أعرب المتدخلون خلال الجلسة الافتتاحية للمنتدى الأول للمنتخبين المغاربة و الفرنسيين، الذي تحتضنه الدار البيضاء اليوم السبت، عن رغبتهم المشتركة لمواجهة تحديات الجهوية، من خلال تبادل الممارسات الفضلى والتجارب المتميزة في تدبير الشأن المحلي، على اعتبار أن الجهوية كمنظومة ترابية أضحت فاعلا رئيسيا في تحقيق التنمية الشمولية المنشودة.
و شدد المتدخلون خلال هذه الجلسة، المبرمجة في اطار المنتدى المنظم من قبل نادي أوجين دولاكروا بشراكة مع جهة إيل دو فرانس، وجهة الدار البيضاء سطات، على أهمية تعبئة الطاقات والقوى في كلا البلدين و توظيفها بشكل مشترك للإقلاع بالقارة الأفريقية ، والتي يوليها البلدان اهتماما خاصا.
و هكذا، اعتبر رئيس جهة الدار البيضاء – سطات السيد مصطفى باكوري أن الإصلاحات الأخيرة التي همت المجالات الترابية في المغرب تشكل ثورة حقيقة في البيئة الإدارية مع ظهور وحدات جهوية جديدة، مؤكدا الى أنه هناك حاجة ماسة لمناقشة مختلف التحديات المتعلقة بهذا الموضوع.
ودعا في هذا الصدد، الى بلورة اليات قادرة على الجمع بين الخصائص الترابية وتشجيع المبادرات التدبيرية الأكثر صلة بهذا المجال.
من جهتها ، شددت رئيسة جهة ايل دوفرنس السيدة فاليري بيكريس، في كلمة مسجلة عبر جهاز الفيديو ،على ضرورة تعميق التعاون بين الجهات الفرنسية و نظيرتها المغربية باعتبار أن الجهة أضحت حاليا حلقة أساسية في مسلسل تحقيق التنموية المستدامة المنشودة و النواة الصلبة للإقلاع بالتعاون اللامركزي المشترك بين المغرب و فرنسا.
ومن هذا المنطلق، اعتبرت السيدة بيكريس ان من شأن التعاون العريق و التقارب الاستراتيجي القائم بين فرنسا و المغرب أن يساهم في بلورة مقاربات عملية تصب في اتجاه النهوض بالقارة السمراء، مشددة على أن مستقبل افريقيا لا يمكن أن يتبلور الا انطلاقا من المغرب.
بدوره، أكد كاتب الدولة المكلف بالاستثمار، السيد عثمان الفردوس على الحاجة الماسة إلى تعزيز علاقات التعاون بين المنتخبين من كلا ضفتي البحر المتوسط في جميع القطاعات وتوظيفها في اتجاه توثيق التعاون خدمة للقارة الأفريقية.
من جهته، اعتبر رئيس نادي أوجين دولاكروا السيد صلاح بوردي أن انعقاد هذا المنتدى يروم خلق فرصة لتبادل الافكار و تقاسم الرؤى بين المنتخبين في كلا البلدين، من أجل بناء نموذج غير مسبوق للتعاون بشأن عدد من الإشكاليات ذات الطابع الخاص عادة، و يقوم على أساس تبادل الممارسات الفضلى في مجال التدبير الترابي.
و لاحظ أنه يجب تثمين الممارسات الفضلى للمنتخبين حتى يتم تبنيها وتكييفها مع خصائص كل مجال ترابي، مبرزا أن هذا المنتدى يهدف أيضا إلى تعزيز المبادرات التدبيرية والمشاريع المحلية الأكثر صلة وكذلك الأكثر تميزا وانسجاما مع محيطها.
من جانبها، أشادت كاتبة الدولة المكلفة بالصيد البحري السيدة مباركة بوعيدة بالعلاقات العريقة و المتميزة التي تجمع بين المغرب و فرنسا، مبرزة أن مشروع الجهوية المتقدمة سيشكل نموذجا جديدا في الحكامة الترابية وعاملا أساسيا في مسلسل تعزيز الديمقراطية التشاركية.
و بعد أن أشادت بمستوى التنسيق القائم بين النساء المنتخبات في كلا البلدين، شددت السيدة بوعيدة على أهمية انخراط المرأة ،المتواجدة خصوصا في مواقع صناعة القرار، في تسريع بالمسلسل التنموي في جميع المجالات، لكون هذا الجانب هو أحد أهم المعايير لقياس مدى التطور التنموي لدى الامم و الشعوب.
ويناقش حوالي 200 منتخب من فرنسا ونظراء لهم من المغرب، يمثلون مختلف المشارب و الحساسيات السياسية، طيلة هذا اليوم، أنجع السبل للجمع بين شروط التنافسية والجاذبية الترابية من خلال تسليط الضوء حول ثلاثة ورشات عمل تتعلق ب”الجهوية المتقدمة : تحديد الاختصاصات “، و التنمية الاقتصادية للمجال: الفوارق المجالية”، و ” الثورة الرقمية و المشاركة المواطنة”.
و يندرج هذا المنتدى في إطار تعزيز سبل التعاون و الشراكة بين المغرب و فرنسا لتحقيق شروط التنافسية الاقتصادية و الجاذبية المجالية، و كذا تجديد التواصل و اللقاء مع أبناء الجالية المغربية المقيمة بالخارج ،الذين يضطلعون من خلال تجاربهم المهنية و الاجتماعية و السياسية المكتسبة في بلدان الاقامة، بدور أساسي و استراتيجي في الدينامية التنموية بالمغرب.