فيديو: المفوض الأممي لحقوق الإنسان: المغرب نموذج يحتدى به في مكافحة التطرف
أكد مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية ،عبد الحق الخيام، أن المغرب ظل عصيا على كل المخططات الإرهابية، وأن يقظة الأجهزة الأمنية المغربية أجهضت كل العمليات الإرهابية التي استهدفت المملكة.
وقال الخيام ، في حديث صحفي خص به جريدة (الوطن) المصرية ، ونشرته في عددها الصادر اليوم الأربعاء،إن “قوة المغرب في محاربة الإرهاب تكمن في إجهاض جميع المحاولات التي تستهدف المساس بأمن المملكة”.
وأضاف أن المغرب ينتهج في هذا المجال استراتيجية استباقية وضعت لها قوانين حتى تشتغل السلطات الأمنية تحت مظلتها ،وحتى تتم ،بالقانون أيضا ، مواجهة الشباب الذي يلتحق بالتنظيمات الإرهابية من أجل تلقي تدريبات أوتعليمات.
وذكر بأن إنشاء المكتب المركزي للأبحاث القضائية جاء ضمن مخطط تطوير الجهاز الأمني في المغرب بعد العمليات الإرهابية التي شهدتها المملكة المغربية في السنوات الأخيرة، ومن أجل مواجهة الخطر الإرهابي الذي يحدق بجميع دول المنطقة اليوم ، وعلى رأسها المغرب بحكم موقعه الجغرافي.
وأكد من جهة أخرى، أن تنامي الظاهرة الإرهابية يجب وضعه في الإطار العام الذي يعيشه العالم العربي والعالم بصفة عامة منذ ظهور تنظيم (القاعدة) في أفغانستان، والتحاق مقاتلين بها في إطار ما يسمى “الجهاد” ،واستهداف الولايات المتحدة في هجمات 11 شتنبر وما تلاه من أحداث، ثم عودة خلايا المقاتلين إلى بلدانها الأصلية حيث بدأت تشكل خطرا عليها.
وقال عبد الحق الخيام بخصوص ما يقال من أن الشباب المغربي هو الأكثر التحاقا بصفوف التنظيمات الإرهابية، إن ذلك يعود إلى كون السلطات المغربية “لم تلتزم أبدا الصمت أو السرية في إعطاء الأرقام الصحيحة بخصوص هذه الأعداد”، مشيرا إلى أن “الموقف المغربي كان دائما واضحا ويعلن عن الأرقام الحقيقية دون تحفظ”.
وأوضح أن عدد الملتحقين المغاربة بمختلف التنظيمات هو 1609 شخصا ، مشيرا إلى أن الكثير من الدول تتحفظ على ذكر الأرقام الخاصة بها ، مما يظهر معه أن عدد الملتحقين المغاربة أكبر.
وقال في هذا الصدد ، إنه “إذا أعلنت باقي الدول حقيقة الأرقام لديها فسوف يتبين أن نسبة المغاربة قليلة بالمقارنة (مع هذه الدول)”.
وأشار مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية ، فضلا عن السياسات الاستباقية التي ينهجها المغرب في هذا المجال ،والتشريعات القانونية التي أصدرها ، إلى الجهد الكبير الذي تم في مجال إصلاح الحقل الديني من أجل نشر تعاليم الإسلام الوسطية الحقة وتصحيح الأفكار المغلوطة عن تعاليم الدين الإسلامي ، ومواجهة أفكار الكراهية والقتل التي يتبناها معتنقوا فكر “داعش” وباقي المنظمات الإرهابية التي لا تميز بين الجهاد في سبيل الله والإديولوجيات التي تتبعها هذه الجماعات.
كما تحدث عن الدور الذي تلعبه مؤسسة إمارة المؤمنين بالمغرب ونظام البيعة الذي وحد جميع المغاربة، وأيضا حالة التعايش السلمي الذي يعيشه المغاربة.
وعلى صعيد، آخر أبرز السيد عبد الحق الخيام دور المغرب في محارب الإرهاب على الصعيد الدولي والدور المهم الذي كان له في إجهاض العديد من العمليات الإرهابية في العديد من الدول الأوربية ،من بينها بلجيكا وفرنسا والدنمارك وإيطاليا وهولندا وغيرها ، مؤكدا أن المغرب كان دائما سباقا في إعطاء المعلومة في وقتها.
كما تحدث عن التعاون بين دول شمال إفريقيا والساحل وجنوب الصحراء في مواجهة الإرهاب، وأشار إلى تعاون المغرب في هذا المجال باعتبار أنه بلد إسلامي عربي إفريقي بالدرجة الأولى ، وهو بوابة لأوربا ، وأكد أن هناك أيضا تعاونا مع الولايات المتحدة ومع بلدان إفريقيا بحكم أن المغرب له سياسة ترمي إلى الدفاع عن الوحدة الإفريقية، ومع العديد من الدول العربية ومنها مصر التي تعد أجهزتها الأمنية من الأجهزة القوية والمتطورة في مجال الاستخبارات والتي تجمعها بالمغرب اتفاقيات قضائية بين البلدين
وخلص إلى القول إن المغرب الذي التزم بالتنسيق على المستوى الدولي في مكافحة الإرهاب، أدى مقابل هذا الالتزام فاتورة غالية حين اصطف إلى جانب حلفائه بعد أحداث 11 شتنبر في الولايات المتحدة ، وقال ” إن المملكة كانت من الدول الأولى التي التزمت بمحاربة الإرهاب إلى جانب جميع حلفائها ، ونتيجة هذا الالتزام تم استهداف المغرب في سنة 2003 في أحداث الدار البيضاء وأصبح أيضا هدفا لدى الجماعات الإرهابية”.
وأشار إلى أن تفكيك 150 خلية إرهابية منذ 2002 يعتبر تحديا بالنسبة للجماعات الإرهابية التى لم تنجح في اختراق المغرب بفضل يقظة الأجهزة الأمنية المغربية، التي كانت سباقة لإفشال كل المخططات الإرهابية ،مما دفع هذه التنظيمات إلى تغيير استراتيجيتها، باستغلال الخلايا النائمة داخل المملكة ، والتفكير في إرسال أجانب إلى المغرب، مؤكدا أن كل هذه المحاولة باءت أيضا بالفشل.