بلاغ للديوان الملكي حول ترؤس الملك محمد السادس لجلسة عمل خُصصت لموضوع مُراجعة مدونة الأسرة
متابعة
وأدان المكتب في البيان ذاته بشدة المضامين، معتبرا إياها بالمسيئة لمادة الفلسفة والعلوم الإنسانية والعلوم الحقّة والطبيعية لما تضمنته من مس وتشويه وتحريف للمقاصد النبيلة للفلسفة والعلوم، واصفا تلك الكتب ب”المتزمتة” لأنها تدعو للتعصب والجمود والتطرف ولا تمت بصلة إلى التقاليد المغربية الراسخة في الثقافة الفلسفية، والتي تشكل مكونا من المكونات الأساسية لهوية الأمة المغربية، معتبرا أن هذا الخيار تراجعا عن المكاسب الديمقراطية والحقوقية والحداثية التي ناضل من أجلها المغاربة ولا يزالون.
وحذّر المكتب ذاته من الدفع بالبلاد والتعليم بسبب التوجهات الرسمية للدولة ووزارة التربية الوطنية والتكوين المهني، إلى الفتنة والتطرف من خلال التأشير على “كتب مدرسية ترهن فكر ومستقبل الأجيال الحاضرة والقادمة في شرنقة التطرف، وتهيؤها على طبق من ذهب لتكون لقمة سائغة للإرهابيين، وما سيترتب عن تداول هذه الكتب من تنمية للفكر الظلامي المتطرف في الأوساط المدرسية والجامعية والمجتمعية” يقول البيان.
ودعا المكتب ذاته الدولة المغربية ووزارة التربية الوطنية إلى التراجع الفوري عن هذه الكتب المدرسية، وسحبها من التداول المدرسي درءً للفتنة والتطرف وحفاظا على سلامة الجو التربوي بالمؤسسات التعليمية، مشددا على مراجعة برنامج مادة التربية الإسلامية وذلك بحذف مجزوءتي الإيمان والعلم والإيمان والفلسفة وخاصة تلك الواردة في الكتب المدرسية (منار التربية الإسلامية للجدع المشترك والسنة الأولى بكالوريا ).
وأهاب المكتب الوطني للجمعية المغربية بمدرسي الفلسفة ومدرسات الفلسفة بمختلف المؤسسات التعليمية، إلى تنفيذ وقفات احتجاجية في فترات الاستراحة الصباحية والمسائية مرفوقة بشرح دواعيها للإدارة التربوية وللتلاميذ والتلميذات والآباء وأولياء الأمور، وذلك يوم الأربعاء 21 دجنبر 2016 مع حمل الشارات الحمراء داخل الأقسام وفي فضاءات المؤسسات التربوية لمدة ثلاثة أيام ابتداء من يوم الأربعاء، مع فتح نقاشات موسعة مع المدرسين والمدرسات والهيئات السياسية والنقابية والمدنية والجمعيات المهنية والمثقفين والمفكرين لشرح مضامين هذه البرامج وتداعياتها الخطيرة على مستقبل المدرسة المغربية، وتقديم مذكرات احتجاجية للمديريات الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني.
ودعا البيان ذاته جميع الفعاليات المدنية والجمعيات المهنية والأحزاب السياسية والنقابات وجمعيات المجتمع المدني والإعلام الوطني وجمعيات الآباء وأولياء الأمور، إلى الوقوف صفا متراصا في وجه الغزو الوهابي التكفيري للبلاد، وتحمّل المسؤولية الكاملة في الدفاع عن المكاسب الديمقراطية والحقوقية والحداثية، موضحا أن المعركة ليست ضد مادة التربية الإسلامية منوّها بدورها التربوي والتخليقي في المنظومة التربوية.
ودعا البيان ذاته جميع المفكرين والمثقفين المغاربة إلى المساهمة في اليوم الدراسي الذي تعتزم الجمعية تنظيمه بالرباط لتدارس هذه الوضعية والخروج بتوصيات ” إعلان الرباط من أجل الفلسفة “، تُرفع للجهات المسؤولة والمهتمة بالشأن الفلسفي وطنيا ودوليا، وكذا توقيع عريضة احتجاجية وطنية شاملة للمطالبة بسحب هذه الكتب المدرسية.