قال القنصل العام للمغرب بإسطنبول السيد امحمد إفريقين إن المغرب أدرك كيفية التلاؤم مع التحولات التي يشهدها التاريخ المعاصر، من خلال تبنيه، في مراحل مختلفة، سلسلة إصلاحات نوعية لمواكبة تطور ودينامية المجتمع.
وأضاف الدبلوماسي المغربي، في محاضرة ألقاها أمس في كلية العلوم السياسية في جامعة مرمرة بإسطنبول، أن الإصلاحات التي تم تفعيلها تواكب تطور المجتمع المغربي في جوانبه المرتبطة بالتعددية وترسيخ الديمقراطية والحريات العامة ودينامية المجتمع المدني، مستحضرا، في هذا السياق، المكتسبات التي جاء بها دستور 2011، ولاسيما الأدوار الهامة والتشاركية التي منحها للفاعلين في المجتمع المدني.
وبعدما قدم لمحة عن تطور النظام السياسي بالمغرب، قال السيد إفريقين إن الملكية تشكل عاملا مهما وحاسما للهوية المغربية، مبرزا أن النظام السياسي، الذي يكتسب شرعيته من عراقة تاريخ البلاد ومن تلاحم الملكية والشعب، يتميز بالاستمرارية والتطور والاستقرار.
من جهة أخرى، سجل الدبلوماسي المغربي أن المغرب، البلد الإفريقي والمتوسطي، يضطلع بأدوار نشيطة وإيجابية في المنطقة للنهوض بالحوار والتضامن، كما يسهم بفعالية على الساحة الدولية، خاصة في مواجهة التحديات العالمية المرتبطة بالتغيرات المناخية والهجرة والتهديدات الإرهابية.
وأكد أن المملكة ظلت على المستوى الإفريقي، بلدا متضامنا مع بلدان القارة السمراء يدافع عن القضايا الإفريقية، مذكرا بمبادرات المغرب، باعتباره ثاني مستثمر إفريقي في القارة، وخاصة في مجالات الهجرة وتقاسم الخبرة في ميادين تدبير المياه والصيد والإدارة، والتكوين المهني، والمنح الدراسية التي يقدمها للطلبة الأفارقة.
وأضاف أن المغرب، بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس رئيس لجنة القدس، سيبقى يدافع بقوة عن القضايا العربية العادلة، ولاسيما حق الشعب الفلسطيني في استعادة كافة أراضيه، وفي مقدمتها القدس المحتلة.
أما في ما يخص علاقات المغرب بالاتحاد الأوروبي، فوصفها السيد إفريقن ب”الممتازة”، فهو شريك استراتيجي للاتحاد يحظى لديه بوضع متقدم، موضحا أن هذا الوضع يشكل خارطة طريق للعلاقات الاقتصادية والسياسية التي تقوم على المصالح المشتركة والاحترام المتبادل.