(إدريس صبري)/و م ع/
أديس أبابا – تحتفي إفريقيا هذا العام بيومها العالمي (25 ماي) في سياق شديد الخصوصية يتسم بتفشي فيروس كورونا الذي أثر، على نحو جدي، على اقتصاديات القارة حيث المنظومات الصحية هشة للغاية. وهي الظرفية التي تستوجب اليوم، أكثر من أي وقت مضى، إرساء تعاون بناء واستراتيجية خلاقة كالتي ما فتئ يدعو إليها المغرب بالتزام إفريقي قوي تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس.
ويتيح تخليد اليوم العالمي لإفريقيا الفرصة لتسليط الضوء على الالتزام الإفريقي للمملكة وتضامنها مع بلدان القارة وفقا للرؤية الملكية التي تضع المواطن الإفريقي في صلب اهتماماتها، وإبراز السياسة الإفريقية للمغرب تحت القيادة المستنيرة لصاحب الجلالة من أجل تنمية وانبثاق إفريقيا قوية وموحدة وواثقة.
ويمنح تخليد هذا اليوم بشكل خاص في سياق كوفيد – 19 إمكانية إبراز تضامن المملكة تجاه بلدان القارة الذي تجلى في مبادرة صاحب الجلالة الملك محمد السادس الرامية إلى مواجهة جائحة فيروس كورونا بالقارة الإفريقية.
وهكذا، كان جلالة الملك قد اقترح إطلاق مبادرة لرؤساء الدول الإفريقية تروم إرساء إطار عملياتي بهدف مواكبة البلدان الإفريقية في مختلف مراحل تدبيرها لجائحة كورونا.
وتنضاف هذه المبادرة الملكية، التي استأثرت باهتمام كبير على الصعيدين القاري والدولي، إلى المبادرات المتعددة لصاحب الجلالة لفائدة القارة الإفريقية والمواطن الإفريقي، كما يتضح ذلك من خلال الحضور القوي للمملكة في مختلف أوراش إصلاح المنظمة خلال الدورة الاستثنائية المنعقدة في نونبر 2019 بأديس أبابا.
وتنسجم المبادرات الإفريقية للمغرب تمام الانسجام مع رؤية صاحب الجلالة الملك محمد السادس الذي يدعو إلى انبثاق إفريقيا جديدة: إفريقيا قوية، إفريقيا جريئة تدافع عن مصالحها، إفريقيا مؤثرة في المحافل الدولية. وتسعى المملكة إلى إعطاء الأولوية في أي عمل إفريقي مشترك للسلام والاستقرار والتنمية ورفاه المواطن الإفريقي.
ولتحقيق هذه الأهداف، كما يأمل المواطن الإفريقي، شدد المغرب على ضرورة تنفيذ ثلاثية المسؤولية الموسعة والحكامة الجيدة والمساءلة، داعيا إلى إرساء مزيد من الفعالية في التدبير الإداري والمالي للاتحاد الإفريقي، وإلى الوضوح والحكامة الجيدة في تدبير صندوق السلام للمنظمة الإفريقية.
كما انخرط المغرب في منطقة التبادل الحر القارية الإفريقية التي تنسجم تماما مع توجيهات ورؤية صاحب الجلالة من أجل إفريقيا متكاملة ومزدهرة.
وتبرز مبادرات المملكة في إفريقيا من خلال الزيارات الملكية المتعددة التي قام بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى العديد من البلدان الإفريقية وما يناهز ألف اتفاقية تعاون موقعة بين المغرب وشركائه الأفارقة.
وفي الشق الاجتماعي، انضاف المرصد الإفريقي للهجرة بالمغرب، الذي تم إرساؤه باقتراح من صاحب الجلالة بصفته رائدا للاتحاد الإفريقي في موضوع الهجرة، إلى قائمة المبادرات المغربية التي تؤكد الالتزام الإفريقي للمملكة.
كما يقدم المغرب خبرته وتجربته لفائدة تنمية واستقرارا القارة بما يفضي إلى رفاه المواطن الإفريقي وفقا لتوجيهات صاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وعلى صعيد آخر، تعمل المملكة تحت قيادة جلالة الملك على المحافظة على البيئة في البلدان الإفريقية إزاء التغيرات المناخية، كما يتبدى ذلك من خلال قمة العمل الإفريقية التي انعقدت على هامش “كوب 22” بمراكش في العام 2016 والتي حددت ثلاث أولويات للعمل البيئي بإفريقيا: لجنة المناخ لحوض الكونغو والصندوق الأزرق لحوض الكونغو، ولجنة المناخ لمنطقة الساحل، ولجنة المناخ للبلدان الجزرية الصغيرة.
وقد أشاد مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي بتفعيل هذه اللجان خلال اجتماع حول “التغيرات المناخية وتأثيراتها على الدول الجزرية الصغيرة”.
وأكد بلاغ لمجلس السلم والأمن أن “المجلس أشاد بقوة بريادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس وبالجهود التي يبذلها جلالته من أجل تفعيل اللجنة المعنية بحوض الكونغو، التي عقدت قمتها الأولى لرؤساء الدول والحكومات ببرازافيل في 29 أبريل 2018، برئاسة فخامة الرئيس دينيس ساسو نغيسو، رئيس جمهورية الكونغو، وكذا تفعيل اللجنة المعنية بمنطقة الساحل التي عقدت قمتها الأولى لرؤساء الدول والحكومات بنيامي في 25 فبراير 2019، برئاسة فخامة الرئيس، محمدو إيسوفو، رئيس جمهورية النيجر، تماشيا مع قرار قمة العمل الإفريقية الأولى من أجل انبثاق قاري مشترك التي انعقدت على هامش “كوب 22″ (مراكش 2016)”.
وتجدر الإشارة في هذا اليوم العالمي لإفريقيا إلى الدعم والمساعدة اللذين قدمتهما المملكة منذ الاستقلال للكفاح من أجل تحرير البلدان الإفريقية من نير الاستعمار، وإلى الدفاع عن الوحدة الإفريقية الذي تجسد عبر إحداث منظمة الوحدة الإفريقية التي تعد المملكة المغربية من مؤسسيها.