خلوة مجلس حقوق الإنسان بالرباط: اجتماع للتفكير وتبادل الآراء بشأن وضعية المجلس ومستقبله
نجحت مدينة خريبكة في التغلب على انتشار جائحة فيروس كورونا المستجد، وهو ما أهلها لتكون من بين المدن التي وضعت خلال مرحلة بداية التخفيف من الحجر الصحي في المنطقة الأولى، وجاء ذلك بفضل المخططات والتدابير الاستباقية والجهود التي بذلت من طرف لجنة اليقظة وعلى رأسها عامل الإقليم “حميد اشنوري” الذي وضع من بين الأولويات ضمان استمرارية تزويد الأسواق والمحلات التجارية بالمواد الأساسية التي يحتاجها المواطن بشكل كاف تماما كما هو الحال خلال الأيام العادية.
سوق الجملة للخضر والفواكه، كواحد من أكثر المصالح العمومية أهمية وحيوية، ومصدرا لتموين الأسواق والمحلات التجارية بالمدينة وضواحيها بالخضر والفواكه، كانت كل مكوناته في مستوى هذا السياق الاستثنائي، وحملت على عاتقها الانخراط بكل مسؤولية في تنفيذ كل التوصيات والتوجيهات الصادرة، وفي المقدمة وكلاء السوق، الذين ومنذ بداية الجائحة وطيلة شهور الحجر الصحي، عملوا بكل مسؤولية وروح وطنية، وفي نكران تام للذات ورغم المخاطر على التواجد في الصفوف الأمامية ، غايتهم من وراء ذلك أن يستمر عمل السوق بشكل طبيعي يوفر للمدينة وساكنتها كل احتياجاتها، وهذا ما دفعهم إلى نهج مجموعة من التدابير التي كان لها الآثار الإيجابي على الرواج التجاري الكبير الذي زود المدينة بحاجتها من الخضر والفواكه، مع الحرص على أن تكون الأسعار منخفضة وفي متناول كل الفئات الاجتماعية، وهذا فعلا ما تم تسجيله من طرف المستهلكين طيلة الحجر الصحي بما في ذلك شهر رمضان. ولم يقتصر دور الوكلاء، على الجانب التجاري وضمان الأمن الغذائي لفائدة الساكنة، بل امتد إلى الانخراط في محاربة الجائحة من خلال إطلاق حملات تحسيسية مستمرة داخل مختلف مرافق السوق، استهدفت كل المهنيين من تجار الجملة وزبنائهم البائعين الذين ينتشرون في كل المدينة، سواء داخل المحلات أو الأسواق الصغيرة التي وضعتها السلطات أو كجائلين، وكذلك السائقين القادمين من مختلف المناطق إلا جانب الحمالة وكل الوافدين على هذا المرفق، عملوا خلالها على شرح وتبسيط كل ما يجب الالتزام به لتفادي الإصابة بالفيروس ونقله للآخرين، إلى جانب تنزيل كل القرارات الاحترازية منها منع التجمهر داخل المربعات وخلق مسافات فراغ بينها، والتباعد بين الأفراد وفرض استعمال الكمامة ومنع دخول الأشخاص الذين لا علاقة لهم بالسوق وعدم الازدحام أمام شبابيك الأداء إلى جانب الحرص على التنظيف اليومي لكل مرافق السوق. في زيارة ميدانية لهذا المرفق، وقفنا على كل هذه الإيجابية، وتحدث إلى مجموعة من الأشخاص من المنتسبين على الخصوص لتجار الجملة، الذين قالوا أن أمور التجارة تسير بشكل عادي كما في السابق، فهناك وفرة كبيرة في المنتوجات المتعلقة بالخضر والفواكه، كما أن الأسعار عادية ولم تعرف أي ارتفاع، وأن المتغيرات فقط كانت في فرض عدة إجراءات للوقاية من الفيروس، والتي تم التعود عليها مع مرور الوقت وأصبحت شيئا عاديا، منوهين بالمجهودات التي تقوم بها إدارة السوق التي قال أحدهم أن علاقتها بالتجارة جيدة وأن السيد المدير يعمل على التواجد الدائم وسط المربعات والتواصل معهم والوقوف على كل الأمور والتدخل لحل كل المشاكل، إلى جانب الإشادة بالوكلاء الذين عملوا إلى جانب مهامهم التقليدية على مضاعفة الجهد من أجل السلامة، ومن الأشياء التي سمعناها من البعض أن سوق خريبكة، يتميز عن الكثير من الأسواق الأخرى، بالأمن السائد وعدم تواجد الأشخاص الذين لا علاقة لهم بالمهنة، والحرص خلال هذه الجائحة على القيام بكل ما يحميهم من الإصابة بالوباء، وهناك من استغل فرصة تواجدنا لإرسال طلبه للمجلس الجماعي، من أجل التدخل لتطوير البنيات التحتية والمرافق التي تظل غير كافية وهي النقطة الوحيدة التي كانت تجيد النقد من طرف المهنيين الذين استمعنا لهم.
وكلاء سوق الجملة الذين التقينا بعضهم وتحدثنا إليهم عن أحوال السوق خلال هذه الجائحة وعن تزويد المدينة بالخضر والفواكه، قالوا أن السوق عرف مع بداية فيروس كورونا نوعا من الارتباك والارتفاع في الأسعار، لكن سرعان ما تم التغلب على كل هذه الأشياء من خلال التوعية التي تم مباشرتها وسط المهنيين، والتي تم خلالها التأكيد لهم على أن السوق سيعمل بشكل عادي وأن قطاع الفلاحة لن يتضرر وستكون هناك الوفرة في المنتوجات وفعلا هذا ما كان، حسب “شربي زين العابدين” الذي هو كذلك وكيل بالسوق والذي صرح لنا أنهم سواء كوكلاء أو إدارة نجحوا في مهامهم بفضل العمل الجدي والتضحيات، وأنهم سعداء بأن السوق ظل يلعب دوره الكامل وأن الخضر والفواكه كانت جد متوفرة بالمدينة والأسعار كانت في متناول الجميع بل أقل من الأيام العادية، وعن توقف الأسواق الأسبوعية ، قال أن السلطات عملت على خلق البديل من خلال توزيع الباعة في عدة مناطق دخل المدينة زيادة على الجائلين الذين كانوا منتشرين في كل الأحياء والدروب والأزقة، وإلى جانب كل هذا قال أنه في الوقت الذي عرفت بعض الأسواق بالمملكة تسجيل حالات إصابة بالفيروس وسط المهنيين، فإن سوق خريبكة ولله الحمد، لم يسجل أي إصابة رغم الوفدين عليه من كل المدن خاصة من الدار البيضاء المزود الرئيسي للسوق، وهذا يقول بفضل ما بدلوه من مجهودات في توفير كل شروط السلامة والتواجد الميداني، وختم كلامه بشكر كل زملائه الوكلاء الذين قال عنهم، أنه رغم أوضاعهم الاجتماعية الناتجة عن دخلهم الهزيل بسبب ضعف النسبة المئوية المخصصة لهم كانوا فعلا في المستوى وخدموا المدينة والمواطن، وأن جهودهم حافظت على الاستقرار المالي للسوق والجماعة، والأرقام المسجلة يقول خير دليل على ذلك، وجدد التأكيد على أنهم كوكلاء مستعدون دائما للقيام بكل المهام التطوعية إلى جانب وظيفتهم، خدمة للمدينة والساكنة ليس خلال هذه الموجة فقط ولكن كلما تطلبت الضرورة ذلك، كما شكر كل الإدارة وفي المقدمة مديرها “عبدالرحيم كلفاع” لذي قال عنه أنه بدل جهود مضاعفة خلال هذه الشهور كاستمرارية للتسيير الذي أسس له منذ توليه المسؤولية والذي ساهم في الكثير من المكاسب للسوق، وكل العاملين والمستخدمين خاصة القابضين والموظفين، وكذلك السلطات المحلية وعلى رأسها عامل عمالة الإقليم الذي وضع السوق في اهتماماته طيلة أيام الحجر وحرص على أن يتم توفر الخضر والفواكه بوفرة للمواطن وبدون زيادة في الأسعار مع حماية الجميع من الوباء، والمجلس الجماعي على تجنده الاستثنائي وعلى عمليات التعقيم التي كانت تجري يومي الإثنين وأربعاء، كما نوه بدور قسم الجبايات. سوق الجملة للخضر والفواكه بخريبكة، إذ كان قد ربح الرهان فليس من فراغ، بل بفضل كل الأشياء التي وقفنا عليها والتي هي نتاج طبيعي للعمل المشترك بين الجميع بداية من عمالة الإقليم مرورا ببقية المصالح إلى كل المتداخلين بالمرافق ومن بينهم الوكلاء الذين نتمنى من الجهات المختصة أن تهتم بأوضاعهم الاجتماعية من خلال الرفع من النسبة المئوية المخصصة لهم لأنهم فعلا يستحقون ذلك. ونشير أن المندوبية الإقليمية لوزارة الصحة، وفي إطار التدابير الاحترازية أجرت خلال الأسبوع الماضي تحاليل مخبرية لكل الموظفين والعاملين بالسوق والوكلاء وتبين خلوهم جميعا من الفيروس كتتويج لجهود مازالت مستمرة.