أثار الرئيس التركي رجب طيب اردوغان غضب نيوزيلندا، الاثنين 18 مارس، باستخدامه تسجيل فيديو مثيرا للجدل صوره منفذ الاعتداءين الإرهابيين على المسجدين في كرايست تشيرتش، في حملة انتخابية.
وقدم إردوغان الذي يقوم بحملة للانتخابات المحلية هذا الشهر، الهجوم بوصفه جزءا من هجوم أكبر على تركيا والاسلام، وعرض التسجيل المصور للاعتداء في تجمعات في نهاية الاسبوع.
واحتج نائب رئيسة الوزراء وينستون بيترز، محذرا بأن تسييس ‘المجزرة’، ‘يعرض للخطر مستقبل وسلامة الشعب في نيوزيلندا والخارج، وهو غير منصف إطلاقا’.
وأعلن بيترز الثلاثاء أنه سيتوجه إلى تركيا هذا الأسبوع بدعوة من اسطنبول لحضور اجتماع خاص لمنظمة التعاون الإسلامي.
وجرح ثلاثة أتراك في الاعتداء الإرهابي الذي قتل فيه 50 من المصلين في مسجدين في مدينة كرايست تشيرش جنوب نيوزيلندا الجمعة.
وقام المسلح، وهو استرالي من المنادين بتفوق العرق الأبيض، بتصوير الهجوم ونقله بشكل مباشر ونشر بيانا من 72 صفحة على وسائل التواصل الاجتماعي .
وسارعت سلطات نيوزيلندا إلى العمل لوقف انتشار التسجيل المصور محذرة من أن تشارك التسجيل يعرض المستخدم للمحاكمة، فيما أزال فيسبوك الصور عن مئات الاف الصفحات.
لكن خلال تجمعات انتخابية في نهاية الاسبوع، عرض إردوغان التسجيل وأشار مرارا إلى الهجوم باعتباره مؤشرا على تصاعد موجة عداء للإسلام تجاهلها الغرب.
وقال خلال تجمع انتخابي في شنقلعة بغرب تركيا ‘إنه ليس حادثا معزولا، إنها مسألة أكثر تنظيما’.
وأضاف ‘إنهم يختبروننا بالرسالة التي يبعثونها لنا من نيوزيلندا، على بعد 16500 كلم’.
ولم يعرض إردوغان التسجيل المصور خلال فعالية الاثنين.
وقال بيترز إنه اشتكى مباشرة لدى نائب الرئيس التركي فؤاد اوكتاي ووزير الخارجية مولود تشاوش اوغلو اللذين زارا نيوزيلندا.
وعن محادثاته مع المسؤولين التركيين قال ‘اوضحنا أننا نعارض الإرهاب بكل أشكاله وأننا مجتمع حر ومنفتح’.
وأضاف ‘أجرينا حوارا مطولا حول ضرورة حرص أي دولة، أو تركيا في هذا الخصوص، على عدم تشويه صورة بلدنا، نيوزيلندا’ وقال ‘نحن لم نبدأ أو نتسبب بهذه الكارثة وقد فهموا ذلك بوضوح’.
وعن اجتماع منظمة التعاون الإسلامي المرتقب في اسطنبول قال بيترز ‘هذا الحدث المهم سيسمح لنيوزيلندا بالانضمام إلى شركائنا في التصدي للإرهاب والدفاع عن قيم مثل التفاهم والتسامح الديني’.
وقال ‘موقفنا واضح جدا بأن الهجوم الإرهابي في كرايست تشيرتش الذي ارتكبه شخص ليس نيوزيلنديا، نقيض تام لقيمنا الجوهرية’.