قالت مجموعة من المنابر الإعلامية الإيطالية، اليوم الجمعة، إن إعادة انتخاب المغرب للرئاسة المشتركة للمنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب بمعية كندا لولاية ثالثة، جاء تتويجا “لريادته” في مجال مكافحة الإرهاب.
وفي هذا السياق، أكدت وكاالة الأنباء (نوفا) بإيطاليا أن انتخاب المغرب من جديد للرئاسة المشتركة لهذا المنتدى العالمي للولاية المقبلة 2020 ـ 2022 ، تترجم بوضوح الثقة المتجددة و التقدير الذي تحظى به المملكة كشريك لا محيد عنه في مجال محاربة الإرهاب سواء داخل المنتدى أو على الصعيد العالمي .
و اعتبرت أن هذا التتويج هو اعتراف دولي بالدور الرئيسي الذي تضطلع به المملكة المغربية في مكافحة الإرهاب، و تتويج للإنجازات التي حققها المغرب و الخبرة التي راكمها في هذا المجال .
و في مقال بعنوان “المغرب و نجاعة سياسات مكافحة الإرهاب”، كتبت صحيفة (لوبينيوني ديلا ليبيرتا) ان المغرب نجح في تطوير تجربة فريدة من نوعها وخبرة رائدة تحظى بالإشادة في مختلف أنحاء العالم بالنظر لفعاليتها ولكونها تقوم على عدة محاور تجمع بين التدبير الأمني و إعادة هيكلة الحقل الديني ومكافحة الفقر والتهميش الذي يعد بمثابة أرض خصبة لانتشار الإرهاب والتطرف.
و أبرز كاتب المقال دومينيكو ليتيسيا أنه بفضل استراتيجيته المتكاملة و التزام الدولة في هذا المجال ، تمكن المغرب من تكريس اسمه كأحد الشركاء الفاعلين في المبادرات العالمية لمكافحة الإرهاب.
و أشار إلى أن المقاربة المتعدد الأوجه التي تبناها المغرب أبانت عن نجاعتها و أصبحت نموذجا يحتذى به في العالم للتحصين ضد هذا التهديد.
و ذكر بأن وزارة الخارجية الأمريكية أكدت على” الطابع المتعدد الأبعاد للاستراتيجية المغربية التي تضع على رأس أولوياتها أهداف التنمية الاقتصادية والبشرية، وتدابير اليقظة الأمنية، وكذا تعاون راسخ على الصعيدين الإقليمي والدولي”.
من جانبها ، أبرزت وكالة الأنباء الإيطالية ( أجي سي نيوز) أنه تحت القيادة المتبصرة لجلالة الملك محمد السادس طورت المملكة المغربية تجربتها في مجال محاربة الإرهاب مع إيلاء أهمية قصوى للعمل على مكافحة الجذور والأسباب الاجتماعية والاقتصادية لانتشاره ، لتصبح بذلك في موقع ريادي ومرجعا لدول العالم في هذا المجال.
وسجلت الالتزام المتعدد الأشكال للمغرب وعدم ادخاره أي جهد من أجل تقديم مساهمة قيمة وفعالة في جهود محاربة الإرهاب، مبرزة أن المملكة دعامة أساسية للاستقرار بالنظر لانخراطها النشط في الجهود العالمية و الإقليمية لتعزيز القدرات من أجل محاربة هذا التهديد .
و كتب الموقع الإخباري الإيطالي (الجورنالي دبلوماتيكو ) أنه بتوليهما الرئاسة المشتركة للمنتدى ، حرص المغرب و هولندا طيلة أربع سنوات ، على تحديد أولويات رئيسية تتمثل في تعزيز مقاربة استباقية للمنتدى و تعبئة الجهود من أجل تقديم إجابات على التهديدات الناشئة .
وسجل الموقع الإخباري أن الولايتين التي ترأس خلالهما المغرب و هولندا بشكل مشترك المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب “كانتا الأكثر إنتاجية” منذ تأسيسه .
وأشار إلى أنه خلال الاجتماع الوزاري العاشر للمنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب، الذي عقد على هامش اجتماعات الدورة (74) للجمعية العامة للأمم المتحدة، ، اعتمدت الدول الأعضاء أربع وثائق إطارية تنضاف إلى 34 وثيقة مماثلة سبق تبنيها.
ويتعلق الأمر، حسب الموقع ، بتوصيات “غليون” بشأن استخدام التدابير الإدارية المستندة إلى سيادة القانون في سياق مكافحة الإرهاب، وبملحق المنتدى للممارسات الجيدة بالنسبة للمرأة ومكافحة التطرف العنيف، مع التركيز على إدماج النوع، وكذا بمذكرة نيويورك بشأن الممارسات الجيدة في مجال منع سفر الإرهابيين، ومذكرة برلين بشأن الممارسات الجيدة في مجال مكافحة الاستخدام الإرهابي للنظم الجوية بدون طيار.
ويعد المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب، الذي تأسس سنة 2011، هيئة دولية تضم 29 بلدا إضافة إلى الاتحاد الأوروبي، وتتمثل مهمتها الأساسية في تقليص مخاطر تعرض العالم للإرهاب من خلال منع ومكافحة وملاحقة الأفعال الإرهابية والتصدي للتحريض على الإرهاب.
ويضم المنتدى خبراء وممارسين من بلدان ومناطق من جميع أنجاء العالم لتبادل التجارب والمهارات وتطوير الأدوات والاستراتيجيات بشأن كيفية التصدي لتطور التهديد الإرهابي.
(وكالات)