الإنسان كتاب مفتوح قليلا ما نتوقف لقراءته،أو نمعن النظر في تفاصيله و تجاعيده وشكل أحرف وجهه، وقديما قيل الوجه مرآة الداخل ، من خلاله يمكن النفاذ إلى أعماقه ومعرفة أسراره و قراءة أفكاره و هواجسه،ليس كهانة أو رجما بالغيب ،بل عن طريق علم الفراسة، وهو من العلوم الموغلة في القدم وكادت تندرس مع الزمن وتنطفىء شمعتها، لولا بحوث النمساوي جون كاسبر لافات ابو علم الفيسيونومي الحديث،و فرانز جوزيف جول مؤسس علم الفرينولوجي Phrenology وآخرون. هكذا يتحدث الدكتور جلال المودن، المدرب المتخصص في البرمجة اللغوية العصبية والمتخصص في الإرشاد الأسري والتربوي، إلى جانب كونه رائدا في الفراسة وقراءة لغة الجسد، عن علم الفراسة الذي يؤكد أنه واعد في المغرب.
ويوضح المودن، أن قاضي لوس انجلوس إدوارد جونز هو مؤسس احدث اتجاه أو مدرسة في علم قراءة الوجه، وأن روبرت وايت سايد هو من أكمل ما بدأه جونز وأضاف اليه ونقحه، و قام بعمل بحث ميداني و كانت النتيجة أن نسبة الدقة وصلت 92% ، ومنذ عصر وايت سايد و حتى وقتنا هذا و العديد ممن يخضعون لعملية تقييم سماتهم الشخصية عن طريق قراءة الوجه يؤكدون على صحة هذا العلم.
و نقصد بالفراسة, الاستدلال على الباطن من خلال الظاهر،أي معرفة الشخصية من خلال قراءة أشكال الوجوه و ملامحه الرئيسية كالعينين و الجبهة و الأنف والذقن و الاذنين….و هو الفيسيونومي ،أو من خلال لغة الجسد وتعابير الوجه وإيماءات وحركات أعضاء الجسم.
وتعد لغة الجسد الآن أحد أهم مكونات الإدارة والتسير والتواصل الفعال، وفن المبيعات والتسويق، ويزداد الاهتمام بها أكثر في المجال السياسي و صناعة القادة بحيث يخضع الزعماء اليوم لدورات تكوينية لتقوية الكريزما و حضور الشخصية و فن الاقناع و التأثير عاى الجماهير باستعمال تقنياتها، يقول الدكتور جلال المودن الباحث في القواعد الأصولية وتطبيقاتها في الأحكام والنوازل الطبية، والحاصل على ماستر الطب التكميلي وماستر العلاج باليوغا، وماستر ثاني حول الاجتهاد والتجديد والتواص الحضاري تحت عنوان: الطب النبوي تأصيله، قبل الدكتوراه.
وحسب الباحث والإذاعي جلال المودن فإنه يمكن استثمار الفراسة في قراءة خطابات الزعماء والرؤساء، من خلال لغة الجسد و تعابير الوجه التي تستبطن الكثير من الإشارات و الأخبار و المعلومات التي لا تقرأ في الكلمات،فمثلا الآن خبراء الفراسة الأمريكين يحصون على ترامب آلاف الكذبات على الهواء من خلال خطاباته.
وفي السياق نفسه يؤكد جلال المودن صاحب مؤلف “نظرية الأحلام بين فرويد وكارل ليونج واريك فروم، ومؤلف “العلاج الروحي: الصلاة واليوغا دراسة مقارنة”، أن علم الفراسة علم واعد خاصة في المغرب أرجو أن تتاح الفرصة للتعريف به و تقريبه للناس واستثماره في مختلف مجالات الحياة وعلى رأسها تحليل الشخصيات العامة و الأحداث المرتبطة بهم ،و المجال التربوي و إدارة الأعمال والعلاقات الزوجية.
ولمن يهتم بمعرفة المزيد في هذا العلم ستنعقد يومي 23 و24 من فبراير الحالي دورة تكوينية بمدينة فاس تحت عنوان “الفراسة من الفهم إلى الممارسة” بالمعهد الخاص للتعليم الإبداعي بشراكة مع مركز قبس للتدريب والتطوير الذاتي.
يذكر أن جلال المودن هو مذيع قدم العديد من البرامج على الإذاعات، بينها برنامج “قبسات من الطب النبوي وبرنامج صحة وراحة البال ثم برنامجي “نور الحكمة” وبرنامج “خير وسلام لتفسير الأحلام اللذين يبثان على إذاعة ام اف ام منذ سنة 2015 ال الآن.