مجلس الأمن: بلينكن يشيد بالشراكة مع المغرب في مجال الذكاء الاصطناعي
في سابقة خطيرة قررت وزارة الشؤون الدينية في تونس عزل الامام الخطيب “علي غربال” الذي ندد خلال خطبة يوم عيد الفطر بالشبكات الارهابية لتسفير الشباب التونسي الى بؤر الارهاب، ويأتي قرار العزل بعد ان أرسلت الوزارة مؤخرا استجوابا للإمام اعتبرت فيه ان ما جاء في الخطبة يعدّ تجاوزا لحدود واجبه المطلوب الذي من شأنه أن يعكر السير العادي لعمل الجامع، حسب ما أوردته مواقع تونسية.
وكشف موقع الجمهورية عن تفاصيل ما جاء في الخطبة التي ألقاها الامام علي غربال والتي لم ترق لوزارة الشؤون الدينية فقررت عزله حيث قال:
“العقل يا أحبابنا جوهر لطيف وجوهرة ثمينة حاطها العقلاء بالعناية والرعاية شكرا منهم للمنعم على هذه النعمة العظيمة. لكن للأسف الشديد يوجد في مجتمعنا من داس على هذه الجوهرة، ووضعها تحت قدميه، فخربها وعطلها، وذلك بشرب الخمر وتعاطي المخدرات، فالاعتداء على العقل بتخريبه وإطفاء نوره بتعاطي المخدرات جريمة من أبشع الجرائم».
وأضاف «إنها مصيبة عظمى ورزية كبرى حلت بمجتمعنا ونحن منشغلون عما يراد بنا، والسياسيون في بلادنا منشغلون عن قضاياهم الكبرى، عن قضايا الأمة الخطيرة..
…وإذا كان هؤلاء الشباب قد أوقعهم رفقاء السوء وشياطين الإنس في وحل المخدرات، فإن طائفة أخرى من شباب أمتنا، ومن شباب وطننا العزيز لا تقل مأساتهم عن هؤلاء، نصبت لهم الفخاخ والمصائد، واستدرجهم سماسرة الحروب وسماسرة الدماء، فوجدوا أنفسهم فتيلا في حروب وفي فتن وفي محارق خارج حدود الوطن، لا ناقة لهم فيها ولا جمل، لا يدرون لماذا قامت وبين من ومن قامت، ومن ذلك قتال الفتنة الواقع في بلاد الشام وغيرها من مواطن القتال والفتن.
لقد استغل هؤلاء السماسرة العاطفة الجياشة لدى هؤلاء الفتية، فزجوا بهم في طواحين هذه الفتنة، وفي طواحين هذه الحرب، هذه الفتنة التي لا تبقي ولا تذر، لم يرحموا لين عودهم ولا غضاضة أعمارهم ولا دموع أمهاتهم، كل ذلك باسم الجهاد، حتى إذا وطئت أقدامهم أرض القتال لم يجدوا جهادا، وإنما وجدوا ساحة لتصفية الحسابات بين أمراء الحروب والدماء، وجدوا فتنة عمياء ومذبحة وحشية لها أول ولا يعلم لها آخر، يذبح فيها التونسي التونسي، هذا من داعش وذاك من النصرة وهذا من الجيش الحر والآخر من القاعدة والآخر من أحرار الشام، يكفر بعضهم بعضا ويذبح بعضهم بعضا من الوريد إلى الوريد».
وتابع قائلا: «الأدهى والأمر، أن من أفتى لهم، ومن سهل لهم الخروج، ومن باعهم، ومن مول تسفيرهم، ومن تواطأ بالمساعدة أو بالسكوت، لا يزالون يعيشون بيننا في بلادنا ينعمون بالعيش الهنيء وبالفراش الوفير والزوجة والأهل والأولاد والقصور والسيارات الفاخرة وبالكوكا واللحم المشوي، بعد أن شووا أكباد الآلاف من الأمهات والآباء.
أحد أبرز منظريهم ممن أفتى لهم وقتها بوجوب السفر للجهاد في سوريا، أفتى بذلك صراحة على القنوات التلفزية تحصل بعد ذلك على دكتوراه من جامعة الزيتونة، تحت إشراف وزير سابق في الدولة التونسية، وهو اليوم يدرس في جامعة الزيتونة، ويؤطر الطلبة في جامعة الزيتونة، ويخطب في أحد مساجد العاصمة بقرار من الدولة التونسية، ويدير العديد من الجمعيات والمدارس الخاصة وحتى رياض الأطفال المرخص لها من الدولة التونسية، والدولة مستهينة بهذا الأمر، والدولة مقصرة في هذا الأمر، والدولة ليست لها مقاربة شاملة في مقاومة الإرهاب كما تدعي، للأسف».