أعرب صالح المخزوم رئيس وفد المؤتمر الوطني العام الذي يطلق عليه "برلمان طرابلس"، مساء اليوم بالصخيرات، عن ثقته في أن يتوصل الفرقاء الليبيون في الجولة السادسة من المحادثات السياسية الليبية، إلى توافق وأرضية مشتركة بشأن مسودة الاتفاق النهائي الذي تقدمت به بعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا.
وقال المخزوم، خلال لقاء صحافي، عقده عقب لقاء تمهيدي مع الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة بليبيا بيرناردينو ليون، إن المؤتمر الوطني العام "يدرك المسؤولية الملقاة على عاتقه وصوت بشكل سريع على الملاحظات المقدمة على مسودة الاتفاق النهائي من أجل التباحث مع إخوتنا في الطرف الآخر من أجل الوصول الى أرضية مشتركة يتحقق فيها ما يصبو إليه الجميع من أمن وأمان واستقرار، وتشكيل حكومة" وحدة وطنية.
وأبرز أن ملاحظات المؤتمر الوطني العام على مسودة الاتفاق النهائي "هي في عمومها ليست كثيرة وانطلقت من نفس المسودة ولم تطرح أي شيء خارجها"، معربا عن أمله في أن تكون ملاحظات "الطرف الآخر" تسير في نفس السياق.
وقال المختوم ان الوفد يطمح الى الجلوس في هذه المحادثات مع الطرف الآخر وجها لوجه من أجل التوصل إلى توافق مباشر بشأن الملاحظات المقدمة على مسودة المشروع، مشيرا إلى أن بعثة الأمم المتحدة بليبيا وعدت بأن تسعى إلي تحقيق ذلك خلال جلسة الغد.
وأشار إلى أن التوصل إلى أرضية مشتركة يتم من خلال التقارب في وجهات النظر بشأن الملاحظات المقدمة من كل طرف، مبرزا أن بعثة الأمم المتحدة تعمل على إحقاق هذا التقارب بما يخدم التوافق على اتفاق نهائي على أن توقيعه يتطلب الرجوع إلى الجهة صاحبة التفويض.
ومن جهة أخرى، جدد رئيس وفد المؤتمر الوطني العام شكره وتقديره للمملكة المغربية ملكا وحكومة وشعبا على كرم الضيافة وحسن الاستقبال، معربا عن أمله في أن تكون الجولة السادسة من المحدثات السياسية بالصخيرات بادرة خير على الشعب الليبي وأن يحقق، عبر التوصل الى اتفاق نهائي، ما يصبو اليه من أمن واستقرار.
كما أعرب عن الأمل في أن يتم توحيد الجهود من أجل الوطن والوصول الى حلول سريعة بشكل توافقي تسهم في توحيد الصف وتنفيذ الاتفاق على أرض الواقع، مشيرا، من جانب آخر، الى أن بعثة الأمم المتحدة بليبيا طالبت بشكل مكتوب من رئيس المؤتمر الوطني العام أن يتم موافاتها بأسماء القادة العسكريين والأمنيين وقادة الثوار الذين سيتم الجلوس معهم في الترتيبات الامنية بحيث يسهل وقف إطلاق النار واتخاذ ترتيبات أمنية أخرى تسند الحوار السياسي.
وبخصوص توجه ممثلي الأطراف الليبية إلى برلين لحضور اجتماع مع وزراء خارجية البلدان دائمة العضوية بمجلس الأمن، أبرز المختوم أن الجديد في برلين تمثل في تأكيد إجماع المجتمع الدولي على القضية الليبية وعلى الحل السلمي عبر التوافق والحوار الذي تجريه بعثة الامم المتحدة إلى ليبيا، مضيفا أن هذا التوافق والاجماع من قبل المجتمع الدولي شكل "حلقة وصل قوية في هذه المرحلة بيننا وبين الطرف الاخر".
ومن جهته، أكد توفيق الشهيبي، عضو المؤتمر الوطني سابقا، وعضو لجنة الحوار الليبي (من المستقلين)، في تصريح للصحافة، أن مسودة الاتفاق السياسي "لن تكون مرضية لجميع الأطراف مائة بالمائة، وكل طرف له ملاحظات عليها، لكن نتمنى في النهاية أن نخرج بمسودة متوازنة يوافق عليها الجميع".
وأوضح أن أكثر من 80 في المائة من المسودة تحظى باتفاق من قبل جميع الاطراف غير أن هناك جزئيات فيها "غموض" و"لبس" يتوجب توضحيه، مشددا على أنه يتعين على الجميع أن يدرك ان التنازل يكون للوطن وليس لمصلحة طرف على الآخر.
وأعرب عن أمله في أن يكون اجتماع الغد هو الأخير "لأنه حقيقة لن نستطيع أن نقدم أكثر مما قدمناه لمدة ستة أشهر تقريبا من الحوار"، مضيفا "نتمنى أن يكون الاجتماع الاخير لنعود بعد ذلك للتوقيع على الاتفاق ولكن توقيع الاتفاق لا يعني نجاحه لأنه يتضمن ملاحق وتكميلات وضروري ان نستمر حتى ينجح هذا الاتفاق بكامله".
وكان المبعوث الأممي إلى ليبيا برناردينو ليون قدم إلى الطرفين الرئيسيين في الحوار السياسي (مجلس النواب المنتخب والمؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته) مسودة حل للأزمة تتمحور حول تشكيل حكومة وفاق وطني ومجلس أعلى للدولة وتدابير بناء الثقة.
وتمت مناقشة هذه المسودة من قبل الوفدين الممثلين لمجلس النواب والمؤتمر الوطني العام في جولة الحوار الأخيرة التي احتضنتها مدينة الصخيرات بضواحي العاصمة الرباط.
وتراهن بعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا خلال هذه الجولة الجديدة من المحادثات السياسية بالصخيرات على أن تتجاوز أطراف الأزمة الليبية خلافاتها بشأن النقاط العالقة في مسودة مشروع الاتفاق النهائي والتوافق على نص نهائي يفضي إلى تحقيق تسوية شاملة للأزمة الليبية.