصي قدمت أكثر من عمل للعراق، لأني وببساطة أحمل رسالة من دجلة والفرات لكل العالم.
6 – الملاحظ في بعض أغانيك العراقية أنها تحمل لمسة لبنانية، ألا ترى أن اللون العراقي الخالص لحنا وتوزيعا الأنسب لصوتك والأقرب لعملية انتشارك بعد أن استهلك اللون اللبناني ومعه المصري؟
لكل عمل طابع وفكرة، فأغنية "خليني بقلبك" مثلا، هي خليط من كلمات عراقية، ونمط لحن بلاد الشام كفكرة جديدة ارتأينا طرحها بهذا الشكل، وأؤكد كلامك اللون العراقي الخالص هو لوني ومكاني بكل المعايير.
7 – ميزة الأغنية العراقية إتقان جوانب الحب في شقه الحزين: الخيانة، الفراق بنظرك ما سبب هذا الشجن وهل للأمر ارتباط بالوضع السياسي الذي يعيشه العراق منذ فترة طويلة؟
العراق بلد مليء بالمشاعر والحب بمختلف حالاته وأحواله، والشعب العراقي شعب مر ّعلى مدى التاريخ بمحن، كما مرّ بأمجاد في مجالات العلم والأدب والفن، لأنه بلد حضارة باختصار، فمن الطبيعي أن ينعكس هذا المزيج على نوعية غنائنا.
8 – على ذكر الوضع السياسي، بعد الحراك الذي شهده الوطن العربي منذ 2011، برزت للعديد من الفنانين مواقف سياسية منهم من أيّد ومنهم من عارض ومنهم من اختار "كرسي" الحياد والفرجة، بنظرك هل تعبير الفنان عن مواقفه السياسية يجعل منه أداة لخدمة أجندة معينة بعيدا عن رسالته الفنية؟
رأيي باختصار شديد هو أن نترك الفن لأهل الفن والسياسة لأهل السياسة، الفن كما أراه، هو رسالة سامية واجتماعية بعيدا عن التحزب والتسييس.
9 – بالعودة إلى المغرب، ما هي الأصوات المغربية التي تُمتع همام، وما هي التي تجذبه لفكرة ديو مغربي /عراقي؟
أعشق الفن المغربي لحمله خصوصية رائعة، ومن الأصوات التي أعشقها صوت "أسماء المنور."
10 – في تصريح سابق لك، ذكرت أن كاظم هو معلمك، وكاظم اختار الاستقرار بالمغرب، فهل يعود همام للاستقرار مرة أخرى بالمغرب؟
تحية كبيرة للأستاذ "كاظم الساهر"، بالنسبة لي لدي وثائق الإقامة بالمغرب، كما سبق وأشرت، فقد أقمت بالمملكة لأكثر من سنة، وعند تواجدي هناك، أحس أني بين أهلي وناسي، وهذا ما يدفعني إلى زيارة المغرب أكثر من 5 مرات سنويا، وشيء طبيعي أن أطمح لمعانقة جمهور المغرب عبر مختلف مهرجاناته، فتحية لشعب المغرب الحبيب وعلى رأسهم جلالة الملك محمد السادس حفظه الله ورعاه.