ذكرى المسيرة الخضراء: ملحمة خالدة في مسار تحقيق الوحدة الترابية
… “وتسيطر أعمال السحر والشعوذة على اللقاء لا سيما أن السحر وتسخير الجان أشهر ما يميز دولة المغرب…”، هذا جزء مما كتبته “إحداهن” على موقع اليوم السابع المصري الشهير، هكذا تكتب المسماة “ظلما صحفية” تمثل نفسها، عن مباراة يفترض أن تسود فيها الروح الرياضية بين بلدين تجمعهما اللغة والدين، وأن أقل ما يمكن أن تنتهي به مباراة بلدها مصر أمام المغرب، هو عناق بين اللاعبين وأن يقال للفائز مبروك، وللمنهزم “هارد لاك”، لكن، ارتأت أن تثير فتنة بين بلدين تحت عنوان السحر، وأن تتهم بلدا بأكمله بل، أشارت إلى أن كل بيوت المغرب تعتمد على السحر والدجل، ومن “غبائها” لم تبحث في تاريخ الألقاب المحصل عليها من طرف المغرب قاريا، فهو لقب يتيم، كان بإمكان السحر أن يحوله إلى 10 بل ولما لا تحقيق كأس العالم، إذا كان الأمر كما يصوره عقلها العاجز عن كتابة خبر رياضي “سليم.”
استحضار مثل هذه الجمل الداعية إلى الفتنة يعود بنا إلى ذكرى “سيئة” لعام 1996 وتحديدا إقصائيات كأس العالم، حين تعادل المغرب ومصر على ملعب القاهرة وسط هجوم بالحجارة من الجمهور المصري على الأسود وخاصة على الحارس الراحل “عبد القادر البرازي”، قبل أن يحقق المغرب الأهم بالفوز على مصر في مباراة الإياب التي أقيمت بمركب الأمير مولاي عبد الله، بهدف نظيف أفقد المدافع المصري “ابراهيم حسن” أعصابه ليتوجه إلى الجمهور المغربي بحركة غاية في قلة الحياء والأدب والتي توقف على إثرها بقرار من الكاف، حينها كان جزء مهم من الإعلام المصري قد قاد ثورة ضد المغرب، “البلد الأكثر فوزا على الفراعنة بــ 14 انتصارا مقابل فوزين فقط حققهما المنتخب المصري.”
هذه الحرب الإعلامية التي يخرج بها “بعض” من الإعلام المصري، كلما تعلق الأمر بمباراة أمام منتخبات المغرب، تونس أو الجزائر، كانت جميعها تصب في شحن اللاعبين المصريين سلبا، حيث يدخل جميعهم أرضية الملعب على إيقاع التوتر والنرفزة وهو ما حدث في أم درمان أمام الجزائر التي تحولت إلى ساحة حرب، كادت أن تزهق على إثرها العديد من الأرواح بسبب تهور بعض من الأقلام والأبواق، وقبلها مع المغرب على مستوى الأندية والمنتخب، وأيضا مع بعض الأندية التونسية في مواجهتها خاصة لفريق الأهلي المصري.
هجوم الصحفية كما الحملة التي تسبق مباراة ربع نهائي كان الغابون، يقود إلى شحن لاعبي مصر الذين يتابعون مواقع بلادهم باهتمام ويتأثرون بما يروج في الأوساط الإعلامية، وهو الشيء الذي سيساعد “رونار” على نهج طرقه “الماكرة” للحد من فعالية “محمد صلاح” وزملائه، “المشحونون” بضغط رهيب واعتبار المباراة نهاية قبل الأوان، وفرصة لفك عقدة دامت أزيد من 31 سنة، لم يتذوق فيها المنتخب المصري “حلاوة” الفوز على الأسود.
قبل مباراة الغد، يستحضر الجميع هدفا من درجة صاروخ “جو جو”، حين هز “مصطفى حجي” شباك “نادر السيد”، بمقصية تاريخية لن تنس، في إطار نهائيات كأس إفريقيا 98 الذي نظم ببوركينافاسو، حينها كان يقود مصر الراحل “محمود الجوهري” الذي عاد باللقب إلى مصر، بهزيمة وحيدة أمام المغرب، “حجي” مساعد الثعلب اليوم، الذي يأمل اليوم أن يحقق المغرب الأهم بالمرور إلى نصف النهائي مع استمرار العقدة.