كانت الثلاثية تفتح له ذراعيها لكي يدون اسمه بأحرف من ذهب، لكن مدرب برشلونة إرنستو فالفيردي بات يواجه خطر الإقالة من منصبه بعد خروج فريقه المذل أمام ليفربول بسقوطه بشكل مدو برباعية نظيفة في إياب الدور نصف النهائي لمسابقة دوري أبطال أوروبا في كرة القدم.
للموسم الثاني تواليا، خرج الفريق الكاتالوني خالي الوفض من المسابقة القارية العريقة بعدما تقدم بفارق مريح على أرضه ذهابا. هذا الموسم، تقدم على ملعبه 3-صفر في ذهاب نصف النهائي قبل أن يخسر بالرباعية إيابا في أنفيلد، وفي الموسم الماضي تلقى خسارة قاسية في إياب ربع النهائي أمام روما الإيطالي 3-صفر، بعدما تقدم على ملعبه 4-1.
كان فالفيردي قاب قوسين أو أدنى من الثلاثية هذا الموسم، آملا في تكرار إنجاز برشلونة عامي 2009 و2015، بألقاب الدوري المحلي (حسمه لصالحه للموسم الثاني تواليا في أواخر نيسان/أبريل)، والكأس المحلية (يخوض النهائي ضد فالنسيا في 25 أيار/مايو)، ودوري الأبطال.
لكن الخسارة غير المتوقعة أمام ليفربول قضت على هذا الحلم، وشرعت باب الأسئلة حول مستقبل فالفيردي الذي يقود برشلونة في موسمه الثاني، وجدد عقده في شباط/فبراير الماضي حتى عام 2020.
ورفض رئيس برشلونة جوسيب ماريا بارتوميو تجديد الثقة بالمدرب مباشرة بعد مباراة الثلاثاء بقوله “نحن متأثرون جدا في الوقت الحالي بسبب الخروج. يتعين علينا رفع معنوياتنا لأن ثمة مباراة نهائية في الكأس. ستكون الأيام المقبلة صعبة على الجميع لكني يتعين علينا رفع رؤوسنا”.
وأردف قائلا “سيتسنى لنا الوقت لكي نفكر مليا بالأمور. للعام الثاني على التوالي، إنها أمسية كارثية”.
من جهته، تطرق فالفيردي بعد المباراة بشكل مبهم الى مستقبله على رأس الجهاز الفني بقوله “لا أدري كيف ستؤثر (الخسارة) علي. لكن هذا هو الواقع، المدرب يتحمل المسؤولية دائما”.
لكن في حال تمكن برشلونة من الفوز بنهائي كأس الملك في إسبانيا وإحراز الثنائية المحلية، يتوقع ألا يكون ذلك كافيا للنجم الأرجنتيني ليونيل ميسي وزملائه بعدما وعد الأول مشجعي الفريق الكاتالوني في بداية الموسم الحالي بإعادة “الكأس الجميلة”، في إشارة الى الكأس ذات الأذنين الكبيرتين التي تمنح لبطل دوري الأبطال، الى ملعب كامب نو.
لكن حسابات الحقل لم تتطابق مع حسابات البيدر. وما يزيد من خيبة أمل الفريق هو أن مدربه أراح التشكيلة الأساسية تماما بعد تتويجه باللقب المحلي، كما أن ليفربول خاض المباراة الأمس بغياب ورقتين رابحتين في صفوفه هما المصري محمد صلاح والبرازيلي روبرتو فيرمينو بداعي الاصابة.
كما يخوض الفريق الإنكليزي موسما منهكا يتخلله صراع مرير بدنيا وذهنيا مع منافسه مانشستر سيتي على لقب الدوري المحلي لن يحسم سوى في المرحلة الأخيرة بنهاية الأسبوع الحالي، وخاض مباراة قوية محليا ضد نيوكاسل كافح فيها للفوز 3-2 قبل مواجهة برشلونة بثلاثة أيام فقط.
كان الاعتقاد أن برشلونة تعلم من درس روما العام الماضي، وخروجه من الدور ربع النهائي في المواسم الثلاثة التي سبقت 2018-2019، لكي يدخل المباراة بذهنية مختلفة، لكنه انهار بشكل كبير أمام فريق قطع عنه الماء والهواء وسجل رباعية تاريخية في شباكه ويطيحه خارج السباق.
وهي المرة الاولى التي تخلو فيها المباراة النهائية من فريق اسباني منذ عام 2013 عندما توج بايرن ميونيخ الألماني على حساب مواطنه بوروسيا دورتموند 2-1 على ملعب ويمبلي في لندن.
-سجل جيد… ولكن –
ولا شك بأن بعض الأصوات علت مطالبة بإقالة فالفيردي لا سيما من قسم كبير من مشجعي الفريق الذين لم يقتنعوا أساسا باسلوب المدرب ويأخذون عليه تحفظه وبراغماتيته.
لكن أرقام فالفيردي ليست سيئة منذ ان تولى منصبه قبل موسمين، فقد حقق الثنائية المحلية في موسمه الأول، وقد يكرر هذا الامر خلال الموسم الحالي. كما انه خسر أربع مباريات في الدوري الإسباني على مدار موسمين، اثنان منها بعد ان ضمن فريقه اللقب، بالاضافة الى خسارتين في دوري الابطال كلفتاه الخروج في كل مرة.
بيد ان الفوز بالدوري المحلي اصبح امرا روتينيا بالنسبة الى برشلونة بعد ان توج به 8 مرات في المواسم الـ11 الاخيرة، أما الهدف الرئيسي فيبقى الظفر بدوري الأبطال الذي يعود اللقب الأخير فيه الى العام 2015.
وكان برشلونة رائعا هذا الموسم حيث يتقدم على اتلتيكو مدريد محليا بفارق تسع نقاط وعلى غريمه التقليدي ريال مدريد بفارق 15 نقطة.
وكان مهاجم برشلونة الاوروغوياني لويس سواريز احد المدافعين عن المدرب بقوله عندما سئل ما اذا كان الاخير يتحمل مسؤولية الخسارة “إطلاقا. اللاعبون كانوا على أرضية الملعب. إذا كانت مقاربته جيدة في المباراة الأولى، فان الامر ينطبق ايضا على المباراة الثانية”.