سنة 2024: التزام قوي ودور فاعل للمغرب داخل مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي
عن: العرب الدولية
كشفت أحدث الدراسات، والتي تعد الأولى من نوعها، أن للحشيش فوائد صحية وجمالية كبيرة، مؤكدة أنه يعمل على وقف نمو الخلايا السرطانية وتدميرها بشكل كامل، إلى جانب أنه يقوم بعلاج ارتجاج المخ وحالة نقص الأكسجين، إلا أن خبيرا كيميائيا مصريا لا يعتبر فوائد الحشيش في معالجة الكثير من الأمراض المزمنة مبرّرا لتعاطيه كمخدر، موضحا أن الحشيش الذي ينتشر بين المتعاطين يختلف تماما عن أصل المادة المخدرة الطبيعية والتي تستخدم في الكثير من الأغراض الطبية.
أثبتت دراسات وأبحاث طبية أن للحشيش فوائد كثيرة في علاج مرض الزهايمر والسرطان وغيرهما من الأمراض المزمنة. ومن المتعارف عليه أن تدخين الحشيش غالبا ما تنتج عنه أضرار صحية تصل إلى حد الإدمان وتدمير خلايا المخ، إلا أن دراسة حديثة أظهرت أنه ينطوي كذلك على العديد من المنافع.
وكشفت دراسة أجريت بمعهد سولك للدراسات البيولوجية بولاية كاليفورنيا، أن الباحثين توصلوا إلى نتيجة مفادها أن الحشيش يساعد في علاج مرض الزهايمر. وأوضح الباحثون الأميركيون أن مادة تتراهيدروكانابينول “تي إتش سي”، العنصر المسبب للهلوسة الموجود في الحشيش، تعمل على إزالة البروتين السام الذي يعتبر المكون الرئيسي للويْحات “أميلويد بيتا” في الدماغ الذي يلعب دورا رئيسيا في الإصابة بالخرف والزهايمر.
وبحسب الباحثين، فإن لويحات أميلويد بيتا تعتبر مكونا رئيسيا لعدة ترسبات في المخ والتي تعتبر السمة المميزة لمرض الزهايمر.
ويقول البروفيسور ديفيد شوبرت، المشرف على الدراسة، إن هذه الدراسة تعتبر الأولى من نوعها التي أظهرت فاعلية الحشيش في تقليل كل من الالتهاب وتراكم أميلويد بيتا في خلايا الأعصاب بالمخ، باعتبارهما المسببين الرئيسيين لمرض الزهايمر. وأشار شوبرت إلى أن مرض الزهايمر يعتبر الشكل الأكثر انتشارا من الخرف، وهو عبارة عن اضطراب تدريجي يؤدي إلى فقدان الذاكرة، مؤكدا أن هذا الاضطراب يمكن أن تكون له نتائج خطيرة على المريض.
ولفت شوبرت إلى أن هناك 850 ألف شخص في بريطانيا يعيشون مع هذا الاضطراب، ولكن بحلول العام 2025 من المتوقع أن يصل المعدل إلى مليون، ويرتفع إلى مليوني نسمة بحلول العام 2050.
ومن ناحية أخرى، أكد “المعهد الوطني للسرطان” التابع لوزارة الصحة الأميركية، أن المواد المخدرة لها فائدة كبيرة في علاج الآثار الجانبية للسرطان، مشيرا إلى أنه يمكن تناول الحشيش مع المخبوزات أو الشاي بالأعشاب أو وضعه تحت اللسان مباشرة. فنبات القنب مثلا يستخرج من رحم القنب الهندي، وهو يعتبر نباتا عشبيا تصنع من أليافه الحبال الصلبة أما أوراقه فتستخدم في التعاطي وتسبب المتعة والنشوة، حيث تستخرج منه مادة تعرف باسم راتنجية وهي المسؤولة عن الشعور بالنشوة، كما أنه يستخدم كمضاد للالتهاب. ومع نمو خلايا السرطان والأوعية الدموية التي تغذي الأورام ومكافحة الفيروسات وتخفيف تشنجات العضلات الناجمة عن مرض التصلب المتعدد، يساعد هذا النبات على زيادة الشهية ومعالجة فقدان الوزن لدى المصابين بهذا المرض.
وأشار المعهد في تقريره إلى أن الحشيش يؤثر بشكل فعال على الجهاز العصبي للجسم، حيث أنه يجعل متعاطيه يضحك لأتفه الأسباب، فيعمل على تخدير المراكز الدنيا في المخ، ويعالج العديد من الأزمات وخاصة المادية منها والعاطفية، كما أنه يزيد من شعور الفرد بالنشاط والحيوية ويكسبه طاقة إيجابية تجعله أكثر تفاؤلا.
ويستخدم الحشيش كذلك في التقليل من حالة التهاب المفاصل، حيث كشفت دراسة أميركية أنه يحتوي على مادة تعمل على تخفيض الالتهابات التي يعاني منها أغلب المصابين بهذا المرض، ومن فوائده أيضا أنه يعالج الإصابة بمرض الرأس وحالات ارتجاج المخ، إضافة إلى أنه يعتبر مفيدا لمشكلة النقص في الأكسجين.
وللحشيش دور مؤثر في توسيع القصبة الهوائية بالجسم، التي تساعد من يعانون من ضيق في التنفس، كما أنه يستخدم في علاج تشنجات العضلات، فهو يعد أفضل علاج من الأدوية المتوفرة حاليا والتي لها الكثير من الآثار الجانبية الضارة على الجسم أو تكون صعبة في تناولها، لكن العلاج الذي يتم استخراجه من الحشيش يتصدى للأرق ويساعد على النوم بشكل طبيعي، ومن أهم فوائده أنه يعمل على وقف نمو الخلايا السرطانية وتدميرها بشكل كامل، ويستخدم خاصة في علاج سرطان المخ وأورام الرأس، فضلا عن دوره في علاج الأطفال المصابين بالصرع، حيث أنه يمكنه التصدي بدرجة كبيرة وإيجابية للصرع.
وأكد التقرير الأميركي أن للحشيش دورا كبيرا في علاج المياه الزرقاء وداء كروان، والالتهابات، ومتلازمة توريت والربو، كما أنه يعد علاجا جيدا للغثيان والقيء خاصة لدى المرضى الذين يتناولون الأدوية الكيمائية المضادة للسرطان والتي تسبب القيء.
وأفاد التقرير بأن فوائد الحشيش لم تتوقف على الصحة فقط بل وصلت إلى الجمال، فهو يعد علاجا قويا لتساقط الشعر، وذلك من خلال تجارب الكثير من العلماء الذين أثبتوا أن له قدرة على معالجة تساقط الشعر والقشرة والصلع، كما أنه يزيل الطبقة الدهنية من الشعر، ويكفي استخدامه من ثلاثة إلى أربعة أشهر للحصول على تأثيره الإيجابي في منع تساقط الشعر وزيادة كثافته. وتعليقا على ذلك، يقول عماد حمدي، الخبير الكيميائي المصري “إن نتائج تلك الدراسة تعد صادمة، لأنه إذا كانت هناك فوائد للحشيش في معالجة الكثير من الأمراض المزمنة، فهذا لا يعتبر مبررا لتعاطيه كمخدر، كما أن الحشيش الذي ينتشر بين المتعاطين يختلف تماما عن أصل المادة المخدرة الطبيعية والتي تستخدم في الكثير من الأغراض الطبية، لأن الكثير من تجار الحشيش يقومون بخلطه بمواد أخرى كيميائية تكون لها خطورة بالغة على صحة الإنسان بهدف الربح وتحقيق عائد مادي كبير”.
ولفت الدكتور حمدي إلى أنه من غير الطبيعي التحدث عن فوائد صحية لمخدر الهيروين رغم أنه يستخدم في أغراض طبية، كون هذا سيكون له تأثير على المدمن وسيتخذه حجة للتمادي في إدمانه، معتبرا أن الحشيش يتسبب في الكثير من الأضرار، فهو يؤدي إلى اضطرابات في الجهاز الهضمي، وسوء الهضم وفقدان الشهية والإسهال أو الإمساك، فضلا عن ضعف وتقلص المعدة وانقباضها.