سلطت المجلة الفرنسية الشهرية “سيونس إي أفنير” Sciences et avenir، اليوم الجمعة، الضوء على تدبير المغرب المثالي للأزمة الصحية الناجمة عن فيروس كورونا المستجد، وتضامنه مع عدد من البلدان الإفريقية في مواجهة الوباء.
وفي مقال تحليلي نشر على موقعها الإلكتروني، تطرقت المجلة للإجراءات الرئيسية المعتمدة من طرف السلطات المغربية لمحاربة الوباء، وكذا للزخم التضامني الذي أظهرته المملكة اتجاه العديد من البلدان الإفريقية، في سياق دعم جهودها الرامية إلى السيطرة على فيروس كورونا.
وكتبت مجلة العلوم الفرنسية أن المغرب “يمد يده لجيرانه الأفارقة”، من خلال إرسال مساعدات طبية إلى مجموعة من بلدان القارة، قصد مساعدتها على محاربة وباء فيروس كورونا المستجد.
وأكدت في هذا المقال التحليلي تحت عنوان “المغرب، نموذج في تدبيره لكوفيد-19؟”، أن هذه المساعدات تشمل، على الخصوص، زهاء 8 ملايين قناعا طبيا، و300 ألف لتر من المطهرات الهيدرو-كحولية، و75 ألف علبة من الكلوروكين، مشيرة إلى أن سياسة المغرب في مكافحة “كوفيد-19″ و”تضامنه”، و”ابتكاره”، و”تفاعله” لقيت ترحيب ممثلة منظمة الصحة العالمية في البلاد، مريم بكدلي.
وفي إطار جهود المملكة الرامية إلى تطويق الجائحة، ذكرت المجلة الفرنسية، على الخصوص، بإقرار حالة الطوارئ الصحية مع الحجر الصحي الإجباري، والتنقل الخاضع لترخيص خاص مع ارتداء الكمامة الواقية، تحت المراقبة المكثفة للقوات العمومية التي تم نشرها في الميدان على نحو مكثف.
وأكدت أن الحجر الصحي رافقته حملة إعلامية واسعة النطاق باللغة العربية، لكن أيضا باللغة الأمازيغية، قصد النفاذ إلى جميع الفئات، في حين تمت إعادة ملاءمة البنيات التحتية للبلاد بالكامل، مع تحويل الفنادق إلى أماكن للحجر الصحي بالنسبة للمرضى وإقامات للطواقم الطبية، التي تعمل بمعية الأشخاص المصابين بعدوى فيروس “كوفيد-19”.
وأضافت المجلة أن المستشفيات الخاصة تمت تعبئتها هي الأخرى للرفع من القدرة العلاجية للبلاد، حيث تم بها علاج المرضى في نفس الظروف بالقطاع العمومي، مشيرة إلى أنه تم في إطار مواجهة النقص العالمي للأقنعة الواقية، تحويل نحو ثلاثين شركة لصناعة النسيج، بما يتيح إنتاج ما يصل إلى 10 ملايين كمامة يوميا.
كما تطرقت “سيونس إي أفنير” لسياسة الاختبار التي ينفذها المغرب، الذي “أخذ على عاتقه” نداء منظمة الصحة العالمية للتصدي لأزمة فيروس كورونا، مسجلة أن عدد الاختبارات في المملكة تجاوزت 17 ألفا و500 اختبارا في اليوم الواحد بـ 24 مختبرا وطنيا، مع ما مجموعه أزيد من 340 ألف كشفا مخبريا منجزا.
وسعيا إلى عدم الاعتماد مستقبلا على استيراد أدوات الاختبار من الخارج، عملت البلاد على تصميم أداة اختبار بنفسها، والتي تمت المصادقة عليها من قبل معهد باستور، وتمكن من تقديم تشخيص في فترة تتراوح بين ساعتين وساعتين ونصف، والتي تقل تكلفتها بالنصف مقارنة مع سعر العدة المستوردة، إلى جانب تطوير “سيركوس”SIRCOS ، وهو جهاز تنفس اصطناعي صمم بالتعاون مع لجنة من الأطباء تتألف من فريق عن جامعة محمد السادس لعلوم الصحة، ومصلحة الصحة العسكرية التابعة للقوات المسلحة الملكية، وشركة “أفياريل”.
وحسب “سيونس إي أفنير”، فإن جميع هذه الابتكارات العلمية والصناعية تلقت دعم الصندوق الخاص “كوفيد-19″، الذي أحدث على يدي صاحب الجلالة الملك محمد السادس في منتصف مارس الماضي، والذي تمت تعبأته بـ 33 مليار درهم (أي نحو 3 مليارات يورو)، بما يتيح الحد من التداعيات الاقتصادية والاجتماعية لفيروس كورونا.
وسجلت أن هذا الصندوق يمكن من تمويل تعليق الرسوم الاجتماعية للشركات، ومن ناحية أخرى، منحها قروضا بنكية إضافية بضمانة من الدولة.