العام الثقافي قطر-المغرب 2024: عام استثنائي من التبادل الثقافي والشراكات الاستراتيجية
طبع التنديد بالانتهاكات الجسيمة لحقوق الأطفال في مخيمات تندوف مجريات لقاء نظم في إطار أشغال المنتدى الاجتماعي العالمي 2018 الذي احتضنته مؤخرا مدينة سالفادور دي باهيا البرازيلية.
وخلال هذا اللقاء المنعقد حول موضوع “النساء والأطفال بمناطق النزاع: حالة مخيمات تندوف”، سلطت عائشة الدويهي، رئيسة مرصد الصحراء للسلم والديمقراطية وحقوق الانسان، الذي نظم هذه الفعالية، الضوء على المعاناة التي يتكبدها هؤلاء الأطفال، ضحايا مختلف أشكال الانتهاكات التي تطال حقوقهم، من ضمنها العمل القسري والانتهاكات الجنسية والتجنيد في صفوف الخدمة العسكرية.
وأكدت أنه منذ إحداث مخيمات تندوف على التراب الجزائري سنة 1975، استهدفت البوليساريو الأطفال والشباب، مضيفة أنه فضلا عن القطيعة المتعلقة بالهوية التي يعاني منها أطفال المخيمات، فإنهم ينشأون في ظروف لا توصف تؤثر على نموهم الجسدي والنفسي.
وأوضحت أن المدارس استغلت أيضا من أجل الدعوة إلى الكراهية والعنف وتمجيد الحرب، مشددة على الدروس يتم استخدامها لأهداف غير بيداغوجية.
وأضافت أن هذه الممارسات تنتهك مقتضيات الاتفاقية المتعلقة بحقوق الطفل التي تنص على التربية على المبادئ وقيم الحرية والمساواة والتسامح.
وبخصوص مأساة الأطفال الذين يجري نقلهم إلى كوبا، حيث تتم تعبئتهم ايديولوجيا واستغلالهم في العمل المجاني بحقول قصب السكر، قالت الناشطة الحقوقية إن هذه الفئة ضحية للاستغلال الجنسي وأشكال أخرى من انتهاكات حقوق الانسان معنويا وجسديا.
وبسطت المتحدثة على الحضور حالة فاطمة منصور التي تم نقلها إلى كوبا سنة 1982 حيث أقامت على أراضيها 12 عاما تعرضت خلالها للتحرش الجنسي والتعامل المهين للكرامة إلى جانب أطفال آخرين من مخيمات تندوف.
كما سلطت الضوء على “التبني المقنع” لأطفال مخيمات تندوف، الذين سلموا لأسر منتقاة باسبانيا، في إطار اتفاق ضمني بين قادة البوليساريو ومنظمات تقدم نفسها على أساسا أنها هيئات ذات طابع إنساني فيما تنشط في الواقع في ظاهرة تبني الأطفال.
وأكدت أن سفرا خلال العطل أو العلاج بالمستشفى يتحول أحيانا إلى إقامة دائمة بوساطة من جمعيات اسبانية تزعم أنها تنشط في المجال الانساني، ولكنها في الواقع تعمل في مجال التبني الدولي للأطفال.
وأكدت السيدة الدويهي أن “الولوج غير المنصف” للمساعدات الانسانية الموجهة لمخيمات تندوف وحالات نهبها التي كشف عنها كان لهما تأثير سلبي مباشر على النمو الصحي للأطفال الذي حرموا من العديد من المواد الرئيسية وكذا من الأدوية.
وأفادت رئيسة مرصد الصحراء للسلم والديمقراطية وحقوق الانسان، استنادا إلى منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) التي أكدت أن ثلث أطفال المخيمات لم يستفيدوا من مختلف اللقاحات، بأن الأدوية واللقاحات المستعملة في مكافحة أمراض الأطفال يجرى بيعها.
وتلى هذه الكلمة نقاش غني تساءل في إطاره مختلف المشاركين في اللقاء وكذا الحضور بشأن صمت المجتمع الدولي على الخصوص المفوضية السامية للاجئين والمنظمات الانسانية بخصوص هذا الوضع الخطير لساكنة مخيمات تندوف، لا سيما الأطفال.
وشارك في المنتدى الاجتماعي العالمي، المنعقد تحت شعار “المقاومة ابتكار، المقاومة تغيير”، ما لا يقل عن 60 ألف شخص من 120 بلدا من ضمنها المغرب.
وعرفت هذه التظاهرة الدولية، التي تسعى الى التفكير في القضايا المشتركة التي تواجه البشرية، تنظيم 1500 نشاط تمحورت حول تعزيز “عالم ممكن يطبعه السلام والعدالة الاجتماعية والبيئية” وتبادل التجارب خدمة لبلوغ هدف الازدهار.